يا سيدي ، نحن محكومون بالأمل ! بقلم / عبدالله إيهاب

يا سيدي ، نحن محكومون بالأمل !

بقلم / عبدالله إيهاب

وفجوات آمالنا المتسعة ، من لها ؟ 

أتدري ، طالما كَرهتُ أن أَحلم ، لأني أكره أن يظل حُلمي حُلمًا . 

ولأن قَلبي تملأه الآمال فأثقلته ، ويشق علىّ يا سيدي أن أجر قلبي وآمالي ! 

وكأن كُل أمل تشبثت بتحقيقه شَفرة محلها القلب ، فَيضخ الدم طواعية إلى كُل أعضاء الجسم ، لينبهها بصعوبة تحقيق حلم ! 

لمَ الأحلام لا تُنصت ؟

مازال بقلبي أنين لم يُسمع .

ولمَ الآمال تتربص الهروب دومًا لتقفز من نوافذ الواقع ! 

سألتُ أحدهم يومًا وأنا أُضمد بَلي قلبي . 

– لمَ يُزرع بداخلنا حُلمًا ثم يُنتزع منا ؟ لمَ أحلامنا ليست لنا ؟ 

– ومن قرر أنها أحلامنا ؟ 

– أوليس فى سَعينا لها حَقّا ؟ 

– ليس لك حَق إلا فى مسعاك ، وهل تسعي يعني أن تصل ؟ ليس عَيبًا أن تَحلم فتُضل الحُلم ، ربما بل بالتأكيد أنه لم يكن لك ، وعدم نَسبه لك لا يعني أيضًا ضياع جُهدك ، فستجده مُدخرًا لك فى حُلم جديد كُتب لك ولم تكن تدر عنه شيئًا ، يافتى ، إشكر ربًا لا يُضيع أجر المحسنين !

– الشُكر واجب فى كل أمري ، إنما كيف ترى أنه لم يضيع ؟ 

– تقيمُك ضياعه يعني قِصر أنفاسك، وبعض الأحلام تحقيقها بطول الأنفاس ،لا تدري ربما هو لك بالمحاولة الثانية ! وليس شرطًا أن يُنسب لك آخرًا ، إنما لك فى حُلم أخر نَصر مُبين ، لا تفقده بالتشبث بِخُسرانك ، يقول تعالى ” إنّ الإنسان لفى خُسر ” وطالما تُظلِلُك سماء الدنيا ستخسر ، وستفقد و سيصيبك الحَزن وفُقدان الأمل ” إلا الذين آمنوا ” فجاهد أن يُظلِلُك الإيمان كما الدنيا ،أن لا خُسارة فى رُكن الله ، ولا بكاء فى حَضرة توفيقه ، وكلما تؤمن ستري ! 

أتظن كل الرِكاب الذين سبقوا سبقوا لأنهم أرادوا السبق ؟ 

أم لأن الله أراد؟! 

لُطفه بِنا يشملنا ، فتغفل اليوم لم أنا ؟ وغدا تُبصر أنّه كل الفضل أنّه أنت ! 

الله خَلقك ، وخلق بك حُلمك ، ودَفع بِك لتُحقق ، ولم يأذن لك أن تصل ، أتظنه خَلقك لِيُعذبك ؟ 

حاشاه وترفع عن ما يُنسب إليه ، وهو الكريم ، وهو الكريم ، وهو الذي إنتشلك وقد دعوته يارب هذه وفقط ، وفى كل مرة يُجيبك ! أيضيعُك ! 

قُم وإنفض عنك آثارًا لم تُخلق لمحارب ، حُلم وإنطوى ولأنه العدل لن يَطوى جُهدنا ، فتستقبل حُلمك الجديد بجُهدك القديم وتسعي به بِشرف مُحارب صمود لا يهتز لفقدان ما لا يملك لأنه لم يملكه ، طالما أنه يُجاهد ، وطالما أنه لم يَترك حُلمًا لأنه عاجز وضعيف ! بل لأنه لم يكتب له ! 

يا سيدي ، نحن محكومون بالأمل !

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.