مع الاحتفال بيوم المرأة العُمانية بعد غد … مسقط تحتض ملتقى دولي لتمكين المرأة في برمجة المواقع الإلكترونية
تحتفل سلطنة عُمان بعد غد الخميس السابع عشر من أكتوبر بيوم المرأة العُمانية، وخلال مسيرة البناء والتنمية على مدار نصف قرن تقريباً عملت الحكومة العمانية على دعم مكانة المرأة وتمكينها في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والإعلامية، حيث حققت المرأة استحقاقات عديدة ووصلت لأعلى المناصب القيادية.
وتواصلاً لهذه السياسة، تشهد مسقط فعاليات ملتقى “تمكين المرأة في مجال برمجة المواقع الإلكترونية”، والذي تنظمه المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن، ممثلة بالمركز الوطني للأعمال بالتعاون مع مؤسسةCTEK التي تتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية مقراً لها، وبمشاركة دولية واسعة.
أكدت الدكتورة مديحة بنت أحمد الشيبانية، وزيرة التربية والتعليم في كلمتها خلال الملتقى أن المساواة بين الجنسين والإدماج يضمن التمكين والحق في التعليم لجميع المواطنين بما في ذلك النساء والأطفال وذوي الاحتياجات الخاصة، مشيرة إلى أن عدد الطلبة خلال العام الدراسي 2019/ 2020 قد بلغ 759307 طالباً وطالبة، وبلغت نسبة الإناث 50% من إجمالي الطلبة.
وأضافت الشيبانية أن الاستراتيجية الوطنية للتعليم تركز على التكنولوجيا والابتكار بما يتماشى مع رؤية عمان 2040، كما تدرك الوزارة أهمية الاستجابة للتغيرات التي تحدث في العالم اليوم وتواصل تعزيز وتمكين الطلاب والطالبات على حد سواء للمساهمة في تحقيق الأهداف التي تطمح الحكومة إلى تحقيقها.
يأتي هذا الملتقى استمراراً للجهود التي تبذلها سلطنة عُمان في سبيل تهيئة البيئة المناسبة لنمو وازدهار ريادة الأعمال فيها ودعم المرأة العُمانية من خلال صياغة برامج تمنح لها فرصاً لتعلم البرمجة في الاعمال التجارية وذلك عن طريق التعلم الرقمي وتشكيل حاضنات أعمال خاصة بها.
يهدف المركز الوطني للأعمال من خلال هذا الملتقى إلى إيجاد منصة مثالية لجمع القيادات النسائية البارزة من قطاعات البنوك والتكنولوجيا والعلوم والتعليم وريادة الأعمال للبحث في حلول لتمكين المرأة العمانية من التواصل وتعلم مهارات البرمجة بالإضافة إلى البدء في الأعمال التجارية الخاصة بهن عبر الانترنت كمطورات في البرمجة.
في حين أكدت رئيسة مؤسسة CTEK المساهمة في تنظيم الملتقى، أن من أهداف المؤسسة هو الحد من الحواجز التي تعيق ريادة الأعمال في أنحاء العالم، وتأتي مبادرة المؤسسة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لتنمية مهارات النساء في الجانب التقني وتعزيز مساهمتهن في الاقتصاد الرقمي، كما تقدم المبادرات الإقليمية والدولية للمؤسسة الفرصة للراغبات في بدء أعمالهن التجارية كالبرنامج التدريبي الذي تم تنظيمه ضمن فعاليات الملتقى لتمكين المرأة في مجال برمجة المواقع الالكترونية وتمكينهن من إنشاء أعمالهن الخاصة وتطويرها والوصول إلى العملاء، حيث يهدف هذا الملتقى إلى فهم أفضل لكيفية صياغة البرامج والتعاون بشكل أكبر لتقديم الأفضل للنساء في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
ولا شك أن اختيار محور “تمكين المرأة العمانية في مجال برمجة المواقع الإلكترونية” كموضوع لهذا الملتقى جاء بالتزامن مع بدء الثورة الصناعية الرابعة، والتي بلا شك ستوجد إشكاليات رقمية ينتج عنها مجموعة من التحديات ولكن في الوقت نفسه توفر الكثير من الفرص ولا يخفى على أحد تنوع اقتصاد السلطنة وبحثها المستمر عن مشاريع القيمة المضافة، وما “برمجة المواقع الإلكترونية” إلا مثال على هذه المشاريع.
يذكر أن هذا الملتقى يستمد رؤيته من أحد أهداف “مدائن” المتمثلة في دعم مجال ريادة الأعمال في السلطنة من خلال المركز الوطني للأعمال ومركز الابتكار الصناعي وكذلك عبر تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، كما يعكس الملتقى جزءاً من أهداف مدائن لجذب وتطوير القدرات وخلق فرص عمل للمستقبل في مدنها الصناعية – وهو فرصة مناسبة لبناء وتعزيز قدرات الثورة الصناعية الرابعة التي من شأنها تطوير المجتمعات وتزويد المرأة العمانية بمهارات تمكنهن من التنافس على المستويين المحلي والعالمي وإنشاء أعمالهم التجارية الخاصة.
وقد سبق هذا الملتقى إطلاق برنامج تدريبي في مجال برمجة المواقع الإلكترونية يستهدف عددا من النساء العمانيات من مختلف المحافظات خلال الفترة من 8 إلى 13 أكتوبر 2019، حيث عمل البرنامج على تعزيز قدرات المرأة العمانية في مجال البرمجة وكيفية بدء أعمالهم التجارية عبر الانترنت لخلق مزيد من الوظائف للنساء وتمكينهم بالمهارات اللازمة لكسب الدخل من مشاريعهم الخاصة، كما يهدف البرنامج إلى تمكين المشاركات من إنشاء مواقع إلكترونية لأعمالهن التجارية وللمشاريع الأخرى.
يُشار إلى أن المركز الوطني للأعمال بسلطنة عُمان الذي دشنته المؤسسة العامة للمناطق الصناعية – مدائن في العام 2013م، يعد حاضنة رئيسية للمشروعات الصغيرة والمتوسطة في السلطنة، وذلك من خلال تقديمه للدعم الفني والإداري واللوجستي والتوعوي للمشاريع الناشئة والأفكار المبتكرة بغية الوصول لمشاريع ذات نفع اقتصادي وقيمة مضافة للبلاد.
إضافة إلى دوره في تطوير المجتمع العماني بدفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال خلق الوعي حول ريادة الأعمال وإلهام الجيل الجديد من الشباب لاستكشاف إمكانياتهم وقدراتهم على تأسيس وريادة الأعمال الخاصة، ويهدف المركز بشكل أساسي إلى تأسيس قنوات للحوار والتواصل بين المجتمعات وأصحاب المبادرات التجارية ورجال الأعمال وتشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على البروز في الأسواق المحلية من خلال احتضان المبادرات والمشاريع المتخصصة بمختلف القطاعات.