التفكك الأسري وأثره على المجتمع

 

التفكك الأسري واثرة على المجتمع

بقلم/ سمية طارق استشاري الصحة النفسية 

 

ان التفكك الاسرى له عومل واشكال كثيرة تؤثر على مجتمعنا تأثيرا بالغاً وفى هذا المقال سنتعرف على معنى التفكك الاسرى وانواعه عوامله ومظاهره والاثار المترتبة علي ه

 

 التفكك وأنواعه:

 

تعريف التفكك:

اختلفت تسميات هذا المصطلح، فبعضهم يدعوه التفكك العائلي ويتم بفقد أحد الوالدين أو كليهما، أو الطلاق، أو الهجر، أو التعدد، أو غياب رب العائلة مدة طويلة. والبعض الآخر يسميه “تصدع الأسرة” ويحدث في حالة تعدد الزوجات أو وفاة أحد الوالدين أو كليهما أو الطلاق. وفريق آخر يطلق عليه تعبير “الأسرة

المحطمة” ويتم ذلك بالطلاق أو المشاجرة المستمرة أو الوفاة أو سجن أحد الوالدين أو غيابه بصورة مطردة. وفريق يطبق عليه تعبير “العائلة المتداعية” ويحدث ذلك بفقد أحد الوالدين أو كليهما بسبب الوفاة أو الطلاق. وفريق آخر يطلق عليه تعبير “التفكك الأسري” وهذا التعدد في المصطلحات لا يخرجها عن كونها تشترك في معنى واحد.

 

أنواع التفكك:-

 

يمكن أن يقسم التفكك من جهة إلى نوعين هما:

التفكك الجزئي: 

ويتم في حالات الانفصال والهجر المتقطع، حيث يعاود الزوج والزوجة حياتهما وعلاقاتهما العائلية، ولكن من المستبعد أن تستقيم الحياة الزوجية في مثل تل ك الحالات، بل لا بد من أن تكون مهددة من وقت لآخر بالانفصال أو الهجر.

 

التفكك الكلي:

ويتم بانتهاء العلاقات الزوجية بالطلاق، أو تحطيم حياة العائلة بقتل أو انتحار أحد الزوجين أو كليهما معًا، ومن جهة أخرى يمكن أن يقسم التفكك إلى نوعين أيضًا هما:

 

التفكك من الناحية القانونية: 

ويحدث بانفصام الروابط العائلية عن طريق الطلاق أو الهجر.

 

التفكك من الناحية الاجتماعية:

ويشتمل على معنى أوسع من الأول حيث يضم إلى جانب الانفصام الشقاق في العائلة والصراع فيها حتى لو لم يؤد هذا الشقاق والصراع إلى انفصام روابط

العائلة ويحدث التفكك العائلي إذا وصل التوتر إلى أقصى مدى ممكن، وقد يتسبب في هذا التفكك عامل أو عدة عوامل متشابكة تتساند فيما بينها لوقوع التفكك، وقد يكون التفكك الأسري غير كامل بمعنى حدوث صدع في بناء الأسرة حيث ينشطر منها أحد عناصرها كحالات عقوق أحد الأبناء أو بعضهم، وفشل كل الطرق الممكنة في إصلاحه، أو وقوع أحد أعضائها فريسة للضياع عن طريق الجريمة، ووقوعه

تحت طائلة العقاب، أو موت أحد مؤسسي الأسرة مع بقاء البناء دون مساس، وغير ذلك من الحالات إلا أن هناك تفككًا أسريًا كاملا حين تصل مرحلة العلاقة بين الزوج والزوجة إلى حالة اللاعودة ووجوب الانفصال فيقع الطلاق، وفي حالة التفكك الكامل يشترط إما أن تكون الأسرة خالية من الأطفال فيكون التفكك كاملا ونهائيًا، وإما أن يكون للأسرة أبناء صغار لم تكتمل تربيتهم، وهنا يخلف الطلاق مشاكل تتعلق بهؤلاء الصغار وتشردهم إذا ما تزوج الأب من أخرى غير أمهم ،وتزوجت الأم من غير أبيهم.

 

عوامل التفكك الأسري :

 

لقد أسفرت بعض الدراسات عن وجود العوامل الآتية في التفكك داخل الأسرة:

  • النضوج الانفعالي أو النفسي أو العاطفي لدى أي من الزوجين أو كليهما.
  • وجود اتجاه واقعي نحو الزواج، وبالعكس من ذلك وجود اتجاه مثالي نحو الزواج أو توقع وضع مثالي أو خيالي من الزواج.
  • إدراك مسؤوليات الزواج وواجباته.
  • الانسجام جراء وجود اختلافات في مستوى الذكاء أو السن أو الدين أوالقيم والمثل والعادات والتقاليد.
  • عوامل بيئية متناقضة كالتدخل أو التناقض القانوني أو ضعف الصحة أو قلة الدخل المالي.
  • الآباء في تدريب الأبناء إزاء الاتجاهات الجنسية وتكوين اتجاهات خاطئة.
  • تأسيس حياة أسرية مبكرًا وبصورة غير مرغوب فيها ووجود التوتر والنزاع أو النبذ أو وجود صعوبة في إعطاء الحب واستقباله.

 

مظاهر التفكك الأسري وأشكاله

 

يشير التفكك الأسري إلى أي وهن أو سوء تكيف وتوافق أو انحلال يصيب الروابط التي تربط الجماعة الأسرية مع بعضها، ولا يقتصر وهن هذه الروابط على ما قد يصيب العلاقة بين الرجل والمرأة، بل قد يشمل أيضًا علاقات الوالدين بأبنائهما، ومن الجدير بالذكر هنا أن الخلافات التي قد تنشأ بين الزوجين تكون أكثر خطرًا وأدعى إلى انحلال الأسرة بأسرها مما لو حدث الخلاف بينهما وبين أبنائهما.

 

الآثار المترتبة على التفكك الأسري:

أولا:

إن أغلب الدراسات التي أجريت في موضوع التفكك الأسري )المادي أو النفسي( أظهرت أن هناك علاقة بين التفكك العائلي وجنوح الأحداث، أي ان العائلة المفككة

تنتج أحداثاً جانحين بنسبة أكبر مما هو عليه عند العوائل السوية، وكذا الحال بالنسبة للتشرد. ولهذا ربط كثير من الدارسين بين التفكك الأسري وتكوين السلوك الجانح.

ثانيًا: 

ان تفكك الأسرة في كثير من المجتمعات يترك آثارًا متعددة تبدو في تربية الأطفال ،وانحراف الأحداث، والتخلف الدراسي، وفي المستويات الخلقية، والمواجهات القيمية إلى جانب الصعوبات الاقتصادية، وهناك قاعدة لهذا التفكك تقول: “إنه كلما ازداد تفكك الأسرة نقصت مقدرة المجتمع الكلية على الإنجاز في مجالات الإنتاج والخدمات وزاد في نفس الوقت رصيد القوى البشرية القادرة على متابعة الحياة في الاتجاهات التي تهدم مصالح الجماعة العليا.

ثالثاً:

إن التفكك الأسري يستلزم تحطيم البناء التنظيمي وتصبح العناصر المختلفة في المجتمع “غير مترابطة” ويضعف تأثير المعايير الاجتماعية على جماعات وأفراد معينين، والنتيجة هي أن الأهداف أو الأغراض الجمعية للمجتمع يتناقص تحققها عما هو في حالة نسق أفضل تنظيمًا، وقد يؤدي التفكك الاجتماعي أيضا إلى التفكك الشخصي كما هو في حالة المرض العقلي والاستخدام السيء للعقاقير أو السلوك الإجرامي ، والمجتمع الذي تظهر فيه المشاكل الاجتماعية يقال له “مجتمعأبنائه م

رابعًا:

يبدو أن التفكك الأسري الناتج عن الفشل الذي يصيب أداء أحد الأبوين للدور المناط به في البيت )الأسرة( يمثل عاملا مدمرًا على الأطفال. وقد أثبتت الدراسات أن الصعوبات التي يواجهها الأفراد الذين نشأوا في أسر مفككة تفتقر إلى الحنان والانسجام قد تركت آثارًا مدمرة أدت إلى إصابة الأطفال بأمراض التخلف العقلي والأمراض العصبية وغيرها.

خامسًا :

لا يملك الطفل الذي يعيش في أسرة مفككة إلا أن يعقد مقارنات مستمرة بين حياته والحياة الأسرية التي يعيشها الأطفال الآخرون، وعن طريق العلاقات التي يعقدها معهم تظهر له طبيعة الحياة السعيدة التي يعيشونها مع آبائهم، فينتابه الشعور بالنقص والابتئاس لحالته والإحباط، أو الحقد على الآخرين ولا يحتاج الطفل لأن يكون عالمًا حتى يدرك المزايا التي يتمتع بها الطفل الذي يعيش في أسرة متكاملة سعيدة.

 

سادسًا:

ما ينتج عن التفكك الأسري هو التفكك النفسي للفرد الذي يحدث في الأسرة التي يسودها جو المنازعات المستمرة بين أفرادها وخاصة بين الوالدين ولو كان جميع أفرادها يعيشون تحت سقف واحد، وكذلك يشيع فيها عدم احترام حقوق الآخرين، ويضيف لها آخرون الإدمان على المسكرات أو المخدرات أو لعب القمار.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.