جرعة أنوثة| ” أنا حره “

بقلم| بسنت يوسف

(( أنا حره )) جملة تردد على ألسنة بنات هذا الزمن على الملأ بدون تردد وكأنها حق مكتسب لا يجب المساس بة أو الاقتراب منه وبمرور الوقت انتشرت بعض المفاهيم المغلوطة باسم الحرية بل أصبحت دستورا يدافع عنة البعض.
جملة نطقت بدون تفكير ووعي في المفهوم الحقيقي للحرية الشخصية وما يترتب عليها من أفعال وحقوق.
فبعض الفتيات يتمثل عندهم مفهوم الحرية فى معتقدات خاطئة تخالف العادات والتقاليد، كالسهر لأوقات متأخرة من الليل، اقامة الحفلات الصاخبة أو الانتقال للعيش في منزل أحد الأصدقاء، الاعتياد على الاختلاط والتعامل المبالغ فيه مع الشباب تحت مسمى الصداقة أو الأخوة، الذهاب الى night club وكأنه مكان مباح للتجمع وقضاء وقت لطيف، شرب كل ما هو غير مباح للفتيات حتى أن مرتادي هذة الأماكن من الفتيات دخلوا عالم المخدرات والكحوليات من باب الفضول والحرية وكأن ما يفعلوه شئ مودرن يجدد المود والحالة النفسية.
قد أخطأ من قال ان الحرية تكمن في هذة الافعال التى لا تمت للحرية الشخصية فى مفهومها الحقيقي بصلة، بل إنها تنتمى الى سلوك أخلاقي غير سوى كبداية للانحراف.
ولكن هذا لا يعني ان ليس هناك حرية شخصية وحقوق للفتاة يجب احترامها والاعتراف بها فى المجتمع، او أني أشجع الفتيات على الانطواء والانعزال عن الآخرين أو المشاركة فى فعاليات المجتمع وإغلاق الأبواب على نفسها، فالحرية حق مكفول لجميع الناس.. فالله تبارك وتعالى خلق الإنسان ومنحه حرية اختيار العقيدة وحرية التعبير عن الرأي والتصرف.
الحرية للجميع للكبير والصغير .. رجالا او نساءا، فمن حقك حرية التعليم والعمل الذي يرضي طموحك، حقك حرية التعبير عن رأيك الذى يعبر عما بداخلك، حقك رسم مستقبلك وتحديد هدفك برأيك المستقل، حقك اختيار شريك حياتك، حقك الخروج والتنزه مع الأصدقاء وكسر الروتين اليومى، حقك اختيار ملابسك ومعاصرة كل جديد، حقك اختيار هواياتك وكيفية تمضية وقت فراغك في شيء محبب لك.
لكى حقوق كثيرة لا تعد ولا تحصى فى هذه الحياة، فأنت انسانة لكى مشاعر وأحاسيس .. اهداف وطموحات ونزوات أيضا فنحن بشر نخطئ ونصيب ولكن يجب أن نراعى العادات والتقاليد، فالحرية فى معناها الحقيقى لا تعنى تملك اى شئ بغير وجه حق أو إيذاء الآخرين او التعدى على حقوقهم لذلك يجب أن نوازن بين الإرادة الحرة للفرد وبين تطبيق الحرية من خلال الأعراف والتقاليد حتى نستحوذ على احترام المجتمع لأن الحرية حق ومسئولية.
الحرية شىء غالى لا ثمن له ولا عوض، تكسب الحياة طعما ولونا مميزين، فهى تجلب للإنسان السعادة إذا أحسن استخدامها وتسبب له الشقاء إذا أساء استخدامها، كما أن الحرية تعنى حرية الفكر وحسن التصرف فهي تمنح للأشخاص القادريين على استيعابها فقط، لذلك لابد أن تكون الحرية مقيدة ببعض العادات والتقاليد لأن الحرية المطلقة هى السبب الرئيسي لانحراف الفتيات والشباب ايضا وبالتالي اختلال التوازن الأخلاقي في المجتمع.
هناك فرق كبير بين الحرية والفوضى……….
_ الفوضى تعني أنا افعل ما اريد وقتما أريد وأينما أريد وتحت أى ظروف دون أى ضوابط أو تفكير أو عواقب، مما ينتج عن هذة الفوضى تصرفات غير مسئولة وانتهاكات غير مسموحة.
_ أما الحرية تعنى ان أكون ملتزمة بالقيم التى يقرها المجتمع والاخلاقيات التى نشأ عليها أفراد الأسرة وأطبقها فى الحياة لضمان وجود مكان فى هذا المجتمع، حتى يحق للمرأة أن تطالب بحريتها وحقوقها دون أن يكون هناك من يشكك فى حق امتلاكها لهذه الحرية.
يعد مفهوم الحرية مفهوما نسبيا يختلف تعريفها باختلاف الزمان والمكان ولذلك وضعت تعريفات كثيرة لوصفها وأشهرها هو تعريف اعلان حقوق الانسان الذي صدر إبان الثورة الفرنسية عام 1789م حيث وصف الحرية بأنها ( حق الفرد فى أن يفعل كل ما لا يضر بالآخرين).
_ وأن مفهوم الحرية ككلمة ( هى ان يكون الانسان قادرا على فعل او اتخاذ القرار الذي يناسبه بإرادة حرة دون إجبار أو تأثير خارجي سواء كان القرار ماديا أو معنويا).
_ أما عن الحرية كمفهوم هى اطار عام وشامل لا يقيد حرية الانسان الشخصية ولا يتحكم بها بل ينظمها ليحافظ على حريات الافراد الاخرين، فلكل إنسان حريته الخاصة فى النطاق الذى لا يتعدى فيه على حرية الآخرين.
_ يقول المفكر المصري/ أحمد لطفي السيد عن الحرية…..
( الحرية غرض الانسان فى الحياة، كانت ولا تزال هواه الذى طالما قدم له القرابين، وأنفق فى سبيلة أعز شئ عليه، ولئن وصفنا ما وصفنا من شوق الإنسان للحرية، فلا نبلغ من إثباته ما بلغته الحوادث الحسية التى تقع من الافراد والامم، دالة على أن الحرية هى الحياة بل أعز من الحياة).
_ نص مفهوم المرأة دوليا على أن تمتلك المرأة كل ما يرتبط بجسدها وروحها وكل اختياراتها، كاختيار القرارات المناسبة ونمط الحياة التى تريدة وتحديد هدفها وطموحها في هذا العالم، وأن تكون مسئولة عن نفسها دون وصاية من أحد، أن تكون حرة بذاتها وانسانيتها مع مراعاة الاخلاق والقيم الانسانية.
_ أما عن مفهوم حرية المرأة فى الإسلام، جاء الإسلام بتشريعات ساوت بين الرجل والمرأة في جميع الأحكام، فعدل الإسلام حرر المرأة من ظلم الجاهلية و جورها، فحرم وأد البنات وأعطى للمرأة حريتها خاصة فى الجانب الاجتماعى والمالى، فلا تتزوج إلا بموافقتها كما أن لها حرية التصرف فى مالها والحق فى الميراث والإرث و التملك والحق في ممارسة جميع المعاملات التجارية، قد كرم الإسلام المرأة و ألزم الرجل بالانفاق عليها سواء كانت بنتا او اما او زوجة أو أختا و ليس للإنفاق عليها علاقة بكونها غنية أو بذمتها المالية أنما هو واجب على الرجل فهى فى جميع الأحوال مكفية المؤونة، ورد الكثير من الأحاديث التي أوصى بها رسول الله(ص) بالمرأة ( استوصوا بالنساء خيرا فإنهن خلقن من ضلع، وإن أعوج ما فى الضلع أعلاه، فإن ذهبت تقيمه كسرتة وان تركتة لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرا).
كونى كالعصفور الطليق الذى يحلق فى السماء وجوب البلاد ويركب البحار ويقطع الصحارى ويحى الامل فى النفوس مطالب بحقوقه وحريته الحقيقة من خلال الحرية المشروعة والشعور بالمسئولية واحترام حريات الآخرين مع مراعاة العادات والتقاليد الاجتماعية.
كوني حره .. طليقة .. رفرفي بأحلامك عليا فى السماء ولكن لا تتخطى الخطوط الحمراء.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.