“وِقاية اكتئاب”خيرٌ مِن قنطار رعاية و لِلمُختص العلاج

البوست المنتشر والموجه للمكتئب الذي يفكر بالانتحار و دعمه إيجابياً هو بادرة جميلة طيبة النية من الناس الذين تفاعلو معه عبر وسائل التواصل الإجتماعي .
ولكن من يصل إلى أواخر مراحل الإكتئاب والإقتراب الوشيك من قرار إزهاق روحه هو شخص قد تجاوز مسألة حاجته لأي أحد يسمعه مع العلم بأنه ربما كان يحتاجها سابقاً ولكن أوانها قد فات.
مبادرتكم هذه وبالرغم من حسن نواياها إن لم تكونوا حمل مسؤوليتها الكبيرة فهي عبارة عن مسمار يُدَقُّ في نعش المكتئب وإن لم يجد ضالته عندك عزيزي المبادر فأنت تساهم بالقضاء عليه.
المكتئب إن كان حل مشكلته هو وجود شخص في حياته ليسمعه فيجب أن يكون هذا المكتئب أولوية بالنسبة لسامعه لا بل أن يكون رقم واحد بالنسبة لنصيره وأقل من ذلك ستزداد الطينة بلَّة، المكتئب حساس لدرجة أنه لم يعد بمقدوره أن يرسل لك رسالة وتتجاهلها بحجة مشاكلك اليومية وتدخله بمتاهات وتثقل كاهله بردود وكلمات ونصائح هو بغنىٰ عنها وعن إلى ما هنالك من مبررات لا تفعل شيئا ً سوى زيادة بأسه وبؤسه، ناهيك عن كونه غالباً قد وصل إلى إستفحال في مشكلته لدرجة أنك لن تستوعبها أو لن تستطيع حلها إن لم تكن ذو خبرة في التعامل مع هذا النوع من المشاكل أو على أقل تقدير ستراها بمنظورك و إحساسك لا بمنظوره وإحساسه ومشاعره فهو لن يسمح لك بأن تراها لا تستحق هذا العناء.
الموضوع يطول ويطول ولا ينتهي…ولكن أرىٰ بأن من يسخر نفسه لهذه القضية إن لم يكن مختصاً وعلى دراية بكيفية التعامل مع قاصديهم فالأفضل له وحرصاً على سلامة المكتئب أن لا يقدم علىٰ هذه الخطوة،وليترك هذا الأمر لأصحاب الإختصاص.
وليبحث كل منا عن أولئك الأشخاص الذين تسبب باكتئابهم و يساعدهم على الخلاص من أزمتهم..فليرمم كل منا علاقاته بمحيطه وليحافظ عليها وليدعمها ويعززها قبل أن تولد مكتئبين جدد وضحايا مستقبل لهذه الحياة و ربما منتحرين سواء مِن مَن نتعامل معهم أو ربما نحن شخصياً،فهذا أمر يستطيع فعله كل أحد منّا لا سيما وأن في محيط كل شخص الكثير من المكتئبين أو الذي تسبب هو باكتئابهم أو ربما هو مكتئب بعينه،بدلاً من أن نعرض هذه الخدمة للعامة ومعظمنا لسنا مختصين بها فمن السهل التعامل مع أفراد محيطنا ومن السهل تصحيح أخطائنا وأخطائهم، وهذا الأمر ليس بالسهل بالنسبة لحل مشاكل الغريب، وبإنقاذ كل شخص لمحيطه ونفسه ،و من تأزمت حالته فنُرشده للمختص الخبير ،هنا تكون المشكلة قد أخذت قسطاً كبيراً من الوقاية و العلاج الأمثل.
و في نهاية وجهة نظري هذه أود أن أخبرك بأنك إن مللت القراءة قبل أن تصل إلى نهاية هذا المنشور فلا أعتقد بأنك قادر على إنقاذ مكتئب يفكر بالإنتحار.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.