دعاء فؤاد تكتب : ياخوفى من أمهات التيك توك

 

IMG-20200408-WA0000

 

دعاء فؤاد تكتب : ياخوفى من أمهات التيك توك

الاسرة ، الكلمة الدافئة ، اللي بقينا بنفتقدها في زمن طغت فيه وسائل الترابط والتواصل الوهمي المسماة بوسائل التواصل الاجتماعي ، واللي بقينا اسرى بين ايديها.
الوهم :اللي بيسموه تواصل خلانا نتحرم من الدفا النابع من الاسرة ولمة العيلة ،و وصلنا لقمة التفكك الاسري ، وبقينا بنجري ورا سراب اسمه التواصل ، التواصل مع مين؟  مع اشباح اخترعهم الفراغ الالكتروني اللي لو انقطع عنا ولو لحظة هانكتشف اننا كنا بنجري ورا أوهام.
لكن فى الحقيقة لا يصح الا الصحيح ،ووسط كمية المغريات اللى بتقدمهالنا السوشيال ميديا، بنلاقي جوانا حنين حقيقي ، حنين لايام زمان ، ايام الطفولة البريئة ، ايام ما كان لكل حاجة طعم ولون وريحة ، ايام لما كانت امي بتحكيلي حدوتة قبل النوم اللي اتعلمتها من جدتي ، ودايما كانت بتحاول تعلمهالى، مش سهل انك تغرس القيم والمبادئ اللى ورثتها من عيلتك فى أولادك و أحفادك لكن هى قدرت تعمل كده احيانا بأسلوب حاد واحيانا بأسلوب فكاهى ،وفى أوقات تانية كانت بتوصلى المعلومة بمثل من أمثالنا الشعبية واللى كان كل مثل فيهم بيخلق جوايا حالة من الفضول لمعرفة معناه ،لأنى كنت متأكدة إن كل مثل فيهم لة حكمة وهايعلمنى درس هفضل فكراه طول عمرى.

 
اكفى القدرة على فمها تطلع البنت لامها” المثل ده من الأمثال اللي مازال عالق فى ذهنى لحد النهاردة، كنت بضحك لما اسمعه ،وأسأل نفسي يعنى ايه نربط سلوك شخص بسلوك شخص تانى كدا بمنتهى السهولة؟!
مش بس كده ده احنا بنحكم على سلوك شخص من خلال افعال شخص تانى وجايز يكون الحكم ده خاطئ وظالملحد ماكبرت شويه وبدأت اقرأ فى علم النفس السلوكي لقيت ان فيه نوع من العلاج النفسى اسمه العلاج النفسى الدينامى(Dynamic psychotherapy)الطبيب المعالج بيحاول يشوف فيه مع المريض ايه الرسايل اللى وصلته فى طفولته ، وساعدت فى تكوين شخصيته وايه كانت علاقته بأمه وابوه ، ومن خلال سرده للأحداث اللى تعرض ليها فى فتره طفولته بيتم معالجته.
من هنا ادركت ان كل رساله بتوصل للأطفال عن طريق آبائهم بتأثر بشكل كبير فى مشوار حياتهم كله ، وطبعا لان الام هى مصدر الثقه الاول فى حياة بناتها وانا هنا بركز على الام والابنه تحديدا مش تحامل على الام او تغافل لدور الاب او تقليل من محبه الام لابنها ، لكن لمناقشه قضيه مهمهزمان الشاعر الكبير حافظ ابراهيم قال “الام مدرسة اذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق “.

 
لكن فى كثير من الامهات تخلوا تماما عن دورهم كأم منهم اللى تخلت عن دورها لتحقيق ذاتها فى انها تحصل على مرتبه علميه معينه او مركز مرموق فى عمل ما وفى الحقيقه ده لا يعيبها لكن كان عليها الاختيار مابين تحقيق الذات او التوفيق بينه وبين دورها كأم ، ومنهم اللى متعلمتش ازاى تبقى ام لانها اتربت على عدم تحمل المسؤليه النوع ده بالذات من الامهات هيخلينا نلف فى حلقه مفرغه لانها هتورث الإهمال واللامبالاة فى تربية آبنائها لأحفاد أحفادها الا اذا ظهر جيل قدر يستوعب الغلط ويحاول يصلحه ، وفيه نوع بقا خطير جدا وهى الام اللى طول الوقت بتدعى المثاليه لانها بتشوف انه طالما احتياجات اولادها من الاكل والشرب ومرواح التمارين كل ده هى قايمه بيه على اكمل وجه تبقى هى كده ام مثاليه رغم افتقاد ابنائها طول الوقت لفكره الاحتواء والفهم والصداقة معاها.

 

 
التصنيف ده جايز يكون ظالم وجايز يزعل ناس كتير خصوصا ان فيه جيل من الامهات لا انكر انه كان كما قال الشاعر “مدرسة” ، مدرسة فى الفن والعلم والدين والأدب .

 

 
خلونى احكيلكم شويه عن بعض المواقف اللى سمعتها من بعض صديقاتى عن دور امهاتهم فى تربيتهم ،مره واحده قالتلى انها اخدت علقة موت لانها غيرت هدومها قدام واحده صاحبتها ولما مامتها جات تتناقش معاها بعدها قالتلها ان جسمنا ده حاجه غاليه جدا حاجه ملكنا لوحدنا ومش لازم حد يشوفه وان حياء البنت اهم شئ بيميزها وكانت مامتها حريصه جدا انها تعلمها كل الامور المتعلقه بالدين لانها كانت شايفه ان كل ماتعمقت فى الدين وفهمت كلامه صح كل ما فهمت امور الدنيا صح،واحده تانيه حكيتلى انها فى طفولتها كان عندها هوس بالآلات الموسيقيه، وكانت والدتها دايما حريصه على وجودها معاها فى دروس الموسيقى، وكانت دايما بتستلهم كل الحماس اللى جواها من نظره الفخر اللى فى عنين والدتها ليها ،وكتير من الحكايات اللى كانت فيها الام مصدر كبير الثقه والأمان طول الوقت لبناتها،النوع الاول من الامهات اللى تخلوا عن دورهم والنوع التانى اللى قاموا بدورهم على اكمل وجه.

 

 
خلانى اتسأل ازاى ؟ وفين؟وامتى؟
ظهر جيل البنات على تطبيقات زى “التيك توك” والانستجرام” وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى اللى طول الوقت بيعرضوا مفاتنهم ويتعروا ويرقصوا وبيتبادلوا الالفاظ البذيئه وقت الاختلاف فى وجود ملايين من المتابعين ،وكل مازاد العرى كل مازاد المكسب المادى اللى بعتبره رخيص جدا .

 
هل الجيل ده هيطلع منه امهات صالحات هل الجيل ده اتربى على الصح والغلط ..على العيب والحرام هل فيه دور رقابى من الاسره هل الامهات تخلوا عن دورهم لدرجة ظهور الكم الهائل ده من التدنى الاخلاقى والفكرى.

 

 

 

 

وهل صحيح لو كفينا القدرة على فهما هتطلع البنت لامها يعنى ننتظر فى المستقبل جيل عنده نفس الصفات ومش هنبكى على الحاضر بس لكن كمان هنبكى على المسقبل.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.