“يا سيد تعال وانظر”: درب الصليب عبر الحاضر ومعاناة الإنسانية

“يا سيد تعال وانظر”: درب الصليب عبر الحاضر ومعاناة الإنسانية

بقلم_أمجد زاهر 

عرض “يا سيد تعال وانظر” الذي قدمه فريق حدوته، يُعد مزيجًا فريدًا من الفن والروحانية، يُسلط الضوء على معاناة الإنسانية ويُقدم رؤية معاصرة لدرب الصليب على خشبة مسرح الانبا رويس بالكاتدرائيةالمرقسيةبالعباسية.

 

التجسيد الفني والروحي

 

العرض يبدأ بتراتيل وألحان تُعبر عن العمق الروحي للمناسبة، ثم ينتقل إلى تصوير الحاضر، مُبرزًا معاناة الشباب من الاكتئاب والأمراض النفسية.

التحول من الظلام إلى الضوء يُعد تمثيلًا رمزيًا للأمل في وسط اليأس.

 

السرد القصصي والتناوب الزمني

 

العرض يتنقل بين الماضي والحاضر، مُقارنًا حياة يسوع وصديقه لعازر بحياة يوسف الشاب المحب للأطفال المصابين بالسرطان. هذا التناوب يُعطي العرض بُعدًا عميقًا ويُظهر التوازي بين معاناة البشرية عبر العصور.

 

الأداء والإخراج

 

العزف الحي والسيمفونية الحزينة تُضيف للعرض بُعدًا عاطفيًا يُكمل السرد الدرامي.

ومع ذلك، يُشير النقد إلى أن الممثلين بحاجة إلى مزيد من التدريب لتقديم أداء يُلائم الحقبة التاريخية ويُعبر عن المشاعر بشكل أكثر فاعلية.

 

الرسالة والتأثير

 

العرض يُنهي برسالة قوية تُظهر اليأس والأمل، ويُقدم تأملًا في الرحمة الإلهية والتحديات الإنسانية. كتجربة أولى لفريق حدوته، يُعد العرض نجاحًا في توصيل رسالته للجمهور.

 

البُعد التاريخي والاجتماعي

 

مسرح الأنبا رويس، بتاريخه العريق وتجهيزاته الفنية الحديثة، يُعد مكانًا مثاليًا لتقديم مثل هذه العروض الروحية والثقافية، مُسهمًا في تعزيز الكرازة المرقسية ؛ تحت إدارة مدير المسرح

” ميرفت صليب ” .

 

في الختام، يُعد عرض “يا سيد تعال وانظر” تجربة فنية غنية تُعبر عن قوة الفن المسرحي في تجسيد القيم الروحية والإنسانية، مُقدمًا للمُشاهدين فرصة للتأمل والتفاعل مع الرسائل العميقة التي يحملها درب الصليب.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.