إنهيار مقر فرقة رضا في الذكرى الأربعين لوفاة مؤسسها وضياع اجمل الذكريات .. تفاصيل تنشر لأول مرة
إنهيار مقر فرقة رضا في الذكرى الأربعين لوفاة مؤسسها وضياع اجمل الذكريات .. تفاصيل تنشر لأول مرة
انهيار العقار رقم 50 بشارع قصر النيل يلحق بمؤسس فرقة رضا بعد شهر من رحيله
لم يكن العقار رقم 50 بشارع قصر النيل بوسط القاهرة ، وتعرض للأنهيار بشكل مفاجئ صباح اليوم السبت بالعقار العادى الذى يمكننا المرور عليه مرور الكرام.
ذكريات جميلة
فهو يحمل الكثير من الذكريات الجميلة وشهد الكثير من الأحداث الفنية ويتضمن مكتب فرقة رضا الاستعراضية، التي تم تأسيسها في الخمسينات من القرن الماضي فكانت تجرى فيه البروفات الخاصة بالفرقة لسنوات طويلة.
دموع والأم
ومن مفارقات القدر أن هذا الأنهيار تزامن بعد مرور 40 يومًا على وفاة الفنان محمود رضا، حيث ودع عالمنا في العاشر من شهر يوليو الماضي، وفي غضون شهر واحد، تصدعت جدران الشقة التي اتخذها مقرًا لفرقته وانهار العقار بأكمله “حزنًَا عليه”، بعد ان استمرت تدريبات الفرقة بعمارة قصر النيل قرابة 12 عام.
رقي وفخامة
ومن المعروف أن الشقة ” مقر تدريبات وبروفات الفرقة” تقع في الطابق الثالث من العقار رقم 50 بشارع قصر النيل.
وتمتد مساحته اي العقار لنحو 1500 متر، ويتسم بالرقي والفخامة فهو مكون من 5 طوابق أحدها أرضي وبه شركات خدمات وصرافة ومصنع ومحلات ملابس ومكاتب إدارية ومعرض موبيليا مغلق، وتم الدفع بسلالم هيدروليكية؛ لإنقاذ العالقين في العقار
عزف وغناء
وانهار العقار الذي تشبع سنوات طويلة بأصوات العزف والغناء لأعضاء فرقة رضا الموسيقية من نوافذ المنزل ذات التسع حجرات، و وصل صداها إلى سكان العقارات المجاورة ووصل نجاحها إلى شاشات التليفزيون والمهرجانات العالمية، والتي تميزت باداء خاص منحها الفرصة لتتربع على عرش الفرق المنافسة في ذلك الوقت، كأهم وأشهر الفرق الاستعراضية العربية، التي تخصصت في تقديم الفنون الشعبية بشكل منظم والنهاية هي أن العقار العظيم اصبح اطلال وضاعت معه أجمل الذكريات .
انقاذ وحماية
ومن جانبها انتقلت قوات الحماية المدنية إليه لتبدأ عمليات الإنقاذ للأشخاص، دون قدرتهم على إنقاذ الذكريات التي تتشبع بها جدران العقار التاريخي. ومن جانبها، أمرت نيابة قصر النيل الجزئية، بتشكيل لجنة هندسية لمعاينة أثار العقار المنهار صباح اليوم السبت، بمنطقة قصر النيل، مما أسفر عن إنقاذ جميع قاطني العقار وإصابة أثنين، لتحديد سبب الانهيار وأسبابه وإرسال تقرير وافى به، كما قررت النيابة استدعاء ملاكه والقاطنين به لسماع أقوالهم في الواقعة، واخلاء ثلاثة عقارات مجاورة تمهيدًا لفحصها وبيان إذا ما كانت تأثرت سلامة المباني من الانهيار من عدمه.
انطلاقة الفرقة
انطلاقة فرقة رضا، جاءت حينما استأجر محمود رضا فيلا بالزمالك وحولها إلى مكان لتدريب فرقته التي أسسها بـ6 شباب و6 فتيات من الراقصين، وبدأت الفرقة تدريبات لمدة 6 أشهر، في أغسطس 1952 كان أول عرض للفرقة مكون من 8 رقصات على مسرح الأزبكية الصيفي لمدة شهر كامل، ثم انتقلت العروض إلى مسرح متروبول بمنطقة العتبة، ثم انتقلت إلى مسرح المهندسين وهنا قرر الأخوين محمود وعلي رضا زيادة عدد أعضاء الفرقة لـ 12 شابا و12 فتاة، وأصبح ذلك الجيل الثاني من الفرقة، واحتاجت الفرقة مكان أكبر لاستيعاب العدد فانتقلوا إلى عمارة قصر النيل.
شقة مكونة من 9 غرف، فتح 3 غرف منها كصالة تدريب، وتبقى غرفة مخصصة لتغيير ملابس الشباب، وأخرى مخصصة للفتيات الراقصات بالفرقة، وغرفة مكتب للراحل محمود رضا لإدارة المكان، واستمرت تدريبات فرقة رضا بعمارة قصر النيل نحو 12 عاما.
أقدم راقصي فرقة رضا
مواقف طريفة يتذكرها أقدم راقصي فرقة رضا “نبيل مبروك”، روى مبروك بنبرة صوت ضاحكة : وقت تدريبات الفرقة في شقة عمارة قصر النيل، يروي بعضها قائلا: “كان أحيانا يجي البوليس يقولنا عاملين إزعاج للسكان بصوت العزف والموسيقى وكنا بنقولهم إحنا فرقة رضا وتابعين لوزارة الثقافة وبيمشوا”.
وأستكمل مبروك : انتقلت الفرقة من مقرها بعقار قصر النيل إلى صالة التدريب التي جرى تخصيصها لها بجوار مسرح البالون بالعجوزة، ولآخر لحظة قبل انهيار العقار التاريخي كانت الشقة المخصصة لتدريبات فرقة رضا مُسجلة باسم محمود رضا حتى الآن، حيث حولها إلى مقر لمدرسة خاصة به لتعليم الرقص الاستعراضي والموسيقى، داخل شقة عمارة قصر النيل ولمدة سنوات طويلة، جرى تخصيص غرفة لتخزين ملابس أعضاء الفرقة القدامى التي ظهروا بها في الرقصات الاستعراضية المختلفة بهم في الأفلام والحفلات والمهرجانات العالمية، وبحسب رواية أقدم راقصي فرقة رضا،” لمدة سنين كانت شغالة مدرسة لتعليم الرقص ومن وقت للتاني كنت بروح لمحمود رضا هناك وأقعد معاه شوية، لينا فيها ذكريات سنين”.
عضو بفرقة رضا
حيث قال أيضا الفنان محمد فرماوي، العضو بفرقة رضا أنه يأتي ذلك الانهيار تزامنًا على مرور 40 يومًا على وفاة الفنان محمود رضا، و كتب على حسابه الشخصي بـ”فيس بوك”: “50 قصر النيل.. (عنوان مبنى الوفاء).. هناك يقع مبني أبى أن تبقى جدرانه بعد فراق صاحبه … علينا جميعاً أن نقف أمام هذا المبنى الذي انهار اليوم وتغمرنا الدهشة بعد أن حزن 40 يوما على وداع رفيق دربه (إنها صاله الفنان المبدع محمود رضا)”.
وتابع: “الشاهد الأكبر والأخلص على تاريخ وإبداع هذا الفنان العظيم.. انهارت الصالة ورحلت وراء صاحبها.. ومن هنا وبنفس بساطة وهدوء رحيل هذا المكان الشاهد على قيام كيان اسمه (فرقة رضا).. لا يجدر بنا سوى أن نقول وداعاً لمكان كان اوفي وأخلص من أحب محمود رضا.. تنويه: المبنى المنهار هو ( المقر السابق) للفرقة”.