وَما أَنا… إِلاَّ إِنْسان… بقلم /د٠ريتا عيسى الأيوب

وَما أَنا… إِلاَّ إِنْسان…

بقلم /د٠ريتا عيسى الأيوب

قَدْ صَقَلَهُ هَذا الزَّمان…
فَصَنَعَ مِنْهُ… ما هُوَ مَزيجاً… مِنَ الوُرودِ وَالرَّيْحان…
وُرودٌ… في عِطْرِها… تُواكِبُ البَشَرَ في الأَفْراحِ وَالأَحْزان…
وَأَمَّا الرَّيْحانُ… فَهُوَ يُناجي ذاكَ الحَزينَ بِرائِحَتِهِ الزَّكِيَّةِ… فَيُبَدِّدَ مِنْ قَلْبِهِ الأَشْجان…
هَكَذا قَدْ أَرادَ اللهُ لِيَ… أَنْ أَكونَ قَلْباً… بِلا عُنْوان…
كُلُّ مَنْ حَوْلَهُ… يَشْعُرُ بِدِفْئِهِ… إِلاَّ أَنَّهُ… يَبْقَى حُرّاً… أَبِيّاً… مُحَلِّقاً… إِذْ أَنَّهُ يَعْشَقُ الطَّيَران…
هَكَذا خُلِقْتُ… وَهَكَذا أَوَدُّ أَنْ أَبْقَى… إِذْ أَنَّ ثِقَتي بِالبَشَرِ… تَحْتاجُ دَهْراً كَيْ تَتَرَسَّخَ… بَلْ حِقْبَةً مِنَ الأَزْمان…
فَهَلْ يَأْتي في طَريقي… ذاكَ الإِنْسانُ… وَالذي قَدْ يُغَيِّرُ نَظْرَتي… في كُلِّ مَنْ هُمْ حَوْلي مِنَ القُطْعان…
قَدْ بِتُّ أَشُكُّ في ذَلِكَ… لِأَنَّ حَياتَنا الآنِيَةَ… لَمْ يَعُدْ فيها إِلاَّ مَنْ غَدَرَ وَخان…
لَسْتُ بِسَوْداوِيَّةٍ أَنا… وَإِنَّما واقِعِيَّةٌ… قَدْ جابَتْ المَعْمورَةَ… بَلْ الكَوْنَ كُلَّهُ… كَيْ تَخْتارَ لَها البَعْضَ مِنَ الأَوْفِياءِ… وَالخِلاَّن…
كَما أَنَّني بِتُّ مُؤْمِنَةً… بِأَنَّ كُلَّ مَنْ عايَشْتُهُ… لَنْ يَتَغَيَّرَ… وَلَنْ يَتَبَدَّلَ… إِلاَّ إِذا كَفَّ هَذا الكَوْكَبُ… وَالذي يُدْعى الأَرْضُ… عَن الدَّوَران…

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.