📌• ضَمِّ الصبيان أول الليل سُنَّة نبوية مهجورة! • 📌

بقلم فضيلة الشيخ.. احمد تركي

▫يحرص الإسلام على رعاية الأطفال وحفظهم من التعرُّض لأي ضرر، وقد يهتمُّ الناس بحفظ أطفالهم مما يرونه من أذى، ولكن رسول الله ﷺ كان يزيد على ذلك حفظهم مما (لا نراه) من مخاطر!
▫وأعني بذلك الجنَّ والشياطين، ووسائل الحفظ منهم كثيرة؛

▫ومن ذلك سُنَّة ضمِّ الصبيان في البيت عند أول الليل؛ أي عند ساعة المغرب..

فمن ذلك ما جاء عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال :
( إِذَا كَانَ جُنْحُ اللَّيْلِ أَوْ أَمْسَيْتُمْ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ ، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ ، فَإِذَا ذَهَبَ سَاعَةٌ مِنْ اللَّيْلِ فَخَلُّوهُمْ ، وَأَغْلِقُوا الْأَبْوَابَ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَفْتَحُ بَابًا مُغْلَقًا ، وَأَوْكُوا قِرَبَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ ، وَخَمِّرُوا آنِيَتَكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ وَلَوْ أَنْ تَعْرُضُوا عَلَيْهَا شَيْئًا ، وَأَطْفِئُوا مَصَابِيحَكُمْ )
رواه البخاري (٣٢٨٠) ومسلم (٢٠١٢) ،

❍ وبوب عليه النووي بقوله : باب الأمر بتغطية الإناء ، وإيكاء السقاء ، وإغلاق الأبواب ، وذكر اسم الله عليها ، وإطفاء السراج والنار عند النوم ، وكف الصبيان والمواشي بعد المغرب .

◽وروى مسلم (٢٠١٣) عن جابر رضي الله عنه قال : قال رسول الله ﷺ : ( لَا تُرْسِلُوا فَوَاشِيَكُمْ – أي كل ما ينتشر من ماشية وغيرها – وَصِبْيَانَكُمْ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ، فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْبَعِثُ إِذَا غَابَتْ الشَّمْسُ حَتَّى تَذْهَبَ فَحْمَةُ الْعِشَاءِ ) .

▪ وفحمة العشاء هي الظلمة في الوقت ما بين المغرب والعشاء .

▫والحديث يُنَبِّه على حفظ الفواشي كذلك، والفواشي هي سائر البهائم، وفي الباب أحاديث أخرى لا يتَّسع المقام للتفصيل فيها وما ذكرناه فيه كفاية .

❍ قال الحافظ ابن حجر رحمه الله ـ في الحديث الأول ـ :
” ( جُِنح الليل ) هو بضم الجيم وبكسرها ، والمعنى : إقباله بعد غروب الشمس ، يقال : جنح الليل : أقبل .

قوله : ( فخلوهم ) قال ابن الجوزي : إنما خيف على الصبيان في تلك الساعة ، لأن النجاسة التي تلوذ بها الشياطين موجودة معهم غالبا ، والذكر الذي يحرز منهم مفقود من الصبيان غالبا ، والشياطين عند انتشارهم يتعلقون بما يمكنهم التعلق به ، فلذلك خيف على الصبيان في ذلك الوقت .

والحكمة في انتشارهم حينئذ أن حركتهم في الليل أمكن منها لهم في النهار ؛ لأن الظلام أجمع للقوى الشيطانية من غيره ، وكذلك كل سواد ” انتهى.

” فتح الباري ” (٦/٣٤١)….

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.