‎الصراع بين تيار الحياة وتيار الموت … ‎بقلم / عبدالله إيهاب

‎الصراع بين تيار الحياة وتيار الموت … ‎بقلم / عبدالله إيهاب

‎الصراع القديم الذي بداخلي ما بين تيار الموت وتيار الحياة
‎حدث هذا عندما كنت طفلا في الثامنة من العمر كنت أعيش دائماً بمشاعر مختلفة عن بقية الأطفال ، مشاعر تكبرني عشرات السنوات ، وهذا كان يلاحظه كل من يتحدث معي ، لا أتحدث عن نضج أو ذكاء أو أني سابق سني
‎لا أقصد ذلك..ولكن كنت أشعر دائماً أني أحمل هم شيء ما
‎خائف من شيء ما
‎أشعر أن الدنيا بلا قيمة ، أقلل من شأنها لدرجة الصفر في قلبي ، بالفطرة . أو ربما ليست بالفطرة إنما بسبب التجربة التي عشتها مع الموت ، في هذا الوقت عندما توفي أعز أصدقائي ونحن نلهو ونلعب في شارعنا وكان حادثاً صعباً بدون الدخول في تفاصيله ، وهنا تحول خط الحياة تماماً من رؤية الحياة لعب وإطمئنان وأمان وبهجة ، إلي خوف وذعر وعدم أمان ، والإحساس بقسوتها وإن أي إنسان في أي لحظة قد يختفي
‎من سن ٨ سنوات شهدت وإختبرت حقيقة الدنيا بتجربة كانت قاسية علي كطفل لدرجة أني أحسست أني قد تحولت لشظايا وتمت إعادة تشكيلي وأصبح بداخلي كيان عاطفي لعجوز في جسد طفل
‎بطبعي تيار الحياة بداخلي كان قوي جداً كالحصان الجامح ، كنت أنطلق بدون قيود ولا حدود
‎وجاء هذا الحادث وفرمل هذا التيار الجامح وجعلني أري الحقيقة الوحيدة في حياتنا بكامل جبروتها..وأصبح التيارين يتصارعوا بداخلي بإستمرار
‎تيار الحياة الذي ينطلق ويجري بأقصي سرعة
‎وتيار الموت ( كما أحب أن أطلق عليه ) لأنه دائماً ما يذكرني به ويجعلني أتوقف
‎في بعض الأحيان كان تيار الحياة يغلب علي فأجري لاهثاً وراء الأهداف والإنجازات وتحقيق الذات وأشعر وكأن الأرض وترابها يساعدوني
‎وفي بعض الأحيان كان تيار الموت يغلب علي ويجعلني صامتاً ساكناً بدون حركة مستسلم لدائرة راحة هامساً في أذني : ” كل من عليها فان ”
‎حتي عندما يخطيء في حقي أحد ، يأتي تيار الحياة يقربني ويقول لي ” خذ حقك ” ” السن بالسن والعين بالعين ” وتأتي أمامي الفرص أن أنتقم
‎ويظهر تيار الموت يقول لي ” ومن عفا ” أنت أو هو قد تموتان “ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام ” ووقتها تموت وأنت ظالم
‎وهكذا..،
‎أصددقكم القول عشت سنين طويلة ما بين هذا وذاك ، تائه
‎لا أعلم من أنا من هؤلاء ؟؟
‎أنا عبدالله المنطلق في حياته كالصاروخ
‎أم عبدالله الذي يحوي بداخله عجوز ، راضي ، ساكن ، زاهد في كل شيء والذي يري أن أي صراع أو سباق أو تنافس قلة عقل وعدم إدراك لحقيقة الدنيا التي لا تستحق من وجهة نظره
‎إلي أن شاء السميع العليم أن يكرمني وأستطعت بفضل الله ثم بالعلم الذي تعلمته أن أصل لحقيقة الصراعات بداخلي وعرفت جذرها وألهمني ربي أن التيارين يجب أن يتحدوا
‎فعرفت من خلال تيار الحياة بداخلي أنني طالما لازلت علي قيد الحياة إذن رسالتي لم تنتهي فيجب أن أسعي في مناكبها ، ولنفسي علي حق أن أحسن إليها لأنها أمانة الله لي
‎وتعلمت من تيار الموت أنه في نفس الوقت لا أضع الدنيا علي عاتقي ، لأنها ليست حقيقة هي مجرد حلم سينتهي في أي لحظة ، بمعني تيار الموت أصبح كالمراقب لا يجعلها تغويني أو تعميني أو تجعلني أبيع كل شيء وأي شيء
‎لأجل مباهجها بأي ثمن
‎ولأصدقكم القول فأنا وإلي الأن يأتي تيار فيهم يجذبني أكتر ، فيرسل لي ربي الرسائل لترشدني لأقرب من هذا رشداً
‎في بعض الأحيان تيار الموت يقول لي : ” لا داعي أن تشغل نفسك أنت قد أديت رسالتك وهناك غيرك ممن هم أكبر منك سناً من يستطيعوا أن يوصلوا للناس ما تقول ” في نفس التوقيت تأتي لي رسائل من أقارب ومعارف شكر منهم لي وأن الله جعلني سبب في التغيير القوي الذي حدث لهم
‎فأعي أنها رسالة من ربي لي
‎رسالتك لم تنتهي بعد ومادمت علي قيد الحياة فيجب أن تكمل
‎وفي بعض الأحيان يجذبني تيار الحياة فيجعلني أجري وراء أهدافي وأتوتر وأبتعد عن خط الإنسجام والسلام ، فيرسل لي ربي الرسائل ، قد تكون عن طريق حلم أخبار وفيات متتالية أي شيء يذكرني بحادث صديقي وطفولتي ، فأتذكر وأعود لتوازني
‎لا أعلم لماذا أحببت أن أشارككم تجربتي أو شيء من أفكاري في هذا السياق ، لكني متيقن أني طالما فعلت فهي رسالة لأحدكم ولذلك ألهمني ربي أن أكتب عنها في النهاية التوازن هو كلمة السر والحل لمن مر أو يمر بمثل ما مررت ب

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.