يوميات مهاجر في بلاد الجن والملائكة (٤)
ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ !!!.. ..ﻳﺴﺘﻌﻴﺮﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺼﻄﻠﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻼﻣﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﺮ ﺍﻻﺳﺘﺎﺫ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ )) ﺟﻤﺎﻝ ﺣﻤﺪﺍﻥ (( ﺣﻴﻨﻤﺎ ﻳﺘﺤﺪﺙ ﻋﻦ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ….. ﻟﻤﺎ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻣﻦ ﻋﺒﻖ ﺛﻘﺎﻓﻲ ﻳﻨﺪﺭ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﺭﺟﺎﺀ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ . ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﺘﺴﻲ ﻗﻬﻮﺗﻪ ﺍﻟﻤﻔﻀﻠﺔ ﻓﻲ )) ﺗﺮﻳﺎﻧﻮﻥ (( ﻋﺼﺮ ﻛﻞ ﻳﻮﻡ , ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺃﻥ ﻳﻤﺮﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺒﺪﺃ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﻣﻦ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺮﻣﻞ ﺣﺘﻰ ﺷﻤﺎﻻً ﻣﺤﻄﺔ ﻣﺼﺮ , ﻭﻛﺎﻥ ﺟﻨﻮﺏ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺃﻏﻨﻰ ﻣﻦ ﺷﻤﺎﻟﻪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﻆ ﺑﺎﻟﻔﻘﺮﺍﺀ . ﻛﺎﻥ ﻭﻣﺎﺯﺍﻝ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺑﺎﻟﻘﺮﺏ ﻣﻦ ﺑﺪﺍﻳﺔ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﻴﺚ ﻣﺤﻄﺔ ﻣﺼﺮ , ﻭﻣﺴﺠﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻳﺤﻀﺮ ﻓﻴﻪ ﺑﻌﺾ ﺟﻠﺴﺎﺕ ﺍﻟﺬﻛﺮ ﻟﻠﻄﺮﻳﻘﺔ ﺍﻟﺒﺮﻫﺎﻧﻴﺔ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﺣﺮﻳﺼﺎً ﻋﻠﻰ ﺻﻼﺓ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻴﻪ ﻗﺒﻴﻞ ﺑﺪﺀ ﺩﺭﻭﺱ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭ ﻟﻠﻤﺴﺠﺪ , ﺑﻞ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﺘﻔﻊ ﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﻛﺘﺐ ﻗﺪﻳﻤﺔ ﻣﺴﺘﻌﻤﻠﺔ ﺗﺘﻨﺎﺳﺐ ﻣﻊ ﻣﻴﺰﺍﻧﻴﺘﻪ ﻭﻻﺳﻴﻤﺎ ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﻠﺘﻬﻢ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺒﺘﺎﻉ ﻣﻦ ﺗﻠﻚ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﺍﻟﺼﻔﺮﺍﺀ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻨﺒﻌﺚ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﺭﺍﺋﺤﺔ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻦ ﺩﻭﻝ ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻓﻲ ﻛﻒ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﺪﺭ . ﻭﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﻧﻴﺎﻝ ﻋﺒﻖ ﺃﺧﺮ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻋﺒﻘﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﺍﻟﺰﻣﺎﻥ ﻭﺍﻟﺘﺠﺮﺑﺔ ﻭﺍﻷﺻﺎﻟﺔ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻗﺔ , ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺼﻤﺎﺕ ﺍﻹﺑﺪﺍﻋﻴﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻟﻬﺎ ﺍﻷﺛﺮ ﻓﻲ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﻣﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻟﺼﺎﺣﺒﻨﺎ . ﻳﺸﻖ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻭﺳﻂ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻣﻦ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﺤﻄﺔ ﻣﺼﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﺪﺍﻥ ﻣﺤﻄﺔ ﺍﻟﺮﻣﻞ، ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻋﻠﻤﺎﺀ ﺍﻻﺛﺎﺭ ﺍﻟﻰ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﻧﺸﺄﺓ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻋﻬﺪ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﻬﻨﺪﺳﻪ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻲ « ﺩﻳﻨﻮ ﻗﺮﺍﻃﻴﺲ » ﺑﺘﺨﻄﻴﻂ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺣﻴﺚ ﻭﺿﻊ ﻟﻬﺎ ﺗﺨﻄﻴﻄﺎ ﺃﺷﺒﻪ ﺑﻘﻄﻌﺔ ﺍﻟﺸﻄﺮﻧﺞ ﻭﻫﻮ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺷﺎﺭﻋﻴﻦ ﺭﺋﻴﺴﻴﻴﻦ ﻣﺘﻘﺎﻃﻌﻴﻦ ﺑﺰﺍﻭﻳﺔ ﻗﺎﺋﻤﺔ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﻬﻤﺎ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﺗﺘﻮﺍﺯﻯ ﻣﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻋﻴﻦ . ﻭﻛﺎﻥ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻳﺤﺪﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﻘﻤﺮ ﻭﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﻮﺏ ﺑﻮﺍﺑﺔ ﺍﻟﺸﻤﺲ . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭ ﻋﺰﺕ ﻗﺎﺩﻭﺱ ﺃﺳﺘﺎﺫ ﺍﻷﺛﺎﺭ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺑﻜﻠﻴﺔ ﺍﻵﺩﺍﺏ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ : ﻛﺎﻥ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﺳﻢ « ﺍﻟﻜﺎﺭﺩﻭ ﺩﻱ ﻛﻮﻣﺎﻧﻮﺱ » ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻀﻢ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪﻫﺎ ﺍﻟﻤﻌﺎﺑﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺣﺘﻰ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ ﺛﻢ ﺗﻐﻴﺮ ﺇﺳﻤﻪ ﺑﻌﺪ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻌﺒﺪﺍ ﻳﻬﻮﺩﻳﺎ ﺳﻤﻲ ﻋﻠﻰ ﺇﺳﻢ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ ﺑﺎﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ . ﻭﻗﺪ ﺃﺩﻯ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻵﺛﺎﺭ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﻰ ﺍﻻﻋﺘﻘﺎﺩ ﺑﺄﻥ ﻣﻘﺒﺮﺓ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭ ﺍﻷﻛﺒﺮ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﺃﺳﻔﻠﻪ ﻭﺩﻋﻢ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺠﺒﺎﻧﺔ ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ ﻓﻲ ﺗﻘﺎﻃﻊ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻣﻊ ﺷﺎﺭﻉ ﻓﺆﺍﺩ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻭﺍﻟﺘﻨﻘﻴﺐ ﻟﻢ ﻳﻜﺘﺸﻒ ﺃﻱ ﺷﻲﺀ ﻳﺨﺺ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭ ﻭﻟﻜﻦ ﺗﻢ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻣﺼﻤﻤﺔ ﻟﻬﺮﻭﺏ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﻋﻨﺪ ﻗﻴﺎﻡ ﺍﻟﺜﻮﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻬﺎ ﺃﻫﻞ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﺑﺤﻴﺚ ﻳﻬﺮﺏ ﺍﻟﻰ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﻳﺆﺩﻱ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ . ﻭﻗﺪ ﻭﺻﻒ ﺍﻟﻤﺆﺭﺥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﺍﻟﻤﻘﺮﻳﺰﻱ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﻧﻔﺎﻕ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻻﺗﺴﺎﻉ ﻭﺍﻻﺭﺗﻔﺎﻉ ﺃﻥ ﻳﺴﻴﺮ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻔﺎﺭﺱ ﻣﻤﺘﻄﻴﺎ ﺟﻮﺍﺩﻩ ﺭﺍﻓﻌﺎ ﺳﻴﻔﻪ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻘﺪﺭ ﺑﺜﻼﺛﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ . ﻭﻳﻌﺪ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﻭﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﺪ ﺑﺎﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﻭﻫﻮ ﻣﺰﺍﺭ ﻟﻠﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻴﻦ ﺧﺎﺻﺔ ﺍﻵﺳﻴﻮﻳﻴﻦ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺤﺮﺻﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺃﺳﻔﻞ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻟﻠﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ . ﻭﻫﻨﺎﻙ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺗﻘﻮﻝ ﺇﻧﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻓﺘﺤﺖ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﻌﺎﺹ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻋﺜﺮ ﺍﻟﺠﻨﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﻜﺎﻥ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻗﻔﺎﻝ ﻣﻦ ﺣﺪﻳﺪ ﺗﺤﻴﻂ ﺑﺤﻮﺽ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺧﺎﻡ ﺍﻷﺧﻀﺮ . ﻭﻋﻨﺪ ﻓﺘﺤﻪ ﻭﺟﺪﻭﺍ ﻓﻴﻪ ﻫﻴﻜﻞ ﻟﺮﺟﻞ ﻟﻴﺲ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺌﺔ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻌﺼﺮ، ﻓﺄﻧﻔﻪ ﻃﻮﻳﻞ ﻭﻳﺪﻩ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺃﻛﻔﺎﻥ ﻣﺮﺻﻌﺔ ﺑﺎﻟﺬﻫﺐ . ﻓﺄﺑﻠﻐﻮﺍ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﺴﺄﻝ ﻋﻠﻲ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻃﺎﻟﺐ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻬﻤﺎ، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ : ﻫﺬﺍ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ . ﻓﺄﻣﺮ ﻋﻤﺮ ﺑﺘﺤﺼﻴﻦ ﻗﺒﺮﻩ ﺣﺘﻰ ﻻ ﻳﻤﺴﻪ ﺍﻟﻠﺼﻮﺹ . ﺇﻻ ﺃﻥ ﻋﺪﺩﺍ ﻣﻦ ﺍﻻﺛﺮﻳﻴﻦ ﻳﺸﻜﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺔ ﻭﻳﺆﻛﺪﻭﻥ ﺃﻥ ﺍﻟﻀﺮﻳﺢ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻖ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺧﻤﺴﺔ ﺃﻣﺘﺎﺭ ﻫﻮ ﻟﻠﺸﻴﺦ ﻣﺤﻤﺪ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺍﻟﻤﻮﺻﻠﻲ ﻭﻫﻮ ﺭﺟﻞ ﺻﺎﻟﺢ ﺟﺎﺀ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻧﻬﺎﻳﺔ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻣﻦ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ ﻭﻗﺎﻡ ﺑﺘﺪﺭﻳﺲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﻋﻠﻢ ﺍﻟﻔﺮﺍﺋﺾ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﻬﺞ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻭﻇﻞ ﺑﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﺳﻨﺔ 810 ﻫـ ﻭﺩﻓﻦ ﺑﺎﻟﻤﺴﺠﺪ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺑﻨﺎﺅﻩ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻬﺠﺮﻱ . ﻭﻟﻌﻞ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﺎ ﻳﻤﻴﺰ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻫﻮ ﺍﺣﺘﻮﺍﺅﻩ ﻟﻸﺩﻳﺎﻥ ﺍﻟﺴﻤﺎﻭﻳﺔ ﺍﻟﺜﻼﺛﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺍﻻﺳﻼﻡ ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺣﺔ ﺣﺘﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﺍﺣﺪ ﺷﻬﻮﺩ ﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﻌﻘﻴﺪﺓ ﻓﻲ ﻋﺮﻭﺱ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ . ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻭﻣﺴﺠﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ ﻭﻫﻮ ﻭﻟﻲ ﻣﻦ ﺃﻭﻟﻴﺎﺀ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺼﺎﻟﺤﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﻳﻌﻄﻲ ﺩﺭﻭﺳﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻳﻦ، ﻳﻮﺟﺪ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺘﺮﺩﺩ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺠﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻳﺔ ﺑﺎﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﻭﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻵﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺗﻮﺟﺪ ﺍﻟﻜﻨﻴﺴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻗﺴﻴﺔ ﺃﻗﺪﻡ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ ﻭﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺑﻨﺎﻫﺎ ﺍﻟﻘﺪﻳﺲ ﻣﺮﻗﺲ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻋﺎﻡ 43 ﻡ ﻭﺗﻮﺟﺪ ﺑﻬﺎ ﺭﺃﺳﻪ . ﻭﻗﺪ ﺑﺎﺕ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻣﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﺣﻴﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻹﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺤﺎﻝ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻴﻊ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻋﻠﻰ ﺟﺎﻧﺒﻴﻪ ﺑﺪﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻼﺑﺲ ﻭﺍﻻﺣﺬﻳﺔ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺑﺎﻟﻜﺘﺐ ﻭﺍﻻﺟﻬﺰﺓ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ . ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺟﺪ ﺑﻪ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﺑﻨﻴﺔ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ ﻣﺒﻨﻰ ﺟﺮﻳﺪﺓ « ﺍﻻﻫﺮﺍﻡ » ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺒﺪ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻮﺳﻂ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﺍﻟﻤﺮﻛﺰ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻲ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﻧﺸﻲﺀ ﻋﺎﻡ .1886 ﻭﺑﺎﻟﺮﻏﻢ ﻣﻦ ﺇﺯﺩﺣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪ ﺍﻻ ﺍﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻣﺤﻂ ﺇﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﺴﻔﺮﺍﺀ ﺍﻻﺟﺎﻧﺐ ﻭﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﺼﺮﻳﻴﻦ ﻭﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮﻫﻢ ﻣﻴﺸﺎﻝ ﺗﻮﺭﻧﻴﻪ ﻭﺑﺮﻧﺎﺭﺩ ﻧﻮﻳﻞ ﻭﺟﻤﺎﻝ ﺍﻟﻐﻴﻄﺎﻧﻲ ﻭﻣﺤﻤﺪ ﺳﻠﻤﺎﻭﻱ ﻭﺍﺩﻭﺍﺭﺩ ﺧﺮﺍﻁ ﻭﺻﻨﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﻋﻼﺀ ﺍﻷﺳﻮﺍﻧﻲ . ﻭﻳﺴﺘﻤﺪ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﺃﻫﻤﻴﺘﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﺩﻩ ﻓﻲ ﻏﺮﺏ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﻛﻮﻡ ﺍﻟﺪﻛﺔ ﺑﻤﺎ ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻦ ﺣﻤﺎﻣﺎﺕ ﺭﻭﻣﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﺎﻋﺔ ﺍﺳﺘﻤﺎﻉ ﻛﺒﺮﻯ ﺗﻌﻘﺪ ﺑﻪ ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺨﻄﺐ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺎﺕ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺗﺎﺭﻳﺨﻪ ﺍﻟﻰ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻪ ﻓﻲ ﻣﺼﺮ . ﻭﻗﺪ ﺗﻢ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻋﻦ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ 10 ﻣﺪﺭﺟﺎﺕ ﺃﺻﻐﺮ ﺣﺠﻤﺎ ﺣﻮﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﺪﺭﺝ ﺗﻌﺪ ﺑﻤﺜﺎﺑﺔ ﻗﺎﻋﺎﺕ ﻟﻠﺪﺭﻭﺱ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﻭﻫﻲ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ 3 ﺻﻔﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻘﺎﻋﺪ ﻋﻠﻲ ﺷﻜﻞ ﺣﺮﻑ « U » ﺑﺎﻻﻧﺠﻠﻴﺰﻳﺔ ﻭﻋﻨﺪ ﺣﺎﻓﺔ ﺍﻻﻧﺤﻨﺎﺀ ﻳﻮﺟﺪ ﻣﻘﻌﺪ ﺍﻟﻤﺪﺭﺱ . ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺍﻟﻤﺤﻄﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻟﻴﺲ ﺑﺴﺒﺐ ﻛﺜﺮﺓ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﻤﻜﺘﺒﺎﺕ ﻓﻴﻪ ﻓﻘﻂ، ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺴﺒﺐ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺼﻄﻔﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺟﻮﺍﻧﺐ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﺃﻛﺸﺎﻙ ﺧﺼﺼﺘﻬﺎ ﻟﻬﻢ ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺘﻨﺎﺛﺮﻭﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺭﺻﻔﺔ ﻳﺒﻴﻌﻮﻥ ﻛﻞ ﺃﻧﻮﺍﻉ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﻨﺒﻴﺔ ﻭﻓﻲ ﻣﺨﺘﻠﻒ ﺍﻟﺘﺨﺼﺼﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﺠﻼﺕ ﻭﺍﻟﻤﺠﻠﺪﺍﺕ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ ﻭﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ . ﺳﺎﻋﺪﻫﻢ ﻋﻠﻰ ﺫﻟﻚ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﻨﺴﻴﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻭﻟﻬﺬﺍ ﻓﻘﺪ ﺫﺍﻋﺖ ﺷﻬﺮﺓ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻓﻲ ﻣﺠﺎﻝ ﺑﻴﻊ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﻛﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻭﻋﺮﻑ ﺑـ « ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻜﺘﺐ » . ﻭﻳﻘﻮﻝ ﻋﻢ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﻣﻦ ﺃﺷﻬﺮ ﺑﺎﻋﺔ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﻓﻲ ﺷﺎﺭﻉ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺩﺍﻧﻴﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺻﻴﻒ ﺑﺠﻮﺍﺭﻣﺴﺠﺪ ﺳﻴﺪﻱ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺍﺯﻕ : ﺯﺑﺎﺋﻨﻨﺎ ﻣﻦ ﻛﻞ ﻟﻮﻥ، ﺣﻴﺚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﺍﻟﺴﺎﺋﺤﻮﻥ ﻓﻴﺠﺪﻭﻥ ﺿﺎﻟﺘﻬﻢ ﺑﺄﺳﻌﺎﺭ ﺯﻫﻴﺪﺓ ﺟﺪﺍ، ﺍﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﺷﻬﺮﻫﻢ ﺍﻻﺩﻳﺐ ﺍﻟﺮﺍﺣﻞ ﻧﺠﻴﺐ ﻣﺤﻔﻮﻅ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻴﻨﺎ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺮﺓ ﻳﺰﻭﺭ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ ﻓﻲ ﻓﺼﻞ ﺍﻟﺼﻴﻒ، ﻭﻳﺮﻯ ﻋﻢ ﻋﺮﻓﺎﻥ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺘﺮﺩﺩ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻳﺒﺘﻠﻊ ﺍﻟﻔﺘﻴﺎﺕ ﺍﻟﺠﻤﻴﻼﺕ ﻣﺠﺮﺩ ﺧﺮﺍﻓﺎﺕ ﺻﺪﻗﻬﺎ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺭﺩﺩﻭﻫﺎ ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻫﻮ ﺍﻧﻬﻴﺎﺭﺍﺕ ﻣﺘﻜﺮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻭﻫﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺗﺘﻜﺮﺭ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺷﻮﺍﺭﻉ ﺍﻻﺳﻜﻨﺪﺭﻳﺔ . ﻭﻳﻀﻴﻒ : « ﻟﻘﺪ ﻋﺎﻳﺸﺖ ﻗﺼﺔ ﺍﺧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻌﺮﻭﺱ ﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻧﺖ ﺗﺴﻴﺮ ﺑﺠﻮﺍﺭ ﺧﻄﻴﺒﻬﺎ ﺛﻢ ﺍﺧﺘﻔﺖ ﻓﺠﺄﺓ ﻭﻓﺸﻠﺖ ﻛﻞ ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻨﻬﺎ ﺑﻮﺍﺳﻄﺔ ﺍﻟﻀﻔﺎﺩﻉ ﺍﻟﺒﺸﺮﻳﺔ . ﻭﺍﻟﺴﺒﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺣﺪﺙ ﺑﻪ ﺇﻧﻬﻴﺎﺭ ﻓﺴﻘﻄﺖ ﺍﻟﻔﺘﺎﺓ ﻓﻲ ﺃﻋﻤﺎﻗﻪ ﻭﺑﺴﺒﺐ ﻭﺟﻮﺩ ﺃﻧﻔﺎﻕ ﺍﻟﺼﺮﻑ ﺍﻟﺼﺤﻲ ﺟﺮﻓﻬﺎ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﻭﻟﻢ ﻧﺠﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻱ ﺃﺛﺮ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺤﺎﺩﺛﺔ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪﺓ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ، ﺃﻣﺎ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﻮﺍﺩﺙ ﻓﻬﻲ ﻣﺠﺮﺩ ﺷﺎﺋﻌﺎﺕ . ﻭﺗﺮﺟﻊ ﺃﻫﻤﻴﺔ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﺍﻟﻌﺘﻴﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺃﻧﻈﺎﺭﺻﺎﺣﺒﻨﺎ ﻟﻴﺪﺭﺱ )) ﺍﻷﻧﺠﻴﻞ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﺍﺓ ﻭﺍﻟﻘﺮﺃﻥ (( ﻹﺣﺘﻮﺍﺀ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﺎﺭﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﺛﺎﺭ ﻳﻬﻮﺩﻳﺔ ﻭﻣﺴﻴﺤﻴﺔ ﻭﺇﺳﻼﻣﻴﺔ ﻓﻀﻼ ﻋﻠﻰ ﺍﻧﻪ ﺑﺪﺃ ﻓﻴﻪ ﺗﻌﻠﻢ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ !!!…… ﻛﻴﻒ ﺗﻌﻠﻢ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﻳﺨﻄﺐ ﻟﻬﺎ ﻭﺩﺍً ﻻ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺐ ﻭﻻ ﻣﻦ ﺑﻌﻴﺪ ….. ؟ ﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﺳﻮﻑ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ !!!…. ﺍﻧﺘﻈﺮﻭﻧﺎ ﺩﻛﺘﻮﺭ / ﻣﺤﻤﺪ ﺣﺴﻦ ﻛﺎﻣﻞ ﺭﺋﻴﺲ ﺍﺗﺤﺎﺩ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻭﺍﻟﻤﺜﻘﻔﻴﻦ ﺍﻟﻌﺮﺏ