ولاد بلدنا اولى

ولاد بلدنا اولى

بقلم الإعلامية د.هالة فؤاد
تعد السياحة في مصر أحد بل أهم مصدر من مصادر الدخل القومي بما توفره من عائدات دولارية سنوية ، ومكافحة البطالة عن طريق توظيف شريحة واسعة من القوى العاملة في مصر .
ويمكن أن يستفيد الاقتصاد المصري من طلب السياح على السلع والخدمات المحلية ، كما تؤثرالسياحة على الاقتصاد بشكل غير مباشر عن طريق الأنشطة التي تقام في قطاع السياحة ، فيزداد استثمار رأس المال ، ويشمل ذلك جميع القطاعات التي تعمل بشكل رئيسي في مجال السياحة ، وأيضا الاستثمار في الأصول السياحية مثل : النقل ، والاقامة ، وغيرها .
تلعب السياحة دورا هاما في جدا في القضاء على البطالة في المجتمعات من خلال :
توفير فرص عمل للشباب في الفنادق والمنتجعات السياحية ، كما توفر فرص عمل للعديد من الفئات ،وبخاصة الموسيقيين ، فالفنادق لاتخلو من الموسيقيين الذين يضفون البهجة على المكان ، وهم عنصر جذب أساسي للسياح .
ولكن للأسف قطاع السياحة المصري أحد أكثر القطاعات تأثرا بجائحة كورونا ، فقد لحق به ضرر شديد بعدما تراجع عدد السياح الأجانب ، وتقييد حركة المواطنين في الداخل أدى إلى توقف السياحة الداخلية أيضا .
أدى تدهور السياحة في ظل كورونا إلى ارتفاع نسبة البطالة بين موظفي الفنادق ، والمرشديين السياحيين ، والموسيقيين ، وغيرهم .
فقد عانوا معاناة كبيرة على المستوى المادي والمعنوي ، ولكنهم حبا في بلدهم وتقديرا منهم للظروف ،تحملوا وصبروا على أمل عودة السياحة للازدهار وعودتهم لعملهم .
وفعلا بدأت السياحة تنتعش ، حيث إستغلت الدولة فترة الإنغلاق في ترميم العديد من المتاحف والقصور الأثرية ، وافتتاح المتحف القومي للحضارة المصرية ، افتتاح طريق الكباش ، نشر عدد من الاعلانات بأهم الصحف السياحية المتخصصة ، دعوة السفراء للعديد من الفعاليات بقصر عابدين ، وقصر البارون ، ومتحف شرم الشيخ ، ومتحف المركبات الملكية ، وغيرها .

إستضافة عدد من المراسلين الأجانب في رحلة إلى شرم الشيخ والغردقة لإطلاعهم على الاستعدادات والإجراءات الإحترازية لاستقبال السياحة الوافدة بهما .
فرح وهلل ابن البلد وقال زي ما كان المطرب الراحل سمير الإسكندراني يقول في أغنيته الشهيرة : ولادي تلبس وتاكل ، وطمن أولاده وأكد لهم أن معاناتهم قد إنتهت .
ولكن سرعان ماتهدمت أحلام ابن البلد على صخرة الجشع والطمع من منتهزي الفرص لكسب المال السريع ، دون النظر لمصلحة إبن بلده المهم جيوبه تتملي بالمال .
وكما قلنا سابقا أن من ضمن الوظائف التي تأثرت بتأثركورونا على السياحة الموسيقيين ، فهم من أكثر الفئات التي تأثرت بكورونا ، فالكثير منهم قد فقد عمله .
ومع بداية إنفراج الأزمة ، وأملهم في إستئناف عملهم ، نجد المتعهدين في الفنادق ، ومع زيادة عدد السياح الوافدين لفنادق البحر الأحمر ، شرعوا في تقليل أيام عمل الموسيقيين المصريين وإستبدالهم بفرق أجنبية كالفرق الروسية ، مع توفير لهم أماكن إقامة بالمجان في الفنادق ، في حين إبن البلد الذي يتقاضى أقل بكثير من الأجنبي ، يقوم بايجار سكن له يبتلع نصف ما يحصل عليه
وكان راضيا ، ولكن محبي المال لم يتركوا له حتى النصف ليعيش به ويعول أسرتة ، فقاموا باستبدالهم تماما بالشو الروسي واللاتيني .
ورجع ابن البلد للبطالة من تاني بس المرة دي شايف غيره مش من بلده بياخد قوته وقوت ولاده .
هل يصبر كما صبر سابقا ؟
فالغذاء خط أحمر وأمن قومي .
ولماذا نستعين بالشو الأجنبي ، ولانقدم فرقنا الشعبية التي تعبر عن هويتنا ، وتجذب السياح لمشاهدة أشياء جديدة لم يرها من قبل ، نقدم الفرق النوبية ، الفرق البدوية ، وغيرها من الفنون القومية الجميلة ، فالسائح يذهب إلى بلد جديد ليرى مايميزه ، يرى فنون جديدة ، وليس ليرى ما يعرفه .
ولذلك أهيب بالمسؤولين ، واتقدم للفنان المحترم نقيب الموسييقيين هاني شاكر الذي لايألو جهدا في الدفاع عن أعضاء نقابته ، بالنظر في هذه المشكلة حيث أن الكثير من هذه الفرق لاتوجد لها تصاريح ، وأيضا الأعضاء المنتسبين يدفعون المال للاشتراك في النقابة دون الحصول على أي مكتسبات ، فعل الأقل تقوم النقابة بحمايتهم من هذا الجشع ، مع توفير فرص عمل لهم .
حمى الله تعالى مصر وشعبها .

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.