⁩كيفية معالجة الإنفصال الزوجي

⁩بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
⁦⁩مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
الإنفصال الزوجي هناك أسباب تجعل الطريق إلى الانفصال بين الزوجين سهلا فما تلك الأسباب؟ وكيف يمكن علاجها؟

الإنفصال الزوجي

١- تجاهل إصلاح السلبيات والملحوظات البسيطة التي يبديها أحدهما للآخر:
كأن يطلب الزوج أن تهتم زوجته بنفسها أو تطلب الزوجة اهتمامه بها بكلمات الشكر والتقدير لما تفعله في البيت.
وتتابع هذه الملحوظات دون حلول يعقد الأمور لأنها تتراكم مع ملحوظات أخرى بسيطة ثم تحدث الكارثة وطلب الانفصال.
والمشكلة أن كلا منهما يظن أنه ضمن وجود الآخر في حياته فتجاهل السلبيات وتراكمها مع مثيلاتها وأهمل إصلاحها حتى صارت كالجبل بينهما.
٢- عدم الشعور بالمسئولية:
تظن كثيرات من البنات أن الزواج حفلة زفاف وفسح وفساتين ودباديب وقصة حب لا تنتهي فتعيش في خيالات الأفلام والقصص فتجدها بعد الزواج لا تستطيع تحمل مسئولية بيت وزوج وأولاد وهنا تحدث الكارثة والصدام لأنها لم تترب على تحمل المسئولية في بيت أهلها بل ربيت على الدلع واهتمامها بتلبية طلباتها فقط .
٣- فقدان التواصل اللفظي والمعنوي والجسدي :
كلنا يحتاج إلى كلمات التشجيع والتحفيز ويكره كلمات النقد والإحباط فلماذا لا نكثر من كلمات المدح والشكر والثناء على أكلة جميلة وعلى مجهود مبذول في البيت والتعبير الدائم عن الحب والتقدير؟
لماذا لا نرفع الروح المعنوية للطرف الآخر بمدحه أمام الناس وأمام أهله وأمام الأولاد؟
ولماذا نكثر من النقد الدائم الذي يضعف الشخصية ويدمر أى علاقة؟
ولماذا لا نستخدم التواصل الجسدي باليد باللمسات الحانية ونظرات العيون المحبة من وقت لآخر لردم فجوات العلاقة وفتح باب للحوار وإذكاء روح الود والتفاهم ؟
ومن التواصل الجسدي:
العلاقة الجنسية بين الزوجين فلابد أن يشبع كل منهما احتياج الآخر ومعرفة ما يحبه الآخر وما يكرهه.
٤- التكبر والتعالي من أحد الطرفين على الآخر :
قد يكون أحد الطرفين متعاليا متكبرا يعطي إحساسا لشريكه بأن وجوده في حياته تفضل وكرم وأن الطرف الآخر لا يستطيع العيش بدونه وإلا انهارت حياته.
فقد يتكبر الزوج على زوجته بماله وحسبه وقد تتكبر الزوجة على زوجها بجمالها فكل ذلك يساعد على إيغار النفوس وكراهية البيت والعيش فيه.
٥- المقارنات الظالمة بالغير:
قد يقارن أحد الطرفين شريكه بشخص آخر متميز عنه ماليا أو منصبا أو جمالا ونحو ذلك فتلك المقارنة تفقدك الشغف والحب للطرف الآخر لأنك تراه بعين النقص لا بعين الحب والرضا.
فلا تضع (تضعي) في ذهنك نموذجا مثاليا يجب أن يصل اليه شريكك ولا تجبره أن يكون مثل أحد وإنما اقبله كما اخترته ولا مانع من تحفيزه وتشجيعه على الارتقاء بنفسه وعمله على قدر طاقته.
ولا تتوقع أن تكون زوجتك مثل أمك أو يكون زوجك مثل أبيك فكل منا له ما يميزه وفيه ما يعيبه فليس أحد معصوما.
ومن المقارنات :
مقارنة الزوج زوجته بصديقتها المقربة أو مقارنة الزوجة زوجها بصديق زوجها ولا يكون ذلك إلا بكثرة مديح الزوج لصديقه أمام زوجته (وقد تتعلق هى به) وكثرة مديح الزوجة لصديقتها أمام زوجها( وقد يتعلق هو بها).
٦- اختلاف الثقافة والتربية والفكر والبيئة وعدم التوافق بين الزوجين للتعايش معها:
كل تلك عوامل مهمة يجب الانتباه إليها عند الاختيار وعلينا أن نتعايش معها بعد الزواج بإزالة الحواجز وإيجاد لغة حوار مشتركة وتفهم شريك الحياة فنحن لسنا نسخا مكررة وإنما نحن نسخ مختلفة يجب أن تتعايش وتتفاهم وتتواصل بشكل جيد لإقامة حياة سعيدة.
ويجب أن ننتبه إلى احتياجات كل مرحلة عمرية للطرف الآخر.
٧- غياب الثقة والغيرة غير المحمودة:
غياب الثقة بين الطرفين من أهم عوامل الانفصال ولابد من المصارحة والمكاشفة في كل الأمور حتى يشعر الطرفان بالأمان.
والغيرة غير المحمودة هى الغيرة التى فيها شك في تصرفات الآخر وهذا نوع من عدم الثقة وإذا انعدمت الثقة أصبح كل شئ بلا قيمة.
٨- عدم الاكتفاء بشريك الحياة:
وذلك ناتج عن اتساع العين على غير الزوجة أو الزوج وطموح زائد وتطلع إلى حياة أفضل مع شخص آخر وهذا ناتج عن عدم الرضا والقناعة.
فقد يرى الزوج في امرأة أخرى ما لم يره في زوجته والعكس صحيح وهنا يحدث الصدام.
أو قد تظهر قصة حب قديمة تنغص على الطرفين حياتهما.
٩- الاعتداءات الجسدية باللطم والضرب بغير حق والاعتداءات اللفظية بالشتم والسب وتعمد الإهانة والتقليل من الغير.
ويجب وضع حدود من أول الأمر لمثل هذه الأمور حتى لا تزداد وتتفاقم المشكلات.
١٠- الحالة المادية السيئة التي لا تشبع الطرفين وتمنعهما من حياة مادية كريمة تفي باحتياجاتهما.
١١- إدمان الزوج للمواقع الإباحية المحرمة يجعله يبتعد عن زوجته شيئا فشيئا وينفر منها وعليها مساعدته في الإقلاع عنها بتعويض النقص الذي عندها في تلك الأمور فما ذهب هناك إلا بسبب نقص في بيته.
وإدمان الزوجة لأدوية الاكتئاب والمهدئات سبب من أسباب البرود الجنسي ويجعلها نافرة من الزوج.
١٢- تدخل الأب والأم الدائم في حياة الزوجين من أهم أسباب الانفصال وعلى الزوجين عدم السماح لأحد بالتدخل وعدم إفشاء أسرار البيت وجعل المشاكل في أضيق الحدود.
ولا يطلب تدخل الأب والأم إلا في المسائل الكبرى للإصلاح وتقريب وجهات النظر لا لإشعال البيت وخرابه كما نراه في كثير من البيوت.
١٣- استماع أحد الزوجين للصديق الذي يوغر صدره على شريك حياته ويجرئه عليه (وغالبا يكون ذلك بين النساء) حتى يخرب البيت وتندم المرأة حيث لا ينفع الندم.
١٤- التعامل بندية وعصبية وتمسك كل طرف برأيه والعناد وفقدان لغة الحوار والتفاهم بين الزوجين وعدم فهم كل طرف لشخصية الطرف الآخر.
وعدم اعتراف أحد بالخطأ وإلصاق الخطأ بالطرف الآخر وذلك ناتج عن عدم تحمل المسئولية.
١٥- انعدام الثقافة الزوجية وعدم معرفة الحقوق والواجبات لكل طرف في إطار الشرع.
١٦- وسائل الإعلام الفاسدة التي تزيد من الصراع بين الزوجين وتجرئ كل طرف على الآخر وظهور مصطلحات خربت بيوتا قبل أن تبدأ مثل (سترونج اندبندنت ومن) و(الفيمينست) وغيرها.
والفتاة (الفيمينست) هى التي توجه كل اهتمامها نحو العلم وتطوير الذات ويكون أكبر همها جمع المال كى لا تحتاج إلى رجل وتؤمن أن جميع الرجال خونة وأعداء للمرأة.
١٧- لو وصل الزوجان إلى أن يبني كل منهما حاجزا نفسيا يحجبه عن الطرف الآخر فتلك بداية النهاية ولا يحل هذا إلا بالحوار الهادئ والمصارحة والتواصل بين الطرفين وسرعة المبادرة لحل المشكلات قبل أن تتفاقم.
وأخيرا:
إذا اشتد الزوج فلترخ الزوجة الحبل وإذا اشتدت الزوجة فليرخ الزوج الحبل فاستمرار الحياة الأسرية بين الشدة والرخاوة.
وثبت في السنة:
لا يفرك (يكره) مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضى منها غيره .( صحيح مسلم️خدمة الزوجة لزوجها وثوابها ▪️بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى).
قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.