يامن تدعون محبته تأسُّوا بسيرته….اليوم الدولي عدد نوفمبر 2019
كتبت
فاتن فتح الله نصر
========
كل عام وأنتم جميعا بكل خير تقترب ذكرى مولد الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم …
أيام رائعه قليل من يقتنص بركتها
بالعكس كثير من يدخل الشيطان إليه في هذه الأيام بالذات …
وطبعا يجد أذنا صاغية جاهزة لتنفيذ أوامر الوسوسة فورا
وأين الصلاة وأين ذكر الله الذي من المفروض أن نذكره قياما وقعودا …
لا شيء من هذا يفيد عندما يتملك الشيطان من رأس أحدهم يصلي ويذكر ,,
ويظن السوء ويتهم الناس بالباطل
و يا ليت من يتلقى التهمة يكون أكثر حرصا على إحراج الشيطان وكسب الثواب بما أمر الله
ويتجاوز و يعفو و يتأسى برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي سامح وعفا في أصعب المواقف فيما فعل به أهل قريش وفيمن افتروا على أمنا عائشة في حديث الإفك
وعلى ذكر هذا الحديث عندما منع سيدنا أبوبكر المساعدة التي كان يعطيها لأحدهم لأنه ممن خاضوا في الحديث عن ابنته عاتبه الله فيه ….
أين نحن من هذا هل فعلا نحن مؤمنين؟
هل نستحق شفاعة الرسول صلى الله عليه وسلم فينا
ونحن نتجاهل سنته ولا نتأسى به؟
..أم نحن من الذين قال عنهم الله أننا لسنا بمؤمنين
ولكن مسلمين ولما يدخل الإيمان في قلوبنا بعد .
ليت كل واحد منا يعيد تقييم نفسه في ضوء القرآن والسُّنة …
هل لو جاء الموت لأحدنا بغتة وهو الاحتمال المؤكد الوحيد في الحياة
هل نحن مستعدون لحساب القبر
وهل يمكننا أن نحيا حياة البرزخ ونحن نطل على مقعدنا في النار
لأننا لم نتبع ما أمرنا الله به
و ما جاءنا به الرسول صلى الله عليه وسلم
ألم يقل لنا الله سبحانه ما أتاكم الرسول فخذوه و ما نهاكم عنه فانتهوا عنه…
أفكر وأرجو أن تفكروا معي في مواقف نتعرض لها جميعا
وماذا نفعل
** نغتاب دون أن ندري …
فعندما نشكو حتى من الزوج فنحن نغتابه
فما بالكم لو لم يكن الزوج
لو كان صديقة أو جارة أو قريبة
أو حتى أخت أو أم …
موضوع نستسهله ونقول عنه فضفضة
ولكنه للأسف ليس كذلك عند الله
** نمشي بنميم دون أن ندري
فعندما تشكو الينا صديقة من أخت , زوج , أو صديقة أخرى….
بدلا من أن نلطف ونطيب الخاطر
ونعتذر عن الطرف الغائب
و نحاول أن نضع أنفسنا مكانه للدفاع وتوضيح ما قد يكون وجهة نظر حتى لو اضطررنا للكذب
لأن إصلاح ذات البين من مواضع السماح بالكذب ..
بدلا من هذا نجد أنفسنا نزيد الطين بلة
ونقوم بإشعال الوضع
ومساعدة الشاكي في سب الغائب
** نحب المخلوق أكثر من الخالق
نثور ونغضب إذا تعرض أحدنا للإهانة
وتقوم الدنيا و لا تقعد بين اتنين مثلا اختلفا على الأهلي والزمالك
بينما نجد من يخطيء في حق الله
ونجد من يلتمس له أعذارا
==============
الحقيقة أمور كثيرة أصبحت في غير موضعها والسبب غياب الدين عن الحياة وعندما عاد
عاد غريبا لايزال بعضهم يحاول التعرف عليه
فمنهم من ظنه فقط أداء الأركان الأساسية
وحصر تدينه في ذلك
-فتجد رجلا ملتحيا وخارج لتوه من الصلاة ليمد يده لأخذ رشوة أو ليخوض في سيرة فلان أو فلانة …
-وتجد امرأة ترتدي خمارا وأحيانا نقابا ولا تتورع عن اغتياب أو تلاسن
-وتجد امراة أخرى تصلي وتصوم و لا تغتاب
ولكنها لا ترتدي الزي الذي أمرها الله به والذي لا يقبل الجدل فيه لأنه أمر في القرآن ومبين في السنة ورغم ذلك تجادل
وتجدها تقول المهم القلب وتتجاهل أن الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل
==============
نعلم أن أركان الإسلام خمسة
يجب على المسلم فعلها إلا الحج لمن استطاع إليه سبيلا …
ولكن
هل يوجد بيت فقط يقوم على أركان فقط؟؟؟
أين الجدران
أين الأبواب و النوافذ …
أين الطلاء والتزيين ..
والأركان تكتمل بأن تتم الفروض:
لا تقتل… لا تزني… لا تسرق
وقبل كل ذلك لا تكذب ….
فالكذب أصل كل الخطايا
أن تقول سمعا وطاعة إذا أمر الله ورسوله أمرا فلا يكون لك من خيرة في أمرك
كما هو الأمر في سورة الأحزاب
وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ ۗ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُّبِينًا
(36)
أن يكون العبد في حاجة أخيه
أن تكون صلاتنا ونسكنا ومحيانا ومماتنا لله رب العالمين
ألا نجادل فيما أمر الله
==============
إننا لو عملنا كل ما أمر الله به ولم نترك منه قيد أنملة لا يكفي لدخول الجنة لو عاملنا الله بالعدل …
ولكننا نطمع في الفضل …
اللهم عاملنا بفضلك لا بعدلك فلو عاملتنا بالعدل ما بقيت لنا حسنة
ولو عاملتنا بالفضل ما بقيت لنا سيئة
من كرم الله علينا أنه يعطينا عند السؤال الفرصة لندافع عن أنفسنا
يوم تشهد علينا حواسنا وجوارحنا
***عندما يسأل الله الغني لِمَ فعلت كذا ؟
فيقول غرني الغِنى والمُلك
فيرد المولي سبحانه لست أغنى مِن سُليمان الذي أُعطِي مُلكا عظيما
***عندما يسأل الله عبدا لِمَ فعلت كذا ؟
فيقول مثلا أيأسني المرض
فيرد المولى لم تمرض كأيوب
عندما يسأل الله عبدا لِمَ فعلت كذا ؟
فيقول غَّرنِّي الحُسن والنساء
فيرد المولى لست بأجمل من يوسف ولم تعرض عليك ما عُرِض عليه
وعندما يتعلل عبدا بأي حجة يجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض لكافة الابتلاءات ….
اليتم ….الفقر …..فقد الولد …اضطهاد القوم ….محاربة من أحزاب تآلفت عليه ….. محاولات قتل …. خوض في عرضه …
إذن ليس للناس على الله حجة بعد ما جاءنا من الرسل
===========================
رأيت أن أفكر وأردت أن أشرككم معي …
حديثي مع حضراتكم حديث النفس للنفس …
ولست بفقيهه
حالة اليأس والإحباط التي أشعر بها هذه الأيام ما مررت بها في حياتي ….
والسبب
هو ما أفكر فيه أرانا الآن قوما ظهرت فيه أعراض جميع أنواع الآفات التي ظهرت في أقوام الرسل منذ بدء الخليقة …
أرى المجاهرة بالسوء
أرى الفحش بالقول
أرى اللسان الذي ينطق بالشتائم والسباب وكأنه يغني
أرى مسلمين يتخذون من الكفار أولياء من دون إخوانهم
أرى مسلمين يتباهوا بأن يطالبوا بركن إسلامهم وتركه عند أبواب المساجد
أرى مسلمين يتهموا بعضهم بالباطل لمجرد أنهم أفضل منهم إيمانا
أرى مسلمين يخوضوا في الأعراض وكأنها شيء عادي
أرى مسلمين أعزة على المؤمنين أذلة على الكفار
أرى نساء ترمي أخواتهن بالسوء وأخواتهن يرموهن بنفس السوء
أرى رجالا ينظرون إلى ما متع الله به أزواجا غيرهم
أرى في كثير مسلمين بغير إسلام
وأرى في غير المسلمين إسلاما بغير مسلمين
اللهم لا تجعلنا من الأخسرين أعمالا
الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعا …
و كل عام والجميع بخير
====
فاتن نصر