“يا لزيف شعاراتكم وازدواج معاييركم”_ شيرين أبو عاقلة.
“يا لزيف شعاراتكم وازدواج معاييركم”_ شيرين أبو عاقلة.
بقلم: حمدي سيد محمد محمود
لم تكن عملية اغتيال مراسلة قناة الجزيرة شيرين أبو عاقلة، أول جريمة قتل يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين الفلسطينيين، وبحسب أرقام وزارة الإعلام الفلسطينية، بلغ عدد الصحفيين الذين اغتالهم جيش الإحتلال منذ الانتفاضة الثانية عام 2000 حتىٰ اليوم 45 شهيدًا.
وبعد إعلان شبكة الجزيرة خبر مقتل صحفيّتها شيرين أبو عاقلة علىٰ يدِ قوات الإحتلال الإسرائيلي، نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية مقالةً علىٰ موقعها الرسمي بعنوان: (قالت الجزيرة إنَّ أحد صحفييها قُتلَ في مدينة جنين بالضفة الغربية خلال اشتباكات بين القوات الإسرائيلية ومسلحين فلسطينيين) وهو ما لم تُصرح به شبكة الجزيرة.
وقد أثارت هذه المقالة الكثير من الجدل وسُرعان ما قامت الصحيفة بتعديل بعضٍ من فقراتها وكذلك عنوانها، كما حذفت التغريدة من حسابها على تويتر و منصات التواصل ونشرت اعتذارًا عن الخطأ الذي وقعت فيهِ.
وتعاملت نيويورك تايمز، مع حادث اغتيال أبو عاقلة بغض الطرف عن القاتل وهو الجيش الإسرائيلي، فعنونت أحد تقاريرها: مراسلة الجزيرة تُقتل في الضفة الغربية فيما جاء عنوان التقرير التالي: شيرين أبو عاقلة، صحفية فلسطينية رائدة، تموت عن 51 عامًا، في صياغة توحي بأن المراسلة توفيت بشكلٍ طبيعي، لا نتيجة رصاص قوات الإحتلال.
أمّا صحيفة واشنطن بوست، فكتبت: صحفية أميركية تقتل علىٰ يد الجيش الإسرائيلي، بحسب شبكة (الجزيرة)، وإسرائيل تدعو إلىٰ التحقيق.
في محاولة لإضفاء طابعٍ حياديٍ علىٰ العنوان، انعكست في نصّ التقرير، حيث قدم المعدون رواية كلّ من الجانبين الرسميين الفلسطيني والإسرائيلي، كما ضمنت شهادات لصحفيين فلسطينيين شهدوا علىٰ الجريمة.
لم يختلف تعامل الصحف البريطانية مع اغتيال مراسلة الجزيرة بشكلٍ كبير، فاكتفت فايننشال تايمز بنشر خبرٍ مقتضبٍ مع عنوانٍ يخفي بدوره مسؤولية قوات الإحتلال: صحفية الجزيرة المخضرمة تموت بإطلاق نار في الضفة الغربية، ولم تذكر الصحيفة شيئًا عن جنود الإحتلال الإسرائيلي، في محاولة لطمس الحقائق، وتجهيل القاتل.
أما صحيفة الجارديان البريطانية، فقد نشرت تقرير حول الجريمة تجنبت فيهما تبني رواية قناة الجزيرة أو الجانب الفلسطيني لكيفية موت أبو عاقلة، حيث ذكرت الصحيفة أن شيرين أبو عاقلة مراسلة الجزيرة التي قُتلت في جنين بالضفة الغربية، كانت مراقبًا مخضرمًا للصراع الإسرائيلي الفلسطيني، اشتهر في جميع أنحاء العالم العربي كصوت موثوق في القصة الأكثر إثارة للجدل في المنطقة، كانت المواطنة الفلسطينية والأمريكية البالغة من العمر 51 عامًا قد قدمت تقارير من كل المناطق المشتعلة في الضفة الغربية والقدس الشرقية علىٰ مدار ثلاثة عقود، كانت خلالها تتنقل بانتظام بين الجانبين لتروي قصص الفلسطينيين والإسرائيليين من المنازل وساحات القتال. ومن هنا أنقل وجهة نظر مواطن عربي يشعر بالتغطية الإعلامية الغير منصفة لكل ما يتعلق بقضايا العرب والمسلمين وهو الأمير عبد الرحمن بن مساعد بن عبد العزيز حيث علق على هذا الحادث المؤلم عبر تويتر فقال: جريمة بشعة من قوات الإحتلال الإسرائيلي راح ضحيتها الصحفية شيرين أبو عاقلة رحمها الله في عمل مُدان ومقيت وجبان.
سيأخذ هذا الخبر صدىً لمدة أسبوع علىٰ الأكثر لدىٰ المدافعين عن حقوق الإنسان وحرية الصحافة في أمريكا والغرب ومن ثم لن تسمع لهم صوتًا وسيدفنون هذا الخبر في مقابر طي النسيان. وبعدها غرد الأمير مجددًا وقال علىٰ حسابه في تويتر لم يمر أسبوع ..! بل من أول يوم هاهي (نيويورك تايمز) العريقة المدافعة عن المبادئ وعن حقوق الإنسان وحرية الصحافة تصيغ عنوانها بأن الصحفية شيرين أبو عاقلة ( قُتِلت) بصيغة المبني للمجهول دون الإشارة لمن قتلها ..! رغم أن الصحفية فلسطينية ( أمريكية)! .. يا لزيف شعاراتكم وازدواج معاييركم!