️زلزال يشعر به سكان القاهرة
▪️زلزال يشعر به سكان القاهرة
▪️بقلم فضيلة الشيخ أحمد على تركى
▪️مدرس القرآن الكريم بالأزهر الشريف
هذا الزلازل من جملة الآيات التي يخوف الله بها سبحانه عباده .
وكل ما يحدث في الوجود من الزلازل وغيرها مما يضر العباد ويسبب لهم أنواعا من الأذى ، له أسبابه الطبيعية والشرعية …
_ومن الأسباب الشرعية :
التمرد على الله وشرعه ، والشك في وعده ووعيده.
فتح المجال للعلمانية والإلحاد والفسوق ، وفي المقابل منع أهل الدين، وشيطنة المصلحين، والاستهزاء بهم…
الجرأة على شرعنة الشرك ، وتزيين البدع والضلالات ، وترميز أصحابها ، ووصفهم بالعلماء التنويريين ..
الجهر بالمعاصي والكبائر ، وتقنين الموبقات ، والذب عنها، وفتح المجال للإباحية والدعارة كما حدث في الجونة وغيرها .
إلف الظلم والاستبداد ، واتباع مناهج الأعداء ..
كل هذا وغيره كثير سبب لنزول النقم ، وزوال النعم قال الله عز وجل :
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ
وقال أيضا :
مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ .
وقال تعالى عن الأمم الماضية :
فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .
هل في حصول الزلازل حكمة؟
الله سبحانه حكيم عليم فيما يقضيه ويقدره ، كما أنه حكيم عليم فيما شرعه وأمر به ، ومن ذلك :
١_ أنه سبحانه قدر تلك الزلازل تخويفا لعباده وتذكيرا لهم بما يجب عليهم من حقه .
٢_وتحذيرا لهم من الشرك به ، ومخالفة أمره ، وارتكاب نهيه .
قال الله سبحانه :
وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا .
وقال عز وجل :
سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ .
وقال تعالى :
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ .
وروى البخاري في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
لما نزل قول الله تعالى :
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أعوذ بوجهك ، قال : أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ قال : أعوذ بوجهك .
وروى أبو الشيخ الأصبهاني عن مجاهد في تفسير هذه الآية :
قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ .
قال : الصيحة والحجارة والريح .
أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ ؛ قال : الرجفة والخسف .
٣_ تحقيقا لما أخبر به النبي من أخبار ثابتة عنه في آخر الزمان ، وقبل قيام الساعة ستكثر الزلازل والفتن .
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:
لا تقوم الساعة حتى يُقبض العلم، وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن .
رواه البخاري
فيا أهل مصر :
هذه رسالة ربانية لكم جميعا على اختلاف طبقاتكم ، وأجناسكم، وتوجهاتكم، لعل أحدا أن يفيق ويستدرك ما فاته من تفريط و تجاوز وزلل …
وتذكروا :
ذَٰلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ ۚ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ .
وذكر ابن أبي الدنيا عن أنس بن مالك :
أنه دخل على عائشة، هو ورجل آخر، فقال لها الرجل: يا أم المؤمنين حدثينا عن الزلزلة فقالت :
إذا استباحوا الزنا، وشربوا الخمر، وضربوا بالمعازف، غار الله عز وجل في سمائه، فقال للأرض تزلزلي بهم، فإن تابوا ونزعوا، وإلا هدمها عليهم .
قال: يا أم المؤمنين، أعذابا لهم؟
قالت: بلى، موعظة ورحمة للمؤمنين، ونكالا وعذابا وسخطا على الكافرين .
وقال كعب :
إنما زُلزلت الأرض إذا عُمل فيها بالمعاصي فتُرعِد فرَقاً من الرب جل جلاله أن يطلع عليها .
واحرصوا على التوبة إلى الله سبحانه ، والاستقامة على دينه ، واحذروا كل ما نهى ربكم عنه من الشرك والمعاصي وتذكروا :
إذا زلزلت الأرض زلزالها……
لعل الله ينجيكم في الدنيا والآخرة …
التعليقات مغلقة.