يحيى الفخرانى.. الطبيب الذى صنع مجد الدراما المصرية يحتفل بـ80 عامًا من الإبداع
يحيى الفخرانى.. الطبيب الذى صنع مجد الدراما المصرية يحتفل بـ80 عامًا من الإبداع
تقرير_أمجد زاهر
في يوم 7 أبريل من كل عام، يتجدد الاحتفاء بأيقونة الفن العربي، الدكتور يحيى الفخراني، الذي يحتفل هذا العام ببلوغه عامه الثمانين، بعد مسيرة فنية استثنائية امتدت لأكثر من نصف قرن، قدم خلالها أعمالًا شكلت وجدان المشاهد المصرى، وكتبت اسمه بحروف من نور في تاريخ السينما والمسرح والتلفزيون.
ثمانون عامًا من الحياة، وأكثر من 140 عملًا فنيًا متنوعًا ما بين الدراما والمسرح والسينما، جعلت من الفخراني حالة فنية خاصة، ونموذجًا نادرًا للفنان المثقف، الذي جمع بين العقل العلمي الممنهج والإحساس الفني الصادق.
من الطب إلى خشبة المسرح.. ميلاد نجم
وُلد يحيى الفخراني في محافظة الدقهلية عام 1945، ودرس الطب في جامعة عين شمس، حيث حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1971. إلا أن قلبه اختار مسارًا مختلفًا؛ فبين أروقة كلية الطب، وتحديدًا على خشبة مسرح الجامعة، بدأت ملامح شغفه الأول بالتمثيل.
رغم ممارسته لمهنة الطب لفترة وجيزة، فإن حبه العميق للفن دفعه إلى اتخاذ قرار جريء بترك المعطف الأبيض والتفرغ للفن، في خطوة ربما بدت مجنونة في حينها، لكنها كانت البداية لمسيرة استثنائية جعلت منه أحد أهم نجوم الفن في الوطن العربي.
اقرأ أيضا:
بصمة خالدة في الدراما التلفزيونية
بدأت مسيرته الفنية عام 1973 بمسلسل “الرجل والدخان”، لكن الانطلاقة الكبرى جاءت عام 1979 بمسلسل “أبنائي الأعزاء شكرًا”، ليصنع بعدها بصمته الخاصة عبر سلسلة من الأعمال التي ظلت حاضرة في ذاكرة الأجيال.
أبرز أدواره تمثلت في شخصية سليم البدري في “ليالي الحلمية”، وهي الشخصية التي نقلته إلى قلوب الجماهير، مرورًا بأدوار محورية مثل “عباس الأبيض في اليوم الأسود”، و”شرف فتح الباب”, و“سكة الهلالي”, و“الخواجة عبدالقادر”، و“يتربى في عزو”*, حيث لعب دور حمادة عزو الذي لامس وجدان كل بيت عربي.
المسرح.. عشقه الأول والأبدي
رغم نجاحه الساحق في التلفزيون، بقي المسرح هو المنصة الأقرب إلى قلب الفخراني، حيث قدم أعمالًا مسرحية لا تُنسى مثل “حضرات السادة العيال”، و”الملك لير”، وهي المسرحية التي أعاد تقديمها أكثر من مرة، وكان آخرها بنجاح لافت ضمن العروض القومية الكبرى، مؤكدًا أن المسرح لا يزال حيًا طالما هناك نجوم مثل الفخراني.
كما قدم فوازير المناسبات بجانب صابرين وهالة فؤاد، والتي أظهرت جانبًا مرِحًا وخفيف الظل من شخصيته، وهو ما أثبت قدرته على التنقل بين الألوان الدرامية المختلفة بسهولة وسلاسة.
السينما.. أدوار عابرة للأزمنة
في السينما، بصم يحيى الفخراني بأعمال ذات طابع اجتماعي وإنساني عميق، أبرزها أفلام “إعدام ميت”, “الكيف”, “خرج ولم يعد”, و”أرض الأحلام”, وجميعها قدمت نماذج درامية متنوعة أثبت من خلالها موهبته الفذة وقدرته على تجسيد الإنسان في كل حالاته.
تكريم يليق بمكانته
ثمانون عامًا من الفن، ما بين الشغف والتعب، الالتزام والحب، تجعل من يحيى الفخراني ليس مجرد نجم، بل رمزًا فنيًا وإنسانيًا.
رجل ترك الطب من أجل الفن، فأنقذ أرواحًا من خلال الإبداع، وقدم علاجًا للروح عبر الدراما.
في يوم ميلاده الثمانين، تحتفل مصر والعالم العربي بيحيى الفخراني، ليس فقط كفنان، بل كأحد أعمدة الهوية الثقافية المصرية، وواحد من القلائل الذين جمعوا بين الحضور الإنساني والعبقرية الفنية في سيرة لا تُنسى.