دموع وأحزان أيهاب توفيق بعد فقده اقرب ثلاثة اشخاص لقلبه وعقله
دموع وأحزان أيهاب توفيق بعد فقده اقرب ثلاثة اشخاص لقلبه وعقله
ـ فقد شقيقه وهو فى مقتبل العمر , وأهتز بشده لرحيل والدته ,
وصعق برحيل ابيه فى حادث مأسوى
ـ حقق أحلام ابيه الفنية وتضاعف ارتباطه به فى السنوات الآخيرة .
ـ منزلهم كان ملتقى لإستقبال الشعراء والموسيقيين والصحفيين سنوات طويلة .
ـ والدته كانت تقوم بدور مدير أعماله وتشاركه اختيار اغنياته وتوقيع العقود وتحديد المواعيد الصحفية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
خالد فؤاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ
ـ مساء الخير يافندم .. ممكن اكلم المطرب أيهاب توفيق ؟
** مين حضرتك .
ـ أنا ……….. الصحفى بمجلة ……. .
ـ أهلا أهلا .. استاذ …… ممكن اعرف عايزة بخصوص أيه ؟
** عايز أحدد موعد معه للقاء لآجراء حوار معه .
ـ تمام جدا استأذن حضرتك بس تكلمنى بعد ساعتين أو أنا هاكلم حضرتك اعرف بس مواعيدة واحددلك ميعاد فورا وابلغك بيه .
ـ متشكر جدا لحضرتك.. ممكن أعرف مين معايا ؟
** أنا والدته .
ـ الف الف شكر يافندم وهاكلم حضرتك أخر النهار .
** وأنا هاكون ى أنتظارك بأذن الله .
بعد مرور بضعة ساعات
ـ الو .. مساء الخير يافندم .. أنا فلان الفلانى اللى كلم حضرتك النهاردة الضهر بخصوص ” مقاطعة ”
** ايوه يا أبنى عارفاك .. بأذن الله أيهاب هايكون فى انتظارك بكرة بأذن الله الساعة ….. وهانكون سعداء بتشريف حضرتك لينا فى البيت .
ـ الف الف شكر يافندم .
** العفو ا انى على أيه , أحنا اللى نشكرك ….
نجاح كبير … وما يتبع.!
هكذا وبهذا الشكل وبنفس الردود تقريبا مررنا نحن جيل التسعينات فى الصحافة المصرية بل والعربية ممن سعوا لإجراء لقاءات صحفية مع المطرب الذي قد بدأ نجمه في التوهج والمنطلق بقوة (أيهاب توفيق) وهو فى بداياته الأولى بعد سلسلة النجاحات الكبيرة التى حققها عبر البومات الكاسيت.
وقت أن كان هناك البومات تترقب الجماهير صدورها لمطربيهم المحبوبين ويتسابقون لإقتنائها , فبعد ظهوره لأول في كوكتيل ضم مجموعة من المطربين وحققت أغنيته “سكاكين ” نجاحا كبيرا ولفت الآنظار نحوه بشدة أصدر البومه الآول “مراسيل” عام 1991 وحقق نجاحا كبيرا أصدر البومه الثانى ” رسمتك” عام 1993ثم البوم “هاتعدى” عام 1994 و” عدى الليل” 1995 وتوالت البوماته الناجحة حتى وصل لقمة مبيعات الكاسيت فى مصر والعالم العربى عام 1999 بألبومه القنبلة “سحرانى” وتوالت النجاحات والآلبومات بعد هذا حتى إنتهى زمن الكاسيت وانتقلنا لعصر أخر هو الذى نعيش فيه ولسنا بصدد الحديث عما يحدث فيه فليس هذا مجاله.
(الأب) كلمة السر .
ولم يكن خافيا على أحد فى الوسطين الصحفى والفنى أن كلمة السر فى هذا النجاح الكبير الذي حققه يعود لوالديه فوالده الحاج أحمد توفيق لم يكن راغبا فى عمله بالفن ولم يشجعه على العمل كمطرب رغم إنه نفسه أى الأب كان عاشقا للفن ويتمتع بصوت جميل ولم ينجح فى الحصول على فرصة لآثبات وجودة فى سن الشباب والملفت إنه كان يشجع نجله إيهاب وهو فى سن الطفولة على أن يكون موسيقي يعزف على الة العود التى كان يعشقها , ولم يكن الأب يدرك أن نجله تعلم المبادئ الأولى للغناء وعشقه منه هو شخصيا ، حينما كان يسمعه وهو يغني ومن ثم ورث حب الغناء منه ,
ومن هنا حينما كبر الطفل وأعلن عن رغبته فى احتراف الغناء وليس العزف لم يحاول ارغامه على مالم يحب ومن داخله أستشعر إنه سيحقق الحلم الذى لم يستطع هو تحقيقه ولم يكن ليمثل العقبة ابدا فى طريقه .
قوة الآم
وكان يلقى كل الدعم من السيدة العظيمة والدته التى كانت تقوم بدور مديرة أعماله فهى التى تنظم له مواعيدة , وتحدد مواعيدة الصحفية وكثيرا ماتحضر اثناء اللقاء ومتى يجب عليه الحديث للصحف ووسائل الإعلام ومتى يجب عليه التوقف بل كانت هى التى تراجع عقود حفلاته بل وعقوده مع المنتجين قبل توقيعه عليها , وهى التى تستقبل الموسيقيين والشعراء في بيتها وتستمع لآعمالهم وتعاملهم جميعا كابنائها وتستمع معه ومع والده للآغنيات الجديدة
ملتقى فنى جميل
كان منزلهم ملتقا جميلا لغالبية الموسيقيين والشعراء فكانوا جميعا مرتبطين بالمنزل ارتباطا قويا وكثيرا ماكنا نجد الكثيرين منهم حتى بدون عمل وحتى بدون وجود ايهاب نفسه ضيوف دائمين على المنزل ولطالما تحدثوا عن ارتباطهم القوى والوثيق بوالديه وكيف يشعرون بالراحة معهم ويستفيدون بارائهم وهو مالم يكن يحدث مع أى مطرب أخر من ابناء جيل أيهاب والأجيال السابقة له و حتى التى جاءت بعده .
ولطالما ابدى ايهاب عدم رضاه عن بعض الأغنيات وشاركه الرأى والده وكان لها هى أى والدته رأى اخر ويتضح بعد صدورها إنها كانت على حق كامل بعد النجاح الكبير الذى كانت تحققه وتكرر هذا الآمر ليس مره واحدة اومرتان بينما مرات كثيرة .
وفاة شقيقه
فقد كانت شديدة الحب له بصفته نجلها الوحيد بعد وفاة شقيقه محمد عن عمر 14 عام بشكل مفاجئ بعد ارتفاع درجة حرارته ونقله للمستشفى ليتوفى فيها بعد ذلك
وكان “إيهاب” طالبا بالصف الأول الثانوي، حيث أصيبت الأسرة بحزن شديد وقتها وقد أثر الحادث نفسيا على أيهاب وظل يعتبر وفاة شقيقه الحدث الأكبر الذي مر به في حياته , وظل الآب والآم يحيطان به كل لحظه خوفا عليه , وبأعترافه هو قاما بحمايته من اشياء كثيرة كان من الممكن أن يقع فيها لولا وجودهما بجانبه .
رحيل الآم
وكانت الصدمة الثانية والأكبر هى رحيل والدته قبل ستة أعوام من الآن تحديدا فى عام 2014 بعد صراع مع المرض، وحتى اليوم يبكى ايهاب توفيق رحيلها والمقربين منه ومن يعرفونه جيدا يدركون مدى تأثره فنيا وإنسانيا بفقدانه لها , وظهر هذا جليا فى الآغنيات التى قدمها لها بعد رحيلها عرفانا بجميلها .
صدمة رحيل الآب.
وبعد توالى الصدمات عليه برحيل شقيقه ثم والدته الغالية ظل يحيط بأبيه بشكل ملفت فكان يتواجد معه بصفة يومية ويحدثه هاتفيا عدة مرات وكلما سافر هنا اوهناك يقوم اصدقاءة المقربين بدوره بالتواجد مع الآب والأطمئنان عليه بصفة مستمره وهكذا ازدادت علاقته بأبيه قوة وصلابه حتى يوم الحادث المأسوى, فقد رفض أيهاب توفيق الإحتفال بعيد ميلاده إلا مع والده ولم يتركه سوى ساعات قليلة دون أن يتصور على الإطلاق أن يقع الحادث المؤلم الذى اوجعنا جميعا .
خالد فؤاد