إسهامات “أنا بقى وكورونا” بقلم : ثروت عبدالرؤوف

 

إسهامات “أنا بقى وكورونا” بقلم : ثروت عبدالرؤوف

3EEBC064-70A7-4A01-93CF-F4D207196FA2
ثروت عبدالرؤوف

منذ أيام اصابتنى نزلة برد وبالرغم من تعودى على ذلك خاصة فى مثل هذه الأيام من كل عام ” فترة تغيير الفصول”، وبالرغم من شدة معاناتى من نزلات البرد فى ظل الحساسية المزمنة واحتقان الجيوب الأنفية المستمر ، الا أنه فى هذه المرة كان الوضع مختلف بسبب الست كورونا وإعلام الست كورونا
لأول مرة بسبب نزلة برد لم اذهب للعمل ولأول مرة احبس نفسى بنفسى فى غرفتى ، ولأول مرة افرض على نفسى عزلة خانقة واطبق بكل صرامة قواعد التباعد بحذافيرها فلا اقترب من أحد ولا اسمح لأحد من الإقتراب منى، وبجوارى كل ما طالته يدى من انواع المطهرات و المناديل الورقية وسلة الزبالة

ولأول مرة أشاهد الفزع والخوف فى عيون كل من حولى ، ولأول مرة ينتابنى الخوف والرعب على كل من حولى وخاصة زوجتى التى تعانى ، من ازمات صدرية ولأول مرة اتعرض لهذا الكم من الهلاوس التى إجتاحت عقلى وقلبى والتهيأت المزعجة التى شغلت اهتمامى وفكرى ولاول مرة افقد القدرة على النوم العميق،  بهذا الشكل واعانى من النوم المتقطع المصحوب بالكاوابيس والأحلام المزعجة بهذا الشكل
و لاول مرة لا استطيع ان اصرف عقلى عن تخيل شكل العزل فى الأماكن المخصصة له والغير مهيأة والغير ، مزودة بأجهزة التنفس فى ظل عدم وجود دواء ناجع حتى الان واللحظات الصعبة فى انتظار النهاية المحتومة
البعض قد يكون مر بهذه التجربه وانتابه نفس الأحاسيس ، ولكن يمنعه كبرياءه او خوفه من الاتهام بضعف الايمان او انه ينقصه القوة
إلا أننى امتلك الشجاعة واعترف٠٠
الحمد لله عدت على خير ، وطلعت نزلة برد ومن الله على بالشفاء
لكن بعدها جلست فى الغرفة وحدى بعد تمام الشفاء وهاجمتنى ، الأفكار والاساءلة
كثير من معانتنا قد يمر بدون حتى أن نشعر به أو ننتبه إليه ، فى حين أن معاناة بسيطة جدا قد تقتلنا لو نظرنا إليها بشكل مختلف !!!
نزلة البرد هى نزلة البرد وأنا هو انا ولكن تأثير نزلة البرد فى هذه المرة اختلف عن كل مرة اختلاف كبير

ماذا يفعل الوعى بالإنسان؟
هل الجهل أفضل من الوعى ؟

هل سعينا لطلب الوعى يشبه سعى الفراشة إلى النور وهى لا تعلم أنها في النهاية سوف تحترق ؟
هل يستطيع أن يوقف الإنسان عقله ويعيش مثل الحمار يأكل ، ويشرب وينام ويحمل على ظهره ويتحمل الضرب والأذى فى سبيل أن يتجنب الخوف والتوتر والمعناه فى انتظار ظروف صعبة أو مستقبل غامض ؟
هل لحياة الإنسان قيمة بدون وعى ؟
هل الخوف والتوتر هو ضريبة الوعى التى يجب أن يتحملها الإنسان ؟ هل نحن ضحية وعى كاذب ذرع فى قلوبنا وعقولنا خوف مما لا بد منه ا خاصة المرض والموت ؟
هل الخوف غريزة طبيعية ام مكتسبة ؟
هل يجب علينا حتى أن كان الخوف غريزة طبيعة أن نسعى للتخلص منه كما نتخلص من كل الموروثات البغيضة بدلا من التماهى معه وتأصيله فى نفوسنا ؟
هل يجب على الإنسان أن يسعى بقوة نحو التخلص من الخوف خاصة من المرض و الموت ؟
ماذا نفعل من أجل تحقيق ذلك ؟
لماذا لم نتعلم طريقة ناجعة للتخلص من الخوف ونترك، باب مفتوح على مصراعيه يدخل إلينا منه هذا الخوف كل شوية لينكد علينا عيشتنا ويهدد حياتنا ؟
هل كل الناس تتساوى معاناتهم من الخوف من المرض والموت أم يختلف كلا حسب ثقافته ؟
أن اشد معاناة يتعرض لها الإنسان هى الخوف حيث قال المولى عز وجل” ولنبولنكم بشيء ، من الخوف والجوع ونقص من الثمرات والأنفس ” ورتب العلماء مصادر معناة الإنسان طبقا لهذه الآية ليأتى الخوف على رأسها

وما جريمة من يبث الخوف فى نفوس الناس ؟
وما عقابه ؟

كلنا نرتكب هذه الجريمة عن عمد أو بجهل من منا لم يخوف ابناءه ، ومن منا لم يخوف مرؤسيه ومن منا لم يجتهد فى إخافة كل من حوله منه ، بحجة أن يعملوا له الف حساب أو لا يفكر أحدهم فى محاسبته أو مسألته أو حتى الحديث معه أو الاقتراب منه ؟
ومن منا من لم يتلذذ وهو يرى الخوف فى عيون الآخرين منه ؟
ومن منا من لم يتفاخر بخوف الآخرين منه وان الجميع يعمل له الف حساب؟
اسألة كثيرة هاجمت عقلى وإستولت على قلبى وملكت مشاعرى ، حتى ظننت اننى محموم وتناولت بالفعل الترمومتر لقياس درجة الحرارة فوجدتها ٣٧ ، وتنبهت على صوت زياد الابن الصغير وهو يقول
ايه بابا انت خفيت خلاص ولا انت خدت على القعدة فى الاوضه

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.