ولله في خلقه شئون….(1) ….مال الكُنَزي للنُزَهي
كتبت
فاتن فتح الله نصر
======
لله في خلقه شئون…
هكذا نقول عندما نرى عجائب بعض البشر….
وكم من حكايات وراء الأبواب لاتملك عندما تسمعها أو تعيشها إلا أن تقول
و لله في خلقه شئون
دعونا نسبح في بحر البشر لنرى ونتعلم
لعل في تجارب الآخرين مايجنبنا الكثير من الصدمات
حكاية اليوم وراء الأبواب تأتينا عن شخصية لاتعرف كيف تحكم عليها ؟؟؟
هل هي طيبة أم شريرة
بالتأكيد المنطق يقول لا أحكام مطلقة فكل منا فيه الخير والشر بنسب متفاوتة
الكارثة الحقيقية ان يبرر أحدنا لنفسه الخطأ والشر على أنه طبيعي
هنا لا أمل في الإصلاح
الشخصية اليوم …ولنسميها اسم افتراضي كما جرت العادة في الرياضيات في الرمز للمجهول بحرف سين
سين رجل طيب
أو هكذا يبدو عندما تلقاه
اب وزوج وعيلة تراه مثالا للأب المثالي
لاتفوته اي صلاة
عندما ينطلق الآذان تجده مهرولا للوضوء صارخا في زملاء العمل هيا إلى الصلاة
تعلو جبينه مايسمونه زبيبة الصلاة …وأيا كانت أسبابها فقد اتفق الطيبين على انها رمز للنقاء
ولكن
لنذهب لنرى الجانب الذي لايراه إلا من يعرفه عن قرب
من خلال عمله
صباح الخير لها ثمن ….
تخليص المعاملات له ثمن ….
تتأرجح الأثمان حسب قيمة المعاملة
دخل سين محل عمله وهو لايملك من حطام الدنيا شيء إلا مرتبه
ومع مرور الزمن في وظيفته الميري تغير الحال ….
امتلأ البيت بما لذ وطاب
تغير عفش البيت جهاز ام العيال
ولكنه لم يجرؤ على تغيير أم العيال فقد كانت قوية ومفترية
وتعلم عنه كل شيء من صفقات تتم في بيتها وتحت عينيها لتحليص الشغل
وهي ترى ان زوجها راجل شاطر في شغله
وهو لايرى انه يفعل اي شيء غلط أو حرام
الموضوع كله تسهيل للشغل ومحاربة للروتين
طبعا لمن يدفع مقابل ذلك وليس للجميع
بعد تغيير عفش البيت تغير البيت نفسه
انتقل إلى حي راقي
قال للزملاء أن زوجته ورثت وربنا فتحها عليهم بعد الميراث
اشترى في بلده المزرعة تلو الأخرى
وفي مدينته عقارا وراء عقار
وحتى لايسأله احد من أين لك هذا فقد كان يشتري باسم والده
التحق أولاده بمدارس الأثرياء في الحي الراقي الذي أصبح من ساكنيه
ولايزال أولاده لايرونه إلا رمزا للعصامية والطهر والنقاء
ثروته اصبح اغلبها مكتوبا باسم والده الرجل الطاعن في السن
والذي قد ينتقل إلى رحاب ربه بين عشية وضحاها
فينطلق قائلا للجميع انه ورث عن أبيه الكثير
وبهذا لن يكشف أحد مصدر الثراء الذي لايتناسب ومرتبه من الوظيفة
مرت الأيام
الأب العجوز صدق نفسه بأن الثروة التي كتبها ابنه سين له ثروته فعلا
والرجل الطاعن في السن جعلته الثروة يستشعر انه شاب في العشرين فلماذا لايتمتع بشبابه
وإذا به فجأة يفاجيء ابنه
والجميع بزواجه من فتاة في الخامسة والعشرين بالغة الجمال من بنات قريته اللواتي اشتهرن بالحسن
و كي ترضى به برغم فارق السن الكبير جدا
كتب باسمها اكثر من نصف ثروته
والتي هي في الأصل اموال ابنه من حرام يحلله لنفسه
لم يتحمل سين الصدمة وأصيب بأزمة قلبية انتقل على إثرها إلى رحاب ربه
تاركا لأسرته معاشه وماكتبه باسم الزوجة التي قال أنه إرثها
ووتاركا لأولاده وهم أنه عاش شريفا
ومات مظلوما من أفعال جدهم
شاءت الظروف ان يعمل ابنه الأكبر في نفس مكان والده بعد وفاته ليعرف حقيقة والده مع الوقت
ولم يحتمل الصدمة وفر تاركا وراءه عار والده إلى بلاد بعيدة
رافضا كل قرش من أمواله الحرام
فقد تربى الأبناء تربية منفصلة تماما عن واقع ابيهم الحقيقي الفاسد , وإنما مع ظاهره البادي للناس من تقوى
استغرب باقي إخوته من فعله ولم يرض هو أن يفضح والده المرحوم
ولم يجب على أسئلتهم إلا بجملة واحدة … أريد أن أبني نفسي بنفسي على نمط لن أعيش في جلباب أبي مع الفارق
نعود إلى الجد الذي تزوج الصبية وكتب لها الجزء الكبير من الثروة… فقد تأثر لموت ابنه
فنقل جزء كبير من باقي ثروته التي هي في الأصل فلوس ابنه إلى أحفاده الذين فرجوا طبعا بذلك فهم لايعرفون إلا الأب المحترم
و ها هم الآن يرون الجد العطوف الذي يحنو على أحفاده فيهبهم ثروته
حياة وهمية
عاش فيها باقي الأبناء الثلاثة بعد سفر الأخ الأكبر الذي لم يشأ ان يشوه سيرة والده الراحل
ياترى ماذ حدث بعد ذلك ؟؟؟؟
لن نجعلها مسلسل تشويقي … فالنهاية الحتمية هي أن الله يمهل ولا يهمل
أرملة سين الثرية عاشت صباها الذي ضاع ليتصيدها شاب في عمر أولادها ويتزوجها وينهب كل شيء
و الثروة التي وهبها الجد لأحفاده اصبح العاملين عليها سواء في الأراضي أو العقارات يسرقونها …وسبحان الله بنفس طريقة الأب في سرقة مال الدولة التي كان من المفروض أنه أمينا عليها
بالله عليكم
كم منكم صادف سين في حياته
وقابله
واسنقبله استقبال البهوات
برغم انه يعرف عنه كل شيء
ربما لو أوقفه أحدهم أمام ضميره مرة لنجا
ولكن
هكذا يصنع كل مفسد الفاسد
المفسدون في الأرض لولا هم ماكان هناك فاسد
ولازلنا مع حكايات وراء الأبواب
لنقول
ولله في خلقه شئون
==========
فاتن نصر