سمير صبري لـ”أسرار المشاهير”: تكريمي بمهرجان القاهرة السينمائي تأخر كثيراً
مسلسل (شحات الغرام) عن محمد فوزي كان وما زال حلم حياتي
حوار/ خالد فـــــــــــــــــــــؤاد
أكثر من 30 عاماً والفنان الكبير سمير صبرى يدلي بتصريحات صحفية وإعلامية هنا وهناك يؤكد فيها على أن الفنان الراحل محمد فوزى يمثل قيمة كبيرة للفن المصري والعربي، فما قدمه من أعمال موسيقية وفنية لا تقل بأي حال من الأحوال عما قدمه أي فنان أخر سواء ممن سبقوه أو عاصروه أوظهروا بعد رحيله.
أكثر من 30 عاماً وسمير صبرى يؤكد أن محمد فوزى من الفنانين الذين لم يحصلوا على حقهم إعلامياً سواء وهو على قيد الحياة أو بعد رحيله رغم أنه باتفاق الجميع سواء من فنانين أو مؤرخين أو متابعين أعطى الفن الكثير والكثير جداً.
أكثر من 30 عاماً والحلم الأكبر الذى يراود الفنان الكبير سمير صبري هو تقديم عمل فني ضخم يليق بأسم وعطاء هذا الفنان الخالد فلم نرى أي فنان أخر يدافع عنه ويراوده هذا الحلم بنفس القدر .
أكثر من 30 عاماً وسمير صبرى يصارع ويحارب ويتجول على شركات الإنتاج الكبرى لاقناعها بتبنى المشروع ليفاجأ بأن منها من هو مقتنع ولكنه متخوف بسبب ضخامة الإنتاج ومنها من هو غير متحمس من الأساس لجهله بقيمة وأهمية هذا الفنان الكبير .
وحينما تحقق حلم سمير صبرى وعثر على الشركة التى تحمست للمشروع وبدأ بالفعل خطوات تنفيذه قبل بضعة أعوام فوجئ بمجموعة من الأزمات تطفو على السطح ليصل الموضوع لساحات القضاء ويعود من جديد لنقطة الصفر .
*تكريم قبل الموت*
ترى ماهى الأسباب الحقيقية خلف تحمسه لهذا المشروع وبهذا الشكل وماهى الخطوات التى قام باتخاذها والأسباب التي أدت لتعثر المشروع وفشله , وهل لايزال يحلم بتقديمه لذا التقينا به عقب تكريمه فى مهرجان القاهرة السينمائى أمس وكان حوارنا الشامل معه .
الفنان الكبير سمير صبري .. في البداية نود أن نتقدم لك بالتهنئة على التكريم ومايعنيه لك ؟
“ضحك الفنان وقال” كما قلت تماماً في لحظة التكريم إنني انتظرت هذه اللحظة سنوات طويلة وكنت أشعر أن الموت سيكون أسبق لي منها .

لماذ هذا الإحساس الصعب ؟
لكوني طيلة هذه السنوات لم يفكر أحد في على الإطلاق , وكنت دائماً أتساءل لماذا يتم تجاهلي من إدارة المهرجان , هل تاريخى وماقدمت سينمائياً لايشفع لي, وحينما كنت أجيب على نفسى بإنه ربما الآمر كذلك , كنت افكر فى فنانين أخرين محترمين لم يقدموا نفس ماقدمت وتم تكريمهم .
لما نشعر في صوتك بحزن ومرارة ؟
إطلاقاً بل أنا أسعد الناس الآن لكوني شاهدت لحظة تكريمي قبل الرحيل , وقبل أن يأتوا بأحد من ورثتى ليتسلم درع تكريمي بصفتي فنان راحل .
*محمد فوزى*

لنترك هذا الموضوع ونتطرق لتحمسك الكبير لتقديم عمل فني عن الفنان الراحل محمد فوزي؟
لقناعتي من سنوات بعيدة بأن هذا الرجل كان ولايزال يمثل قيمة فنية عظيمة فهو لم يكن مجرد مطرب أو ملحن تميز بتقديم نوعية مختلفة من الأغنيات نجح بها في خلق مكانة خاصة به بين كل العباقرة والعمالقة الذين عاصروه فحسب بينما كان أكبر من كل هذا فقد اطلعت على سيرته الحياتية والفنية بالكامل منذ مولده حتى رحيله وتوقفت عند الكثير من المحطات والمواقف الهامة والعظيمة في حياته وكلها أمور لايمكن التعرض لها بشكل عابر بينما تحتاج لعمل فني كبير يليق بأسمه وعطاءه ومكانته العظيمة، أضف الى هذا أنني أعتبره وبشكل خاص أستاذى وبالتالي له حق كبير عليّ .
*مسلسل إذاعي*
ولكن مانعرفه انك قمت بالفعل بتقديم قصة حياته عبر أثير الإذاعة قبل بضعة أعوام ؟
نعم هذه حقيقة فقد قدمت قصة حياته بالفعل عبر اثير إذاعة الشباب والرياضة وجسدت شخصيته عبر أثير الميكروفون وبعد النجاح الكبير الذى تحقق للمسلسل الإذاعى وردود الأفعال التي تلقيتها قررت تحويلها لمسلسل تليفزيوني كبير واتفقت مع السيناريست مصطفى جمعه على تحويل العمل بالفعل لمسلسل تليفزيونى وبالفعل قام الرجل بأداء دوره .

وهل ماقمت بتقديمه في الإذاعة هو نفسه ماكنت تنوي تقديمه في التليفزيون؟
بالطبع لا، فهناك اختلاف كبير بين طبيعة هذا عن ذاك ومن هنا وفور اتفاقى مع مصطفى جمعه قمت بعمل تسجيلات صوتية لكل الشخصيات المحيطة به بداية من زوجته الأولى السيدة هدايت ومروراً بزوجاته الأخريات مديحة يسري وأخر زوجاته كريمة الملقبة بفاتنة المعادى وشقيقته هدى سلطان قبل رحيلهن بالطبع وأخرين غيرهم ممن عاصروه وارتبطوا به بشدة وقدمتها جميعاً للمؤلف .
*موافقة الورثة*
ولكن الكثير من أعمال السير الذاتية واجهت مشاكل مع الورثة فهل واجهت مشاكل كهذه؟
هل تصدقون أن هذا العمل لم يواجه أي مشكلة من أي نوع فقد التقيت بالأستاذ نبيل نجل الموسيقار الراحل وقام بمراجعة السيناريو بالكامل وأبدى إعجابه الشديد به وقمت بالتسجيل معه وحصلت منه على معلومات وحصلت منه على الموافقة على الرغم من أن السيناريو ليس مجرد سيرة ذاتية لوالده بينما شهادة سياسية وإجتماعية وفنية على العصر الذى عاش فيه .
*شحات الغرام*
وماذا حدث بعد هذا ؟
بعد عمل كبير استمر سنوات عديدة اتفقت مع شركة صوت القاهرة على تنفيذ العمل بنظام المنتج المشارك هم بنسبة 70% وانا بنسبة 30% وحصلت منهم على دفعه أولى عند التعاقد فبدأت فى التحرك ومعي المنتج الفني محسن علم الدين واخترنا عنوان ( عوام على بر الهوى ) ثم قررنا تغييره ليصبح (شحات الغرام) وتعاقدت بالفعل مع المخرج خالد الحجر ثم اعتذر لارتباطه وقتها بأعمال أخرى فتعاقدت مع عمرو عابدين لما لديه من خبرة فى الأعمال الاستعراضية ووقع اختيارى على مجموعة من الفنانين مثل دوللي شاهين وفريال يوسف ومادلين طبر وإيمان وسمير غانم ودينا، بالإضافة لمديحة يسرى التي اتفقت معها على أن تقوم بدور الراوي فهي شاهدة على عصر محمد فوزى ليس لكونها كانت زوجته فقط بينما لكونها أيضا تعرف كل صغيرة وكبيرة عنه .
*أبطال العمل*

وماذا عن الفنان الذى وقع عليه اختيارك ليجسد شخصية فوزى في الشباب والكبر ؟
فى البداية اخترت مصطفى قمر فوافق ولكنه طلب ان يغنى اغانى فوزى فى الحلقات فرفضت استجابة لطلب أسرته التى اشترطت على ان تظهر الحلقات بصوت فوزى نفسه فاعتذرت له واخترت وائل جسار فطلب نفس الطلب واتجهت بعدهم لحسن الرداد ثم يوسف الشريف وأخيراً استقر الامر عند الوجه الجديد كريم الحسينى ليمثل المرحلة الأولى من حياة فوزى ويجسد شريف سلامة المرحلة الثانية من مشوار حياته حتى وفاته ورحيله عن عمر يناهز 48 عاما .
وأين دورك أنت ؟
اخترت لنفسي دور المنتج حلمي رفله أحد أهم أصدقاء محمد فوزي، فالقضية بالنسبة لي الدور الذي سأقدمه بقدر خروج العمل للنور فهذا هو الحلم الأكبر بالنسبة لي .
*فسخ التعاقد*
وماذا حدث بعد هذا ؟
بعد كل هذه التجهيزات والتعاقدات والاتفاقات التي استغرقت وقت طويل وجهد لا أستطيع وصفه فوجئت بعراقيل كثيرة من قبل شركة صوت القاهرة فبعد أن انتظرت كثيراً للحصول على الدفعه الثانية فوجئت بهم يرغبون فى فسخ التعاقد ويطالبوننى بإعادة ماحصلت عليه منهم فأصبت بدهشة شديدة لكون الأموال تم انفاقها والتراجع أصبح أمر صعب ومستحيل وحينما أبلغتهم بهذا قال لي السيد إبراهيم العقباوى وقتها أن الشركة تعاني أزمة سيولة .

وما ردك على إتهام الشركة لك بأنك قمت بتصوير مديحة يسرى بداخل إستوديو خاص دون علم الشركة ؟
كلام غير حقيقي فقد قمت بالتصوير معها بعلم الشركة وللعلم أن كل ما حصلت عليه منهم هو 700 ألف جنيه فقط لاغير، وقمنا بعمل حفل افتتاح كبير بحضور عمرو عابدين وكل فريق العمل وقمنا بتصوير ثلاث ساعات وساعدتنا صوت القاهرة بعدما علمت بدوران عجلة التصوير وأرسلت خطابات لوزارة الداخلية للسماح لنا بالتصوير بالشوارع والمحافظات المختلفة ومشاهد مديحة يسرى تحديداً تم تصويرها بحضور إبراهيم خطاب (مدير الإنتاج بالشركة) أي أن كل الأمور كانت تسير بشكل طبيعي حتى وقعت أحداث الثورة فتوقف العمل مثل الكثير من الأعمال الأخرى وحينما استقرت الأمور نسبياً واستأنفنا التصوير بدأوا في وضع العراقيل وإبلاغى بالانسحاب من العمل ومطالبتي بما دفعوه مما أصابني بحالة نفسية في غاية السوء .

وماذا فعلت بعد هذا ؟
تقدمت ببلاغ للنائب العام ذكرت فيه كافة الأضرار المادية والأدبية التي أصبت بها وقمت برفع دعوى قضائية ولاتزال الأزمة مستمرة ولم تحل بشكل قطعي ونهائي حتى الآن .
وهل ما زلت مُصراً على تنفيذ العمل ؟
حتى أخر يوم في حياتي لن أتراجع عن هذا الحلم فهو تحدي كبير بالنسبة لي فمحمد فوزى فنان عظيم لم يحصل على التكريم الذي يستحقه وهذا العمل هو أقل شيء يمكننا تقديمه له .