فضل شهر محرم و يوم عاشوراء.. حكم صوم عاشوراء يوم السبت
تعرف على فضل صيام شهر الله محرم وصوم يوم عاشوراء، وأهم أحكام ومراتب الصيام فيه، وأثر الذنوب والمعاصي على القلب والروح.. تفاصيل كامله عن مواسم الطاعة والغفران في الأشهر الحرم.
كتبت: ريهام طارق
يأتي شهر محرم كل عام، حاملاً معه فرصة لتجديد التوبة، ومضاعفة الأجر، وغسل القلب من درن الذنوب، فاحرص أخي المسلم على صيام هذا الشهر الكريم، وخاصة يوم عاشوراء، و تحر فضل الله في مواسم الطاعات، إن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده.
المعاصي تضر لا محالة:
اتفق أهل العلم والسلوك على أن المعاصي لا تمر بلا أثر، فهي تترك بصمات موجعة على قلب العاصي وجسده، وعلى دينه وعقله، وتؤثر في دنياه و آخرته، و للذنوب ظلالا ثقيلة تمنع الرزق و تسد أبواب التوفيق، من هنا، فإن شهر محرم يمثل فرصة عظيمة للمؤمنين لتدارك ما فات وفتح صفحة جديدة بيضاء.
المحرّم.. شهر معظم وأول السنة الهجرية:
شهر محرم هو أول شهور السنة الهجرية، وأحد الأشهر الحرم الأربعة التي عظّمها الله عزّ وجل، كما جاء في قوله تعالى:
{إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا… مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36].
وقد فسر النبي ﷺ هذه الأشهر في حديثه الصحيح بأنها: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، و رجب.
في هذه الأشهر تضاعف الحسنات وتشدّد العقوبات على الذنوب، كما قال ابن عباس: “العمل الصالح فيها أعظم، و الذنب فيها أعظم”. لذا نهي المسلمون عن ظلم النفس فيها، ولو كان الظلم محرماً في كل وقت.
صيام المحرّم.. عبادة عظيمة:
في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله في صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ﷺ قال:
قال: “أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله محرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل”.
فالنبي أضاف محرّم إلى الله، في دلالة على عظيم فضله وتشريفه، مما يفتح للمؤمنين أبوابًا للتزود بالتقوى، والصيام، والتهجد، في بداية عام هجري جديد.
يوم عاشوراء.. فرصة لغفران عام كامل مضي:
من أعظم أيام هذا الشهر الفضيل يوم عاشوراء، العاشر من المحرم، والذي نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون، فصامه موسى عليه السلام شكراً لله، كما في حديث ابن عباس أن النبي ﷺ قال لليهود: “نحن أحق بموسى منكم”، فصامه وأمر المسلمين بصيام يوم عاشوراء.
وقد بين ﷺ أن صيام عاشوراء يكفر ذنوب السنة الماضية، كما جاء في صحيح مسلم: “صيام يوم عاشوراء، إني أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله”.
مراتب صيام عاشوراء:
روى الإمام أحمد والبيهقي أن النبي ﷺ قال:
“صوموا يوم عاشوراء، و خالفوا فيه اليهود، صوموا قبله يومًا أو بعده يومًا”.
وعليه، فقد استقر رأي العلماء على ثلاث مراتب لصيام عاشوراء:
أفضلها: صيام يوم قبله ويوم بعده (9، 10، 11).
أن يصام التاسع والعاشر.
أن يُفرد العاشر فقط بالصيام.
وقد قال الإمام ابن القيم في زاد المعاد:
“أكمل المراتب أن يصام قبله يوم وبعده يوم، ويلي ذلك صيام التاسع والعاشر، ثم إفراد العاشر وحده، والله الموفق للصواب.”
صيام عاشوراء إن وافق يوم السبت:
لا حرج في صيام عاشوراء إذا وافق يوم السبت، كما أكدت جماهير العلماء والمذاهب الأربعة، ولا تُعتد كراهة صيام السبت إلا إذا أُفرد بصيام دون سبب شرعي، أما إن وافق صوماً مستحباً كعرفة أو عاشوراء فلا كراهة.
لفتات إيمانية في عاشوراء
-نجاة موسى عليه السلام من فرعون درس للمؤمنين في الثقة بنصر الله.
-مخالفة أهل الكتاب في الشعائر هديٌ نبوي ثابت.
-إحياء يوم عاشوراء بالشكر لا بالحزن، فالإسلام لم يجعل من موت النبي أو الصحابة أيام مأتم، ولم يسن لطم الخدود ولا ضرب الصدور كما يفعل بعض الطوائف، وهذا كله من البدع المنكرة، فديننا دين الرجاء والعمل.