يسرا اللوزى… رحلة أمومة وفن وحياة متزنة بين الجذور والطموح
يسرا اللوزى… رحلة أمومة وفن وحياة متزنة بين الجذور والطموح
تقرير_أمجد زاهر
في زمن تتسارع فيه إيقاعات الحياة بين العمل والأسرة، تبرز الفنانة “يسرا اللوزي” كنموذج فريد للمرأة المعاصرة التي استطاعت أن تجد التوازن الحقيقي بين “النجاح المهني والأمومة الراقية”، وأن تحافظ في الوقت ذاته على “جذورها الثقافية” وفلسفتها المتزنة في الحياة.

وجه جديد للبطولة الإنسانية
شاركت يسرا جمهورها بتفاصيل مؤثرة من حياتها، كان أبرزها قصة تسمية ابنتها الكبرى “دليلة”، والتي تعاني من ضعف في السمع. لم يكن الاسم مجرد اختيار جميل من كتاب الأسماء، بل أصبح رمزًا لرحلة يسرا مع التحدي، حيث وصفت ابنتها بأنها “المرشدة” التي علمتها الصبر والإيمان والقوة في مواجهة الواقع.
أما ابنتها الثانية “نادية”، فتمثل لها رمزًا للهدوء والاستقرار والامتداد الشخصي، حيث رأت يسرا في ابنتيها مرآة لكل جانب من جوانب روحها.
اقرأ أيضا: يسرا اللوزى تكشف أسرار حياتها المهنية والشخصية: بين الفن والمخاطرة
الموسيقى.. ذاكرة وملاذ
يسرا التي نشأت في بيت فني وموسيقار، تعترف أن الموسيقى جزء لا يتجزأ من هويتها الشخصية. من” مارسيل خليفة إلى بيتهوفن وفيفالدي”، تكشف عن ذائقة موسيقية راقية ومتشعبة، ترتبط فيها كل نغمة بذكرى، وكل مقطوعة بلحظة خاصة.
فلسفة الموضة.. أناقة بلا صخب
على عكس النجمات اللاتي يُظهرن تعلقًا كبيرًا بآخر صيحات الموضة، ترى يسرا أن “الراحة أهم من الموضة”.
تؤمن بأن الأناقة لا ترتبط بالصرعات، بل بالتعبير الصادق عن الذات، مؤكدة أنها ترتدي فقط ما يتماشى مع شخصيتها، رافضة أن تكون “أسيرة للتريند”.
الطبخ السوري.. هوية وحنين
كونها تنتمي لأصول سورية من جهة والدتها، وتزوجت من رجل سوري، تجد يسرا في المطبخ السوري مساحة للتعبير عن الجذور والحب العائلي.
من “الشيش برك” إلى “الكبة”، تسرد يسرا تجاربها في تعلم الطبخ من “حماتها”، بعد أن رحلت والدتها دون أن تنقل لها كل أسرار الطهي.
ضعف السمع.. امتحان الحياة وأمومة حقيقية
لكن التحدي الحقيقي كان في رحلتها مع ابنتها “دليلة”، التي شُخّصت بحالة من ضعف السمع منذ الطفولة. بدلاً من الانكسار، قررت يسرا أن تواجه، أن تتعلم، وأن تكون صوتًا داعمًا لكل أم تمر بنفس التجربة. تقول:
“هذه الرحلة علمتني أن الإعاقة ليست نقصًا، بل دعوة لفهم الحياة بشكل أعمق”.
التربية بالأمل.. لا بالمثالية
تؤمن يسرا أن التربية ليست معادلة مثالية بقدر ما هي مسار من الحب والتفاهم، وتسعى دائمًا إلى زرع “الاستقلالية، الثقة بالنفس، وقبول الاختلاف” في بناتها، دون الضغط أو التلقين.
نظرة إلى المستقبل
فنيًا، تستعد يسرا لمشاريع جديدة تحمل طابعًا اجتماعيًا ورسائل إنسانية، بينما تفكر شخصيًا في مشروع توثيق وصفات والدتها وحماتها في “كتاب طبخ يحمل طابعًا عائليًا حميميًا”.
يسرا اللوزي.. فن وصدق وأمومة بلا أقنعة
تُجسّد يسرا اللوزي صورة المرأة القوية التي لا تخجل من التحديات، وتواجهها بابتسامة هادئة وأقدام ثابتة. فنانة راقية، وأم واعية، وإنسانة تتعلّم في كل محطة من محطات الحياة. ببساطتها وعمقها، تترك أثرًا لا يُنسى في قلوب جمهورها.