انتشر مؤخرا فيديو قصير على مواقع التواصل الاجتماعي، لوفاة “جيري” الفأر الشخصية الكارتونية الشهيرة في مسلسل “توم اند جيري”، الأمرالذي أثار صدمة وحزن ودهشة جميع الفئات بمختلف مراحلها العمرية، والذي ارتبط به الملايين حول العالم من الصغار والكبار، حيث كان يُصاغ في قالب كوميدي شيق وهي مطاردات القط توم للفأر جيري.
بدوره قال إيهاب عطا الباحث في علم التأويل، إذا توقفنا أمام هذا الحدث وتم تحليله من وجهة نظر علم التأويل وربطه بأحداث موازية في عالم الرسوم المتحركة، سوف ندرك المؤامرة التي تُحاك بدقة ضد أطفالنا، لتغيير أفكارهم ومسخ هويتهم، دون أن يشعر والديهم أنهم موجهون من جهة غريبة عن عاداتنا وثقافتنا.
أوضح عطا: أن البعض فسر خبر وفاة توم انه امتداد لحلقة سُربت من نفس المسلسل، قيل انها كانت نهاية للمسلسل حيث تم تصويرها في نهايات الخمسينات من القرن الماضي لانتحار توم وجيري، لكن مبتكري المسلسل ” جوزيف باربيرا ووليام هنا” أدركوا ذلك، الأمر الذي جعلهم تراجعوا عن القرار بعد الإقبال الشديد من الملايين على هذه السلسلة من أفلام الرسوم المتحركة ولم يتم عرضها، بينما استمرت الحلقات بعد وفاتهما، وتم إنتاج حلقات جديدة بفنانين آخرين من قِبل إحدى الشركات العالمية ورنار بانرز “wB”، التي أنتجت فيلم غزى جميع دور السينما عام 2021، وذلك لشهرة الشخصيات الأصلية للمسلسل “توم اند جيري” وتعلق ملايين الجماهير بهما.
تابع المتحدث ذاته: أن اللقطات المُعلِنة لوفاة لشخصية جيري، والتي تحمل رسالة لمتابعي الفيلم الكارتوني الأشهر انه سيتم التوقف عن إنتاجه مستقبلا، مشيرا إلى أن ذلك يفسح المجال والساحة لطرف يتحكم في صناعة الترفيه للأطفال وأفلام الكرتون وهي مؤسسة “ديزني لاند” العالمية، حيث كانت المنافس الرئيسي بشخصياتها الشهيرة ميكي ماوس وسنووايت وسيمبا الملك وعلاء الدين وغيرهم من شخصيات ديزني.
أضاف باحث علم التأويل: أن المتتبع لتاريخ تلك المؤسسات، يجدها تتنافس حد الصراع، رغبة منها في السيطرة على مجال صناعة الرسوم المتحركة الموجه للأطفال، وإعادة تشكيل وبرمجة وعيهم، ودبلجة هذه الأفلام مؤخرا باللغة العربية خصيصا لتوجيهها إلى المنطقة العربية لتغيير مفاهيمها تجاه بعض القضايا، وترسخ أفكار وسلوكيات شاذة تتخلل بعض الحلقات والشخصيات التي تحرض على العنف والمكر، وأحيانا العنصرية كالخادمة ذات البشرة السوداء والتي لم يظهر منها سوى نصفها السفلي وساقيها، ونرى ذلك في الهجوم الذي شنه بعض النقاد في الولايات المتحدة الأمريكية على أفلام توم وجيري، ووصفوه بالتشجيع على العنصرية، بالإضافة إلى شخصيات ديزني التي تحض على العنف ورفض الآخر وغيرها من القيم المنافية لعاداتنا وقيمنا العربية والشرقية.
لفت إلى: تكتلات اليهود في الولايات المتحدة الأمريكية، وربما الكثير لا يعلم عنها، والتي حرصت بشدة على السيطرة والاستحواذ على شركة ديزني، عقب وفاة مؤسسها “والت ديزني”، لإعادة توجهها بالتدريج حتى وصلنا لتفسير واضح، وهو الإصرار على بث أفكار شاذة أخلاقيا ودينيا موجههة لأطفال العالم عامة وأطفال المسلمين خاصة، حيث أشار بعض النقاد المؤيدين لنظرية المؤامرة، أن المنتجين لأفلام الرسوم المتحركة العالمية، يمهدون الساحة لأحداث معروفة لدينا “بعلامات الساعة الكبرى”، وإلى ظهور المسيخ الدجال، وهو تحليل لبعض الإعلانات المذاعة بإحدى القنوات الخليجية الشهيرة في شهر رمضان الماضي.
أشار عطا إلى تصريحات “كايتي بيرك” المديرة التنفيذية لشركات والت ديزني منذ شهور في فيديو عن المثلية الجنسية، مستهينة في ذلك بالتقاليد والديانات التي حرمت الشذوذ الجنسي، متسائلة: كيف لا يوجد في عالم ديزني ممثلين يؤدون أدوار المثلية الجنسية؟ لابد أن نعطي المساحة لهذه الأدوار، متعهدة بأنه سيتم إفساح المجال لهم لآدائها، ونشر الثقافات والمفاهيم المنحرفة جنسيا وأخلاقيا، متباهية أنها أم لطفلين مثليين، ولذلك نتوقع انه سيتم إيقاف إنتاج حلقات أخرى من مسلسل توم اند جيري لإفساح المجال أمام شخصيات شركة ديزني بمفاهيمها التي أصبحت واضحة لتشويه فكر أطفالنا ومسخ هويتهم، وربما نشر الإلحاد وسلوكيات منحرفة أخلاقيا ودينيا ومجتمعيا.
المزيد من المشاركات
فيما أكد: إن الإعلان عن وفاة شخصية جيري في هذا التوقيت، والتوقف عن إنتاج حلقات توم اند جيري مستقبلا، يتزامن مع تصريحات مديرة ديزني عن السماح بالمثلية الجنسية في مسلسلات الكارتون الموجهة للأطفال، وهو أمر مُعد له سلفا لإعطاء مساحة لأفلام ديزني ذات المفاهيم الواضحة لهدم قيم الأديان وفرض سلوكيات منحرفة، مشدداً على ضرورة الانتباه والمراقبة من قِبل الوالدين، على هذه الأفلام التي يتم عرضها مراراً وتكراراً أمام الأطفال، على شاشات الفضائيات أو شبكة الإنترنت “اليوتيوب”، ومواقع التواصل الاجتماعي، ولابد من التدخل المباشر للآباء لحماية أبنائهم وفلترة ما يًعرض عليهم وتنبيههم لعدم مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، لبناء حائط منيع وقوي ضد الغزو الفكري الذي أصبح معلنا من الماسونية والصهيونية العالمية، تجاه الأجيال القادمة.
ومن جهته أوضح الدكتور محمد أبوزيد استساري الصحة النفسية والتخاطب، أن الإعلام في عصرنا الحاضر يشكل القوة الأكثر تأثيراً في حياة ابنائنا، بسبب التطور والتقدم التقني بالإضافة إلى المنافع منها، إلا انها جلبت آفات وكوارث نفسيه واجتماعية وتربوية وأحدثت تغيير نفسي وتربوي في حياة أبنائنا، مشيرا إلى الدراسات والأبحاث العلمية، التي أكدت ان الطفل يتاثر من الافلام سمعياً وبصريا، بينما تعمل على برمجة عقله بالقيم والاخلاق السلبية، ومن أبرزها أفلام الرسوم المتحركة حيث تبث قيم العنف والعدوانية، ناهيك أن معظمها بلغات أخرى، مما يؤثر على تأخر النطق والنمو العقلي.
استطرد: هذه الافلام موجهة إلى التأثير على العقيدة، من خلال تقديم مفاهيم وأفكار مخالفة للديانات السماوية وزعزعة عقيدة الطفل في الله سبحانه وتعالى، والتأثير الأخلاقي المتمثل في العري والغزل وملاحقة الفتيات أو العكس، لذلك نرى أن الطفل يعيش في تشتت وتناقض بين ما يراه من مشاهد في الأفلام وما يعيشه في المجتمع، ناهيك عن التأثير المادي حيث يتم الإعلان عن منتجات خلال الفواصل، تجعل الطفل يتعلق بها سواء مجسم او لعبة.
يشير الأستاذ الدكتور عبد السلام عبدالله، استاذ علم الاجتماع جامعة المنصوة، إلى التأثيرات السلبية لهذه النوعية من الأفلام وشخصيات الرسوم المتحركة، على الطفل العربي بوجه عام والمصري خاصة، والأهم هنا هي قضية التنشئة الاجتماعية، وتغيير الأنماط الثقافية الإيجابية لدينا إلى أنماط سلبية، كالمثلية وغيرها من الأفكار الهدامة المنافية للأديان السماوية، والأعراف والعادات والتقاليد في مجتمعاتنا الشرقية.
لفت إلى: أن الشركات المنتجة لتلك الافلام تعمل على زعزعة الثوابت التي حضت عليها الأديان، مؤكداً على القيم الأسرية الأصيلة لدينا، وعلى النقيض تكاد تكون معدومة لدى المجتمعات الغربية، حيث تعمل على التفتيت والتفريق الجماعي، وهو تصغير الأمور إلى جزئيات من منظور علم الاجتماع، والذي يقضي على قيم الأسرة والمجتمع ككل.
فيما كشفت دراسة حديثة مؤخراً، للدكتورة ريهام رفعت محمد عبد العال، أستاذ التربية البيئية المساعد بمعهد الدراسات والبحوث البيئية، جامعة عين شمس، عن فعالية القصص المصورة لأميرات ديزنى فى تنمية السلوك البيئى المسئول ووجهة الضبط الداخلية لدى الأطفال.
حيث أشارت الدراسة إلى أميرات ديزني والتى ظهرت من خلال أفلام الرسوم المتحركة جزءًا من حياة معظم الأطفال لاسيما الإناث، ليس فى المجتمع الأمريكى وحسب بل فى العالم بأسره، وقد تم إنتاجها من خلال والتر إلياس المعروف عالميا بإسم “والت ديزني” وهو رجل أعمال ومنتج ومخرج وسيناريست، وأخصائي رسوم متحركة أمريكي، وُلد في 5 ديسمبر 1901 فى شيكاغو بولاية إلينوي بالولايات المتحدة الأمريكية وتوُفِيَ في 15 ديسمبر عام 1966 فى لوس أنجلوس، بولاية كاليفورنيا، بالولايات المتحدة الأمريكية.
فيما يُعد ديزني الشخصية المحورية لتاريخ سينما الرسوم المتحركة للأطفال، وأيقونة ثقافية في هذا المجال وذلك بفضل مساهماته في صناعة الترفيه لدى الأطفال خلال القرن العشرين حيث أسس هو وأخوه “روي أوليفر ديزني” شركة إنتاج والت ديزني، وتُعد الأكثر شهرةً في مجال الرسوم المتحركة والأكبر في مجال وسائل الإعلام والترفيه بالعالم، وتُقدر بعائدات سنوية تصل إلى عشرات المليارات من الدولارات.
كما أكدت العديد من الدراسات على قوة تأثير شخصيات ديزني على الأطفال والكبار على حد سواء من خلال كافة الوسائل الإعلامية، فى العديد من الموضوعات ومنها النوع الاجتماعي والعلاقات والأعراف الاجتماعية والتوقعات في أدوار الجنسين والهوية، بالإضافة إلى المعايير السلوكية المرتبطة بالذكور والإناث و الاتجاهات الثقافية.
قد يعجبك ايضآ