🌹[التسامح زينة الفضائل]🌹بقلم الكاتبة هبة المسلماني
كتبت هبة المسلماني
((الجزء الأول))
《التسامح قيمة إنسانية لا يُدرِكَها إلا ذوي البصائر النقية 》
مفهوم التسامح:التسامح هو العفو عن الناس، وعدم رد الإساءة بالإساءة، والتحلي بالأخلاق الرفيعة التي دعت لها كافة الأديان السماوية والأنبياء والرسل.
وهو مفهوم أصيل في ديننا الحنيف، فالله سبحانه وتعالى قال في القرآن الكريم:«يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ». (الحجرات:13).
ويقول: (وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلاَ تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ) (النور : 22)
وقال الله تعالي “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ” الأعراف(199)
و عن أبي أيوب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا وخيرهما الذي يبدأ بالسلام.
وأكدت نتائج الدراسات أن تعليم ثقافة التسامح يتم بطرق متعددة في إطار المؤسسات التربوية المختلفة.
ومن خلال هذة المؤسسات التربوية يتحقق الإستقرار وذلك لتحقيق التسامح بين افراد المجتمع .
و دور التربية هو وضع آليات ووسائل لغرس هذا المفهوم في نفوس وعقول اطفالنا ، وهنا تأتي أهمية التربية .
والتسامح بصفة عامةيعزز احترام الفرد لذاته وارتباطه بالآخرين، كما ينظر إلى التسامح مجتمعيّاً على أنَّه تشريع ذاتي مستحق؛ يضمن تحصيل الحقوقِ وأداء الواجباتِ ليخلق مجتمعاً متماسكاً.
وللتسامح أهميّة كبيرة في تحقيق السلام، والديمقراطيّة، وحفظ حقوق الانسان والحدّ من العنف، والحروب والنزاعات .
للتسامح أفضالٌ كثيرة لا يمكن حصرها ولا عدها، كما أنه يجرّ تبعاتٍ رائعة على الفرد والمجتمع، حيث يُشيع أجواء الحب والمودة والتفاهم بين الناس، كما يُقرب بين القلوب، ويؤلف بين العقول، ويمد أطراف الحوار وينظمها، ويرفع من قدر صاحبه كما أنه يقلل من وقوع المشكلات والفتن بين أفراد المجتمع.
فإن حضر التسامح يحضر التنظيم والتفاهم وتتقارب الأفكار، لذلك يُعتبر التسامح كنزاً حقيقياً لمن يمتلكه، ومن لا يمتلك هذه الفضيلة فعليه أن يتعلمها حتي يشعر بالحب والراحة والطمأنينة بين أفراد المجتمع .
من الآثار الطيبة التي يتركها التسامح في نفس الفرد أنه يجعل منه قدوةً حسنةً للآخرين.
ونظراً لأهمية التسامح، فإنّه لا بد من معرفة وسائل تنشئة الأشخاص ليصبحوا متسامحون منذ طفولتهم.
☆يجب تفعيل دور الاسرة والمدرسة ودور العبادة ووسائل الاعلام في غرس وتنمية وتعزيز قيم التسامح .
وكل المؤسسات الاجتماعيه لها دور هام في غرس القيم في ابناء المجتمع والعمل فيما بينهم والتعاون من أجل إنشاء جيل يفهم ويعي مفهوم التسامح بشكل صحيح .
وفي المقاله القادمه إن شاء الله سوف نتناول كل مؤسسه علي حِدَه لكي نوضح دور كل مؤسسة في غرس قيمة التسامح بين أفراد المجتمع.
Heba Elmoslemany