وفِي بعضِ القُلُوبِ عُيُون…


وفِي بعضِ القُلُوبِ عُيُون..

بقلم/ وِئام أَحمَد

 

في بعضِ الأوقاتِ نتوهمُ بأننا وصلنا إلىٰ غايتنا وأن أحلامنا أوشكت أن تتحقق؛ ثم نفتح أعيُننا فلا نرىٰ مِنها شىء…بل أنها مِثل السراب الذي نعتقدُ مِن بعيدٍ أنه ماء…
نتألم من الخيبات التي لا يد لنا بها ومن الأقدار الموجعة التي حُفرت في ذاكرتنا إلىٰ مالا نهاية دُون أن نملك إرادة بالمشاركة بتغييرها..
وقاتلة تلك النهايات التي ليست من اختيارنا والتي نداوي بها جراحنا التي خُبئت بين طيات كتاب لم نقرأه بعد… مغلقينها علىٰ ساعاتٍ لا يعلم بها غيرنا..

– نبكِي بدمُوعٍ صامتة لا يشعُر بها أحد؛ فهي حارةٌ كحممِ البراكين فِي أوجِ ثورانها عندئذٍ نشعُر بالنهايةٍ قبل بُلوغِها كل يوم ونتسارع إلىٰ رحيلٍ عاجل غير آجل؛ حينما نرىٰ قهر الدُنيا لنا ونحن مِكبلين الأيدي لا حيلة لنا ولا مَخرج….

-في أوقاتٍ كثيرة نرىٰ أنانيتنا تكبُر مِن شِدة الحُب ونحنُ لا نعلم بل نخشىٰ علىٰ مَن أحببناهُم لدرجةِ الألمِ لهُم أكثرُ مِن تألمهم علىٰ أنفسهم؛
نستيقِظُ لمحادثتِهِم وإن كان خيالاً ونخلُد إلىٰ النومِ وهُم يُحادِثُوننا وإن كان وهمًا…فنحن نحفظُ تفاصِيلهُم ونُميزُ وقعَ أقدامِهم مهما تزاحمت الخُطوَات…هؤلاء إن لم يُدرِكُوا ما نُكنهُ لهم من حبٍ فقد خسرُوا حُب أفئدة كالطيرِ …
وبرحمةٍ مِن الله نُدرك ما نحن فيه قبل نهاية المَطاف كَي لا تقتُلنا مشاعِرنا دُون أن نشعر…
-لربما كانت حياتنا صعبة من وجهةِ نظرنا ومليئة بالألمِ ولكن استطعنا أن نتخطىٰ اوجاعنا التي كانت ترافِقنا كظِلنا وتؤنسنا في عتمةِ الليل وحدِيثنا الشيقُ مع دمُوعنا… هذه
الحياة جعلتنا أقوياء… نتألم في صمت ولا ننكسر ولا نشتكِي ولا نطلب العون ونترك إحساس مَن حولنا بنا هو المِقياس لدرجةِ حبهم لنا… ولكن لازال بداخِلنا شروخٍ لن ولم نستطيع ترميمها، فنبتسمُ وقلوبِنا تبكِي كَي نُداري كسرتِنا ونضحكُ وأفئِدتنا تتصدعُ لأن هناك مَن يَستمدُ مِنا رحِيقُ القوة…
-فلنغلقُ أعيُننا علىٰ حلمٍ جمِيلٍ إن تحققَ وإن لم يتحقق سَيبقىٰ جمِيل…لأن اللّٰه يفعلُ لنا كل جمِيل….فالحياة لحظات….والعمر قصِير جدًا…. وحتمًا سينتهِي….وسنرحل بجوارِ مَن رحلُوا “أشقاء قلوبنا”….
ثُم ماذا بعد كل ذلك الألم والكسرة والهوان!!!
سأخبركم….
ننظر للسماءِ مبتسمِين متفائلِين مُرددِين جملة “الحمد للّٰه ولعلهُ خير”.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.