عِناد مراهق.
بقلم شيماء أبوزيد

أكثر صفة نتمنى تغييرها عند أبنائنا في مرحلة المراهقة هي العناد والتمرد. العناد وفرض الشخصية على آراء الآخرين وعدم التقبل سمات كثيرة تحدث للأطفال عندما يقتربوا من مرحلة المراهقة سواء للبنت أو للولد ومن أهم الأسباب التي تساعد على ذلك:
١ـ الدلال الزائد من قبل الأهل: اهتمام الأهل أمر ضروري لتنشئة المراهق والطفل بطريقة سليمة وصحية وبنية نفسية قوية لكن إذا لم يتمكن الأهل من التفريق بين الاهتمام والدلال الزائدة. فالمبالغة بالاهتمام والدلال الزائد وتعويد المراهق على قبول كل طلباته دون رفض أو مناقشة يعزز لديه صفة العناد.

٢ـ رغبة المراهق لإثبات شخصيته بطريقة خاطئة: مرحلة المراهقة مرحلة حساسة حيث أنها المرحلة الإنتقالية من الطفولة إلى مرحلة الشباب وفيها يحاول المراهق أن يثبت نفسه ويظهر شخصيته وقوتها وقد يخطئ باعتماده صفة العناد باعتبارها صفة واضحة المعالم وتظهر الرفض والتمرد ومحاولة فرض رأيه وقراراته والفكرة بحد ذاتها صحيحة لكن الأسلوب خاطئ.

٣ـتراكمات التعامل السلبي مع المراهق أثناء الطفولة: الطفل العنيد عندما يكبر سيصبح مراهقاً عنيداً، أي أن تراكمات مواقف الطفولة وبناء شخصيته خلال تلك المرحلة هي حجرة الأساس لبناء شخصيته عندما يكبر في مرحلتي المراهقة والشباب.

٤ـ تقليد الوالدين أو الكبار الذين يمتلكون صفة العناد: إذا كان أحد الوالدين أو كليهما لديه صفات التمرد والعناد ويتعامل مع أهل بيته بهذه الصفة فقد يكون لدى المراهق رغبة في تقليد الكبار واستنساخ صفة العناد منهم.

٥ـ تكرار العبارات السلبية وخصوصا عبارة “أنت عنيد” للمراهق: كثرة ترديد عبارة ” أنت عنيد” تجعله يتمسك بسلوكه ولن يتغير بل سيثبت لك انك على حق.

ولكن رغم صعوبة هذه المرحلة إلا أن هناك طريقة بسيطة تجعلنا نعبر لبر الأمان سويًا بأبنائنا أسوياء.

أولاـ الإستعانة بالله في تربية أبنائك، والدعاء المستمر لهم بالهداية وصلاح الحال وأن يرزقهم الله صحبة الأخيار، فما نحن إلا ساعون للتربية وإنما التوفيق والفلاح من الله أولا وأخيرا.

ثانياـ إياك أيها الأب وأيتها الأم والإنفعال، أنا أعلم جيدا أن طرق الإستفزاز عديدة جداً في هذه المرحلة ولكن لابد أن نكتسب مهارة التحكم في انفعالاتنا وخصوصا معهم لأن هذا يجعلهم أيضا يكتسبوا هذه المهارة العظيمة التي تعزز سلوكياتهم بعد ذلك.
ثالثاـ وضع قواعد لا يمكن تجاوزها إطلاقا، قواعد لكل شئ، لكل أحداث الأسرة، وأهم هذه القواعد والقوانين هي (الإحترام المتبادل)، فبالرغم من رغبة المراهق الشديدة أن يعيش حياة بلا قواعد ولا قوانين إلا أن هذا يعتبر من أهم الركائز التي لابد من توافرها بين أفراد الأسرة، ولكن هذه القواعد لابد أن تشتمل على شرطين مهمين وهما:

١ـ أن تكون عادلة بين جميع الأطراف.
٢ـ أن نكون قادرين على تنفيذها بإستمرار.
٣ـ أن تكون بالإتفاق مع الأبناء فإن مشاركتهم في إعداد قوانين الأسرة يجعلهم يكتسبوا مهارات عديدة منها الثقة بالنفس والترتيب والتخطيط بشكل سليم.

رابعًاـ أتركوا مساحة للتفاهة، للضحك، للحوار بلا قيود، لابد أن تكن العلاقة بين المراهق وأسرته علاقة صداقة حقيقية.

خامسًاـ اتركوا مساحة لهم لحل مشكلاتهم بأنفسهم قدر المستطاع.
سادسًاـ اتركوهم لعنادهم مرة ليجربوا ويكتشفوا بأنفسهم أين تكمن المشكلة.

لابد من توضيح أن الوالدين دائما وأبدا متاحين وموجودين للإستماع وتقديم النصح، ونسمع بإهتمام وتركيز وحب.
ونحكي لهم حكايات عنا تشبه المواقف التي يعيشوها حتى لو كنا في عمرهم أخطأنا التصرف، لأنهم حينها سيتأكدون أن مايفعلونه طبيعي وأننا نحبهم ونحب تقلبات آرائهم وكنا مثلهم في يوم من الأيام.

أهم دور لينا في حياة إبني المراهق أنه عندما تنتهي هذه المرحلة يتذكر دائما أني كنت معه دائما أستمع وأحتوي وأهتم وأحترم قرارته وعشوائيته وحبه ووجود الوالدين في حياة أبنائهم للدعم والمساعدة والمساندة.

قد يعجبك ايضآ

التعليقات مغلقة.