خالد فؤاد يكتب محمد صلاح وحكومة الفقر والفشل وإذلال المصريين
وسط الحالة الضبابية والأيام الكاحلة السواد التي نعيشها، والظروف الحياتية والإقتصادية الصعبة التي نصرخ ونأن منها ليل نهار، ونشعر بالرعب من قدوم الغد، وانتزاع البسمة من فوق شفاهنا نحن المصريين بعد أن كنا عبر القرون والعقود السابقة كما كانوا يصفوننا “ملوك الضحك والفكاهة”.
ووصلنا لما وصلنا له بسبب السياسة الخاطئة واللعينة التي ارتكبتها كل الحكومات سواء السابقة أو المعاصرة وكُتب علينا أن تحكمنا دون أن نختارها لدرجة أنها أودت بنا لعدم الاكتراث بأسماء السادة الوزراء الحاليين أو حتى من هو رئيس الحكومة السابق أو الحالى أو حتى من هو القادم بعد تيقننا من أن الكل فى الفشل سواء، فقد تفننوا جميعاً وبلا استثناء فى البحث عن طرق ووسائل متنوعة لتعذيبنا ودفعنا لكراهية العيشة واللى عايشينها، والنفور وعدم تحمل بعضنا البعض، أنعم المولى عز وجل علينا بشخص اسمه محمد صلاح نجح بمفرده فى أن يعيد البسمة لشفاهنا وجعلنا نشعر بأن الغد قادم بما هو أفضل.
فقد قدم هذا الشاب بمفرده لهذا البلد مالم يقدمه أى لاعب كرة قدم فى تاريخ مصر أو العرب من قبل، ليس هذا فحسب بينما أى حكومة وأى رئيس بدون أى مبالغة.
فالحكومات كل الحكومات تفننت فى تعذيبنا وخداعنا والكذب علينا ليل نهار وتقديم وعود براقة خادعة بأن الغد قادم بكل ماهو عظيم، ودائماً وأبداً لا يأتي هذا الغد الذى يحدثوننا عنه، والنتيجة إننا فقدنا الثقة فيهم جميعاً ووصل بنا الأمر إلى أنه كلما أطل علينا أحد ممن يطلقون عليهم لقب مسئولين وهم مسئولين بالفعل ولكن ليس عن إسعادنا بينما عن تعاستنا وإذلالنا لا نستمع لأي كلمة يقولها ونقوم بتغيير المحطة التى أطل علينا منها، وإذا كانت إطلالته المباركة عبر كل القنوات نغلق التلفاز تماماً حتى يولى عنا بوجهه السمح الجميل.
بينما محمد صلاح الذى لم نكن ننتظر منه أى شيء جاء ليشعرنا بل ويؤكد لنا أن هناك الكثير من الجواهر فى هذا البلد تستطيع أن تقدم الكثير فى الغد وتحتاج فقط لمن يظهرها ويخرج بها للنور، ومؤكد لن يكون هذا بأيدينا فنحن نملك قدرات هائلة فى قتل كل الطاقات وتحطيم كل ماهو جميل .
فنحن لم نكتشف قدرات محمد صلاح ومن قبله، كـ زويل ويعقوب ومحفوظ وغيرهم من العظماء الآخرين، بينما اكتشفهم الآخرين ولو كانوا بقوا بيننا آلاف الأعوام ما كانوا قدموا ثمة شئ.
ارفعوا أيديكم عن صلاح واتركوا كل العظماء والمبدعين لينطلقوا ويرفعوا راية هذا البلد الذي يستحق أن يكون فى مكان أفضل وأعظم بكثير، وكان فى إمكانه أن يكون كذلك منذ عشرات الأعوام لو لم يبتلى بكم .. سامحكم الله على كل مافعلتموه بنا.
ـ