لينين الرملي .. أخر عباقرة التأليف المسرحي “وداعا”

لينين الرملي .. أخر عباقرة التأليف المسرحي “وداعا”
لينين الرملي … بقلم : خالد فؤاد
بينما كنا لانزال نعيش صدمة رحيل الفنانة الكبيرة نادية لطفى , بعقد إجتماع عاجل فى نفس يوم رحيلها تناقشنا فيه فيما يجب تقديمة ويليق بأسم ومكانة تلك الفنانة الكبيرة التى امتعتنا عبر سنوات طويلة .
صعقنا يوم الجمعة الماضى بنبأ أخر ضاعف من أحزاننا وهو رحيل الكاتب المسرحى الكبير لينين الرملى عن عمر يناهز 75 عاما بعد صراع طويل مع المرض .
رحيل الكاتب المسرحي لينين الرملي
نعم .. رحل عنا هذا المبدع العظيم والذي يعد أخر جيل عباقرة التأليف المسرحى واكثر الاقلام تحضراً وتدفقاً بالمثل والقيم الإنسانية السامية كما جاء
ونعى الدكتورة ايناس عبدالدايم وزير الثقافة وجميع الهيئات والقطاعات عنه عقب قيام زوجته الكاتبة فاطمة المعدول ، بتأكيد نبأ رحيله بعد تدهور حالته
الصحية بشكل كبير, حيث كان يرقد في غرفه العناية المركزة طيلة الأسبوع الذى سبق الرحيل
نعم رحل عنا لينين الرملى صاحب الآعمال العظيمة والراقية التى شكلت علامات بارزة فى المسرح المصرى والعربى عبر قرابة النصف قرن من الزمان والتى لاتزال وستظل حاضرة في قلوب الجماهير , بخلاف روائعة فى الدراما التليفزيونية والسينمائية.
حيث أشتهر في أعماله بتقديم نقدا اجتماعيا وسياسيا ممزوجا بحسّ السخرية السوداء حيث كون مع رفيق رحلة الكفاح الفنان محمد صبحي أحد
أشهر الثنائيات بين مؤلف وممثل، فأثريا معا المسرح العربي بعدد من علاماته البارزة في النصف الثاني
من القرن العشرين، منها مسرحيات: أنت حر، والهمجي، وتخاريف، ووجهة نظر، وانتهى الدرس يا غبي، وغيرها.
وبعيدا عن صبحى تعاون الرملي مع فنانين أخرين فى مجموعة من أهم العروض فى تاريخ المسرح المصرى مثل: أهلا يا بكوات، وعفريت لكل مواطن،
والحادثة، وسك على بناتك وغيرها .
وعايش بقلبه وعقلة أحداث ثورة 2011 وقدم عنها على خشبة المسرح القومى “اضحك لما تموت” حيث
طرح من خلالها نظرتين متباينتين عن الثورة في مصر التي أحبها كلاهما ولكن كلٌ على طريقته
كما اثرى السينما بمجموعة من الآفلام الكبيرة
والمميزة مثل ومن أشهر أعماله “البداية” مع المخرج الراحل صلاح أبو سيف وأفلام “الإرهابي”، و”بخيت وعديلة” مع الفنان عادل إمام..
وامتعنا تليفزيونيا بمسلسلات جميلة ومميزة مثل هند والدكتور نعمان، وحكاية ميزو.
وعمل لينين كذلك سنوات طويلة في ميدان الصحافة، حيث رأس تحرير جريدة “الأحرار” فى فترة من اذهي عصورها .
أبرز ما يميز هذا الكاتب
هو حسه الكوميدي المرير، بمعنى أنه يكتب كتابة ضاحكة ولكنها تعطي نفس التأثير التراجيدي من نقد الذات
والسخرية من الواقع المرير وتناقض شخصياته البلهاء والمتغطرسة المغترة بغبائها. من أبرز سمات أسلوبه
أيضا، وهي نقطة فنية دقيقة لممارسي الكتابة والفرجة على المسرح الخاص في وقت واحد هي أن الضحك
والكوميديا لا يتوقفان أثناء تحرك الحدث دراميا أو العكس، بمعنى إن الحدث والنمو الدرامي للموقف لا
يتوقفان مطلقا أثناء العمل المسرحي فالضحك والدراما يتلازمان طوال الوقت. هذا شيء يدرك صعوبته من يعملون في مسرح الكوميديا.