يا مصر رغم الجراح سيظل مجدكِ عصيًا على الانكسار
يا مصر هما حاولوا هدمك سيبقى مجدك عصيا على الهدم.
بقلم: ريهام طارق
كم هو مؤلم يا مصر أن نراكِ تنزفين ببطء مع كل محاولة لاقتلاع جزء من كيآنك، كأن هناك من يحاول سرقة نبضاتك التي شهدت على مجد لا يخبو وحضارة لا تنال منها الأيام.
كيف يعتقد أعداؤك أن العبث بجذورك يمكن أن يخمد تلك الشعلة التي أنارت العالم لآلاف السنين؟ وكيف يتصورون أن هدم الأحجار قادر على إيقاف تيار فنك وابداعك الخالد الذي لا يعرف الحدود؟ مصر ليست مجرد تاريخ محفور على الجدران، بل هي روح متجددة تواصل إلهام الأجيال.
مصر ليست مجرد وطن يضم معابد و أهرامات، أو أرضٍ زخرت بالعظمة و خلّدت على جدرانها ملاحم الزمن، بل هي قصة خالدة تسري في عروق أبنائها، واليوم، ونحن نشهد محاولاتٍ بائسة لطمس معالمها، وتشويه رموزها الثقافية، ندرك أن الخطر أكبر من مجرد هدم الأحجار أو بيع الآثار إنه اعتداء على هوية متجذرة، و تاريخٍ صنع الحضارة المصرية.
إنها محاولات بائسة لاختطاف ذاكرة وطن بأسره، كأنهم يظنون أن هدم المسارح التي شهدت أعظم الإبداعات الفنية أو تدمير الرموز، يمكن أن يطمس صفحة الفن والإبداع في مصر، غاب عنهم أن مصر ليست مجرد حجارة صامتة، بل هي روح نابضة في كل زاوية من شوارعها العتيقة، في ضحكات أطفالها وفي أصوات بائعيها البسطاء، إنها أكثر من مجرد آثار، إنها قصة كل مصري ينبض بالأصالة والحب لهذه الأرض.
اقرأ أيضاً: شيرين عبد الوهاب أول فنانة عربية تحطم الأرقام القياسية في قوائم Billboard
ورغم أن الجرح عميق اليوم ، إلا أن التاريخ أثبت مرارًا و تكرارا أن مصر دائمًا تعود من تحت الركام تنفض عنها الغبار وهي أقوي، وأكثر تحديا، منذ الفراعنة حتى الفتح الإسلامي، ومن الصراع مع الاحتلال إلى نضالها من أجل الاستقلال، تظل مصر قلعة شامخة فشلت في هدمها الرياح، واليوم كلنا يقين أن كل من يحاول بيع رموزها وسرقة مجدها، واغتيال تاريخها ستبوء كل محاولاته في النهاية بالخزي والفشل.
يا مصر،كل من حاول العبث بك لا يدرك أن كل حبة رمل تحمل في طياتها ذكرى لا تموت، لان مجدك حفر في قلوب أبنائكِ قبل أن ينحت على جدران معابدك.
على أرضك تلاقت الحضارات.. عانق الماضي الحاضر، وأنتي شامخة تبني مجدك ، قوية في مواجهة من يسعى للنيل من عظمتك.
قد تكون الأحجار قابلة للهدم، لكن الحب الذي نقش في كل زاوية منها لا يمكن لأحد أن يجعله حطام، بل جعل إرادتها لا تقهر، وصنع لوطنه درعاً يحميها من الاندثار، من معابد الكرنك إلي الأهرامات.
اقرأ أيضاً: نجوى كرم تستعد لإحياء حفل استثنائي في دبي أوبرا
كل حجر في مصر يحكي قصة عشقٍ رسمته أيدي الأجداد، لتبقي مصر دائما منارةً للعلم والفن والحكمة وتبقى خالدة ومصدر إلهام، تبقى رمز الصمود، رغم محاولات البعض لطمس حضارة عصية على الزوال.
مصر هي الروح التي تتوهج حباً، تستمد قوتها من ولاء المصريين لها وإيمانهم بأن المجد لا يبنى بالحجارة فقط، بل بالانتماء.
يا مصر هما حاولوا هدمك سيبقى مجدك عصيا على الهدم.