وكالة ناسا تنذر بهجوم سليكوني على الكوكب

هل سألت نفسك في يوم من الأيام إلى أي مدي أنت في حالة تصالح مع ذاتك وأيا كانت الاجابة بالنسبة لشكلك الخارجي وخلقتك وملامحك التي خلقك الله عليها ولأي مدى تشعر بالقبول والرضى عنها..فكرت كثيرا كيف أبدأ حديثي في أمر كهذا وإلى أي درجه قد يكون كلامي مقبولا ومستوعبا فكلما وطأت الشارع بقدماي أو جلست في مقهى أو مكان عام أتفاجأ بكم أصبح هائلا من الوجوه البلاستيكية التي ماتت فيها الحياة وجوه ملأتها ألوان صاخبة ورموش كادت أن تقبل جبهة حاملتها هذا مع شفاه بطوطية المنظر تتحجر ورائها ابتسامة جامدة
كماسك سيليكوني الهيئة وربما منخار لم يعد يبدوا آدميا في الأساس…ومهما حاولت أن أغض نظري وأردد بداخلي كل واحد حر أجدني متخبططة المشاعر بين الآسف على هذه المخلوقة والتي بلغ عدم تقبلها لذاتها وخاصة ملامحها التي تصتبح عليها كل يوم بالنظر في مرآتها.. هذا من جهه ومن جهه أخرى أتساءل هل هي سعيدة الآن ؟وهل تشعر بالرضى عن مظهرها ؟
أصبحنا نرى وجوها متشابهة ومرجعها دكتور تجميل واحد لا يبرع سوى في شكل واحد من التشويه وأين هو من قسمه لحظة التخرج وأين هو من نظرته لفعل يديه هل يعتبر ذلك انجازا وابداع خلقي أتحفتنا به بيديه أم أنها مجرد صفقة قبض منها قبضته واستغفل فتاه صغيرة لا تعي ماذا تفعل أو سيدة تشعر بأن قطار العمر يسير وتود أن تتصدى له لتوقفه.
وماذا عنك أيها الرجل هل أنت من فعلت هذا بزوجتك أو حبيبتك التي أرادت أن تستحوذ على كل انتباهك ولا تلتفت لغيرها لهثا وراء الجميلات وأن تبدو بعينيك جذابة ومبهرة وهل فعلا هذا الأمر جعل نظرتك لها تختلف..أم أن عدم ثقتها بحالها جعلك تزدريها وتبتعد عنها أكثر.

ومن المؤسف أن تجد بمجتمعاتنا العربية مثل هذه المسوخ بكثرة بينما تجد الأجنبيات غالبا وجوههم تبدوا مغسولة بالماء والصابون وبقدميها حذاء مريح يجعلها تمشي مستقرة على الأرض بينما نحن العربيات نبدوا أكثر تكلفا وبهرجة في حين أن ثقافتنا وتراثنا وإلتزامنا يدعو لعكس ذلك ونحن أولى منهن بهذا السلام النفسي والتصالح مع الذات وربما لو ألتزمنا بأصولنا وتقاليدنا شعرنا بسكينة ورضى يغمرنا يحول بيننا وبين هذا الهوس الذي صرنا نروج له فيما بيننا.
عزيزتي أعدك بأنك لن تبدين رائعة وجميلة إلا إذا إقتنعت من داخلك أن الله قد خلقك في أحسن صورة وأن حظك من الجمال لا يقتصر على جمال ملامحك وطول رموشك وانتفاخ شفتيك وإنما حظك الأكبر منه ينبع من جمال روحك وعذوبة حديثك وذكائك وثقافتك…. فقوة شخصيتك هي ما تجعل الجميع ذكورا واناثا لا يستطيعون أن ينصرفوا عنك فليتك تشتغلين على دعم شخصيتك وبناء عقلك وتتركين خلقتك لخالقك وابتسمي فابتسامتك التي تملأ أرجاء قلبك ووجهك ستجعل الرائي يرتوي بالنظر إلى وجهك.
وكفاك لهثا واسرافا في انشغالك بكسمك ورسمك ولا تتفهي من نفسك فوالله ما تفعلينه وما تهدرينه من الأموال لن يجعلك تبدين أجمل بقدر ما سيجعلك مصتنعة و الناس يشيرون عليك مملوئين بالغمز واللمز وهم منشغلون بكم التشويه الذي فعلتي.
أما إعلامنا الفائق الاحترام أتوجه إليه بالشكر والامتنان لهذه الحالة المذرية من الترويج للعمليات والمراكز التي تجعل من نسائنا وفتياتنا مسوخا وتماثيل سليكونية مقلدين لنجمات السنيما الهوليودية وكأنهن صرن مثلهن يعتبرون رؤوس أموالهن من جمال وجوههن وأجسامهن خوفا من أن يسدل عليهن الستار ويتقاعدن فلايسطعن وتنصرف عنهن الكاميرات …واأسفاه على جيل من الأطفال تربى على أيدي نساء شغلهن المظهر عن الجوهر فأبشروا جميعا فنحن من سيء لأسوأ.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.