ويقولون عن الأبوة* بقلم د . رحاب أبو العزم

ويقولون عن الأبوة* بقلم د . رحاب أبو العزم

*الأبوة في السنة النبوية الشريفة*
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ….) إن الرجل في بيته هو المسئول الأول عن أهله قدوة وتربية وتعليما وتهذيبا وتقويما؛ ولذا ينبغي عليه أن ينأى بهم عن طريق الدنايا، والابتعاد عن مواطن الفتن ، وتوفير ما يحتاجونه من سكن وطعام وشراب ولباس بلا تقتير وبلا إسراف ، الأب هو العين المبصرة والعقل المدبر والفكر الواعي في بيته وهو القلب الراعي الذي يضم حنايا أبنائه وزوجته ليذهب يتفقد حال رعيته ويقيم العدل فيهم ويبسط رداء التراحم بينهم
*الأبوة في عيون الغرب*
يقول الأديب الفرنسي جان جاك روسو ( ان من لا يستطيع أن يقوم بواجب الابوة لا يحق له الزواج وإنجاب الأبناء )
للأبوة معان عالية الرقي سامية الحكمة والعقل لا يتبناها إلا أصحاب الروح الطيبة التي سمت إلى عالم التضحيات ونأت بنفسها عن خصال الأنانية
فالأنانية صفة مرفوضة في عالم الأبوة وإن وجدت في الأب سرعان ما يوصف بأنه رجل غير صالح للأبوة وإن دققنا النظر في حياته نراه منذ طفولته خاب عن تحمل المسئولية واعتاد خدمة من حوله له، مثل هذا هيهات أن يضحي من أجل أحد، مثل هذا يجري وراء رغباته دون النظر إلى مآلات أفعاله ودون النظر إلى السلبيات الواقعة حتما على آل بيته
*الأب في عيون أبنائه*
ويبقى الأب أول قدوة لأبنائه تراه الابنة صورة مشرقة لشريك حياتها ويراه الابن رمز الرجولة والمروءة، هو الأب يبقى قلب الصدر لا يُنتزَع لأنه الاسم المقرون بأسمائنا لكنه يتهاوى ..ويتصدع كما يتهاوى الجبل وقت الزلزال….يموت … نعم يموت الأب فعليا إن تاهت منه أبوته، وإن ضاعت منه مروأته وإن سكنت الشياطين بداخله وإن ضاقت عليه أفقه وصار حبيس الرغبات والنزوات والشهوات متجاهلًا لجميع مصالح و أنفاس وحياة أبنائه.
*الأب هو القائد*
الأب هو من يقود الزورق دون أن يغرق أبنائه هو من يتجاوز مرارته وآلامه من اجل أن يسقي أبناءه الشهد ولا أقول أن ينسى نفسه من متاع الدنيا بيد أننا نؤكد على منظومة الرضا فطالما ارتضى أن يتزوج وينجب ويكون فردا في منظومة الأبوة والأسرة فعليه أن يؤدي واجبه إلى أن يصل بأبنائه لبر الأمان.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.