عندما نسمع عبارة “جواز عتريس من فؤادة باطل” نتذكر الفنان يحي شاهين ” الشيخ ابراهيم” وهو ينادي في قريته متحديا جبروت وجاه الفنان محمود مرسي “عتريس” الذي تزوج الفنانة شادية “فؤادة ” بعقد زواج باطل وشهود زور ، ويطالب الأهالي البسطاء والمغلوبين علي أمرهم من ذل وقهر وفقر يعيشون فيه للوقوف بجانبه لنصرة الحق ورجوع فؤادة لأهلها وفسخ عقد الزيجة الباطلة ، وبالرغم قتل ابنه والمواجهة العنيفة طوال أحداث الفيلم السينمائي ينتصر الحق في النهاية بحرق عتريس بالنيران داخل منزله.
شئ من الخوف إحدي روائع الأديب ثروت اباظة
ولكننا قد لا نعلم أن الإبداع والتألق الذي ظهر علي الشاشة من أدوار لفنانين وفنانات كبار واخراج مميز لحسين كمال ، هي إحدي روائع روايات الأديب ثروت أباظة “شئ من الخوف ” ، والتي أصبحت عبارة “جواز عتريس من فؤادة باطل ” تلهب حماس الشعب المصري وتبث فيه روح الوطنية حتي أن المظلومين والمهمومين يستخدمون تلك العبارة للتعبير عن رفضهم للظلم وتأكيدهم عن أن الظلم أبدا لن يدوم.
والأديب ثروت أباظة من مواليد قرية غزالة الخيس مركز الزقازيق محافظة الشرقية ، وولد في 15 يوليو عام 1927 ، وهو كاتب وروائي مصري كبير من أعلام محافظة الشرقية ومن أعرق عائلات مصر ؛ فوالده دسوقي باشا أباظة وعمه الشاعر عزيز أباظة والكاتب الكبير فكري أباظة ، وقد حصل علي ليسانس الحقوق من جامعة فؤاد الاول عام 1950 ، وتقلد العديد من المناصب منها رئاسة تحرير مجلة الاذاعة والتلفزيون عان 1974 ، ورئاسة القسم الأدبي بصحيفة الأهرام بين عامي 1975 و 1988 كما شغل منصب رئيس اتحاد كتاب مصر ،ووكيل مجلس الشوري ، وعضو المجلس الأعلي للثقافة ومجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتلفزيون ، ورئيس شرف لرابطة الأدب الحديث وعضوا بنادي القلم الدولي .
ألف ثروت أباظة عدد من القصص والروايات تحول بعضها لأعمال سينمائية وتلفزيونية وإذاعية ، وحصل علي عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية عام 1985 ، كما نال وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي ، ثم جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1982.
من أشهر أعماله ” شئ من الخوف ، هارب من الأيام ، ثم تشرق الشمس ، الضباب ، أحلام في الظهيرة ،طارق من السماء ، الغفران ، لؤلؤة وأصداف ”.
رحل عن دنيانا جوهرة الأدب المصري والعربي الأديب الكبير ثروت أباظة في 17 مارس عام 2003 الي مثواه الأخير بقرية غزالة بمحافظة الشرقية.