جرعة أنوثة| ” كوني انتي .. لأنك جميلة كما أنتي “

بقلم| بسنت يوسف

كوني شمسا مضيئة ومدى العالم بالنور و الطاقة و الحيوية.
كونى قمرا مشعا وسط العتمة.
كونى نجمة لامعة فى سماء العلم و العمل و الفن و الأدب.
كونى جويرية في أرض قاحلة.
كونى نسمة عابرة ممتزجة بالعطور الخلابة.
كونى شوكة تحمى نفسها من الألم المحيط بالعالم.
كونى القنبلة الوحيدة فى هذا العالم التى تنشر البهجة و الفرحة و السعادة و الأمل و تفوح منها رائحة الياسمين.
متميزة بحضورك الطاغي .. مبهرة بوجودك .. راقية الكلمات .. رقيقة البسمات .. متألقة فى جميع الأوقات.
انتبهى يا فتاتى لما يدور فى مخيلتك فمن الممكن ان تكون افكارك نطفة لنجاحات كبيرة،واياكى ان تكون افكارك وليدة أفكار شخص آخر او مجتمع أو انتماء أو أى تيار حيث أنها أفكار لا فائدة منها لم تكن تمثل شخصيتك وعقلك وقلبك.
لا داعي للتصنع .. لا داعى لتقمص شخصية اي احد حولك .. فهذا يجعل منك استنساخ يكفى أن تمثلى نفسك، أن تقومي بشيء يميزك عن الآخرين ليس بالضرورة شىء ضخم ربما يكون شىء بسيط .. بضعة كلمات تخرج من عتمتك الصغيرة لتنير عالم كبير .. لتلون حياة سوداء بألوان الطيف السبعة.
أصبح التصنع مرضا اجتماعيا منتشرا بين الكثير من الناس هذه الأيام، فنرى الكثير من الناس يتظاهر بما ليس فية سواء كان ذلك مرتبطا بالجانب المادى والنفسى.
التصنع طبع مكروه وهو تكلف الشخص بما ليس به ومحاولة إظهار الشيء على غير حقيقته إما لنقص فيه وإما لعدم اقتناعه بنفسة.
تخلى عن التصنع و اظهرى شخصيتك على حقيقتها بدون تكلف فإن راقت للآخرين أسعدك ذلك وإن لم ترق لهم فلتعلمي ان الله لم يخلقك لإرضائهم.
التصنع يفقدك أشياء جميلة أولها أنتى، التصنع حرفة لا يتقنها الا الاغبياء .. كونى على طبيعتك .. تكن أجمل.
كوني أنتي دون زيف طفلة عفوية .. امرأة متمردة ، افعلى ما ترغبين بة وما يشعرك بالسعادة .. اقتربى ممن يرسمون البسمة على شفتيك.
لا تحاول ان تظهرى عكس طبيعتك لإرضاء مجتمع بائس، لا تفكرى برأى الناس ونظرة الناس ما دمت ترضي الله ولا تفعلى شيئا مشينا .. فكرى برأيك .. فى نفسك فقط.
تمردى يا فتاتى .. تمردى على من يفرضون عليك أن تكوني نسخة باهتة لا تشبهك.
تمردى على من يريدون دفن تفردك و إبداعك و نجاحك ليصنعوا منك نموذجا يشبة الكثير .. يقررون هما تفاصيله وعنوانه.
لا تتركي لهم الفرصة لكى يختزلون عقلك في الزواج والولادة وتربية الأطفال والأعمال المنزلية .. لا تكونى أنثى بالشكل الذى يرضى الناس .. كونى انثى بالطريقة التى تروق لكي بلا تصنع.
كوني انتي .. و لا تسمحي لأحد بإن يغسل دماغك و يملى عليك ما هو الصحيح و ما هو الخطأ و المفروض واضعا نجاحك ومستقبلك في إطار محدود وراسما صورتك فى قالب نمطي تقليدي، لا تكونى تقليدية إكسرى كل الحواجز البائسة لهذا المجتمع .. كوني انتي و ليس ما يريده البعض.
كرمك الله و منحك حدس لا يملكة اعظم الرجال، وهبك الله عقول فى عقل واحد يفكر بدقة مئة رجل.. لك قلب يقسو على ذاته في سبيل الآخرين.
فلا تسمحي لأحد ان يستغل نعومتك ويوهمك بأنك ضعيفة فهو يخاف من سحر أنوثتك وقوة إرادتك و نجاحك.
فإذا أردتي أن تكوني زوجة ناجحة .. حبى من كل قلبك وأعشقي بكل جوارحك و ابقى عقلك متيقظا و ذهنك حكيما.
و إن أردتي ان تكوني أما عظيمة .. تخلى عن أنانيتك و أمزجى (الأنا) ب (نحن) فيصبحوا أولوياتك لان حب الأم لأولادها ليس له حدود فهو بحر مد لا جزر له.
و لو قررتى ان تكونى عزباء .. اجعلى ثقتك بنفسك لا حدود لها و لتكن الوحدة عدوتك اللدودة التي تواجهينها بانتصاراتك و تحقيق أحلامك وتنفيذ مشاريعك، أبحثي عن أصدقاء أوفياء تضحكين وتبكين أمامهم من دون تفكير باحكامهم عليكي.
اذا اردتي ان تكوني طالبة متفوقة .. اجتهدي .. كدى .. اقرئي بانفتاح وتقبلى افكار الاخرين .. ناقشى وانتقد بمنطق .. ابحثي عن الحقيقة فى كل خطوة تخطيها و أى مكان تذهبي إليه.
و إذا أردتي أن تكوني فنانة .. إطلقى لأحساسك العنان فى التعبير و ليكن تعبيرك مثقلا بالذوق ، ساحرا كالأحلام الجميلة.
اختاري أن تكوني ماولدتي ان تكوني لة، لا تسمحى لرجل او لمجتمع و اراء ونظريات عقيمة ان ترسم أفكارك و تلون أحلامك وطموحاتك.
فمن هم ليقرروا عنك؟
ومن هو ليتحدث بإسمك؟
و من أنا لأقول لك من انتي؟!
كونى امرأة فريدة من نوعها ، لا تسمحى لأى من كان ولا تسمحي لي أيضا بإن أوجه أفكارك و تطلعاتك.
فنحن النساء نتشارك في أمور عدة و لكننا أيضا نتميز عن بعضنا فى امور كثيرة .. فكوني سيدة قناعاتك وركزى على تميزك فليس مهما أن تكوني كاملة بقدر ما هو مهم أن تكوني أنتي.. أنتي فقط.