صرخة السعدني هل تفيق المجتمع

كتبت
فاتن فتح الله نصر
=========
كان حديث مجتمع التواصل الاجتماعي الفترة الماضية عن الرسالة التي بثها النجم أحمد صلاح السعدني في مواقعه على الفيس بوك و انستجرام
إثر وفاة طليقته وأم أولاده الراحلة السيدة أمل سليمان

وتداول الكثيرين الرسالة ما بين متعاطف مع صاحبها أو ساخط عليه محملا إياه المسئولية ….
ولكل رأي …
ولو انه أمر شخصي …والأعمار بيد رب العالمين …ولكنها طبيعتنا المصرية الأصيلة
الذي يهمنا هنا
بعد توجيه العزاء للنجم الشاب …
وتقديم كل الاحترام له على شجاعة المواجهة مع نفسه ومع الجمهور
ومع أولاده الذين بالتأكيد سيدركون هذا عندما يكبرون فهي شجاعة تستوجب كل التحية
وتؤكد أنه رجل يحتاج فقط لصقل معدنه القوي …..


الرسالة ناقوس خطر قرعه السعدني بقوة في وجه مجتمع غابت فيه مفاهيم كثيرة
أهمها قداسة معنى الأسرة
دعونا نستخلص من كلماته
ولن نعيد الرسالة فهي موجودة بصفحة النجم الشخصية
وبكثير من المواقع

لنأخذ المعنى
أحمد يستصرخ مجتمع أنتج أجيال ضد تحمل المسئولية …سواء رجال أو نساء …وبدورهم عاجزين عن إنتاج أجيال جديدة مسئولة …
ومن هنا بدأ ضعف المجتمع …
يقول أحمد
أن حبيبته كانت تنطق كلمة الطلاق أكثر مما تنطق إسمه …
وأنه مع أول مولود أحس بخنقة المسئولية
الحقيقة أنها خنقة متبادلة بين الرجل والمرأة هنا فهما لم يعتادا المسئولية …
والحالة ليست فردية وإنما عامة في اغلب هذه الأجيال
الطفل ينشأ في أسرة تذهب به إلى أغلى المدارس …
تحضر له أغلى الملابس …
تطعمه أغلى الأطعمة …
وربما يأكلون في الشارع أكثر مما يأكلون في البيوت متباهين بغلو أسعار الأماكن التي يرتادونها …
والأسرة ترى أنها بذلك تسعد أطفالها فهي لم تحرمهم من شيء ..
وهم لا يدركون أن المنح أحيانا يكون أخطر من المنع

الأم تجلس على رأس الطفل في مذاكرته …
تكاد تكتب له بيديها واجباته التي يجب ان يقوم بها …
مشروعات المدرسة التي من المفروض أنها تنمي قدرات الطفل تصنعها هي …
أو ربما تذهب بها إلى تجار أصبحت مهمتهم صنع مشاريع المدارس فهو بيزنس جديد ..
وهكذا ينشا الطفل بلا مسئولية
إلى جانب الغش الجماعي والدروس الخصوصية وشراء الامتحانات ….
لا جهد يبذله أبدا للحصول على نجاح

ثم يأتي وقت الزواج فيأتون له بالشقة ويقيمون له الأفراح بعد تأثيث الشقة …..
كم رأيت من أسر لأولاد وبنات باعوا بيوتهم ليشتروا بيوت لأولادهم …
والمباهاة بصرف الملايين في أفراح يتبارون فيها في المظاهر الفارغة
كل هذا والأبناء مجرد مؤدين لأدوار ….
وألاباء يعنقدون أنهم أدوا الرسالة ولايدركون أنهم أهدروا الأمانة
فقد ربوا أبنا اعتادت على أن يفعل لها غيرها كل شيء
لم يتعبوا لم يبذلوا جهد
وبالتالي لا قيمة لما جدَّ في حياتهم
سهل على البنت تطلب الطلاق لأتفه الأسباب … سهل على الشاب أن يُطَّلِق أيضا لأتفه الأسباب …
والنتيجة نراها في مجتمع أصبح أغلبه مشوه نفسيا
وطبعا لو قلنا أن هذا هو حال المتيسرين من البشر … فقد أصبحت الطبقات البسيطة أيضا مقلدة …
إلى جانب الشعارات التي أصبحت سائدة في الأوساط النسائية
إسعدي نفسك ….
أنت الأهم …
وظهرت رائدات في خراب البيوت …
وكثير كثير من معاول الهدم التي انتشرت تحت مسمى مستشاري الأسرة وهم غير دارسين أو متخصصين …
فقد أصبحت مهنة من لا مهنة له ….
رأيت كثير ممن لم يدرسوا علم النفس و لا القانون ولا الشريعة ….
ولكنهم أخذوا دورات انطلقوا بعدها ليخربوا في البيوت العمرانة

نعود إلى رسالة السعدني ونستكمل سماع ناقوس الخطر الذي أطلقه بقوله
=======
انا زي كتير للاسف شباب anti تحمل مسئوليه بص لنسب الطلاق و انت تفهم انا بيجي لي ارتيكريا لما احس اني مسئول
ما قاله رأيته في حالة أُرسِلت لي من زوجة طلقها زوجها بعد عامين من انجاب طفلهما الثاني قائلا لها أمام المأذون …. با احبك جدا ومش ممكن أحب حد تاني …. لكن مش ده الجو اللي انا احب اعيشه جو الأب المسئولية والبيت ….أنا اتخنقت
ارتفاع نسب الطلاق ليس وحده الكارثة التي تواجهنا … وإن كان نتاجه قنابل موقوتة في أجيال مُدمرة نفسيا قادمة
أرى الكارثة الحقيقية
في أجيال بلغت الأربعين وتعدتها وهي لازالت تفتقد الإحساس بالمسئولية …
وهذه الأجيال في مواقعها الآن مسئولة ..
و بالتالي ما حال بلد مسئوليها فاقدين المسئولية

الموضوع أخطر من زوج فقد زوجته ….
فكل شيء بقضاء الله
والله معه ومع أولاده

الفكرة هنا
في التذكير بقوة فيما بُحَّ صوتنا في مناقشته
وعلينا جميعا أن نستفيق لنواجه كما واجهنا السعدني بأخطائنا كأمهات وآباء

ولنعد لما أوصانا به رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ….
لاعبوهم لسبع …وأدبوهم لسبع …وصاحبوهم لسبع …. ثم اتركوا حبلهم على غاربه

إرفعوا أيديكم عن أولادكم ليكونوا رجال بعد السبع الثالثة…
اجعل ابنك هو من يقود حياته ودورك استرشادي ليس إلا …
لا تقل لابنك أفعل كذا أو كذا
اتركه يصنع حياته وقدم له مشورتك حين يحتاجها
و لا تفرض عليه رايك فيسعد جدا بمخالفته حتى لو كان الثمن تدمير حياته

المنظومة المجتمعية ….
البيت – المدرسة- الإعلام –الأزهر والكنيسة …..
الكل عليه أن يسهم في إعادة الصواب للمجتمع لإنقاذ المستقبل

قلوبنا مع آل السعدني
ونحيي مرة أخرى أحمد السعدني على صراحته وشجاعة المواجهة
وعلى كونه كان إشارة البدء في الإصلاح إن بدأ
جعلها الله في ميزان حسناته ووفقه ليربي أولاده كما يتمنى
استفيقوا قبل فوات الميعاد والمعاد
=====
فاتن نصر

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.