الفنانة شيماء الجارحى .. إبداع بلا حدود

= كتب : ابراهيم مرزوق

= شيماء الجارحى فنانة متميزة فى مقتبل العمر استطاعت ان تحول قطع المعدن إلى أعمال فنية رائعة تحمل أفكاراً منوعة ما بين الإكسسوارات والأشغال اليدوية المفعمة برائحة التراث الشعبي ، فقد عشقت المورثات الشعبية وأرادت أن تحولها إلى أعمال فنية مبتكرة ، كما حاولت ان تمزج بين الأصالة والمعاصرة من خلال أعمالها ، وقد تحدثت الينا عن تجربتها الفنية فقالت :

= انا نشأت وسط عائلة فنية ، عمى الفنان إبراهيم الجارحى خريج كلية فنون جميلة وبنت عمتي الفنانة سحر الجارحى خريجة فنون جميل ، وانا تخرجت من كلية التربية الفنية جامعه حلوان واتجهت للحلي الشعبية لحبي الشديد لها فأكملت دراستى فى الكلية وحصلت على الماجستير والدكتوراه لكى اتعلم أساليب التشكيل على المعدن وكان لدى رغبة لمعرفة الكثير عن هذا المجال و كنت حريصة على زيارة المعارض التشكيلية باستمرار .

= منذ الصغر وانا اعشق الأعمال والأشغال اليدوية بجانب حبى للرسم وكنت اذهب بصحبة والدي ووالدتي الى معرض الكتاب لكى أشاهد الكتب التى تحتوى على رسوم ولوحات فنية وخاصة كتب ورسومات الفنان حلمي التونى .

= ومن خلال دراستى فى المرحلة الابتدائية كانت مدرستي تأخذ كل رسوماتي فى حصة التربية الفنية وتشارك بها فى معارض حفل ختام الأنشطة السنوية وعندما انتقلت الى المرحلة الإعدادية تم ثقلي فى دراسات الفنون بمساعدة والدي حتى ينمو لدى موهبة الرسم ثم مرحلة الثانوية العامة نجحت فى القدرات الفنية بجدارة وفى المرحلة الجامعية درست مجالات مختلفة من الفنون مثل التصوير والنحت والخزف والتصميم ومن هنا اتجهت للأعمال اليدوية سواء بالخشب او الجلد او النسيج وغيرها من الخامات المتاحة .

= التحقت بكلية التربية الفنية برغم ان مجموعي فى الثانوية العامة كان اكبر بكثير من الكلية ولكن لحبي للأعمال اليدوية قررت الالتحاق بالكلية لشعوري إننى سوف أحقق النجاح من خلال الدراسة الأكاديمية بالكلية مع إشباع ميولي الفنية من خلال ممارسة العمل الفني الذى أحبه .

= بعد التخرج من الكلية اتجهت لمجال الحلي وخاصة الشعبي لانه تلقائي جدا وبسيط جدا ويحمل معاني ودلالات ورموز قوية للغاية وتقاليد متوارثة بين الأجيال ، فبدأت اشتغل على الفكرة وابحث كثيراً فبدأت اقرأ فى مجال الحلي الشعبية ، بعد ذلك عرفت أن الحلي الشعبي يعكس معتقدات ومفاهيم متوارثة بين الأجيال ، وبدأت أنفذ تصميمات وأتعلم التقنيات وأساليب تشكيل مختلفة تجعل المنتج الذى أنفذه معاصر ولكن يحمل تراث شعبى عريق وقيم جمالية ووظيفية فى نفس الوقت .

= كان أكثر الأقسام التى جذبتي وأقرب الى قلبى هو قسم المعادن وتعرفت فيه على طرق وأساليب التشكيل المختلفة مثل الغائر والبارز والتشكيل بالأسلاك والشرائح المعدنية ، وأيضا قسم التصميم وهو أساس لمعرفة أسس التصميم بشكل جيد التى من خلالها يستطيع الفنان ان يضع تصميم لاى خامة ، وحصلت على أعلى التقديرات فى كلا من القسمين ( التصميم والمعادن ) .

= انا الحمد لله ناس كثيرة جدا شجعوني وكان لهم فضل كبير للاستمرار بداية من اهلى اصدقائى واساتذتى فى الكلية ، وطبعا قابلت مواقف صعبة وطريفة فى نفس الوقت وعلى ما اذكر اول تقييم وأول تجربة طلي كنت ذاهبة لكى اطلي قطعة الحلي التى نفذتها وكان لابد قبل مرحلة الطلاء قطعة الحلي توضع فى حوض للتنظيف وانا كنت مركبة أحجار وفجأة الأحجار سقطت فى حوض التنظيف ولم استطع أخراجها من الحوض والموضوع كان صعب فغداً التقييم والحجر فى الحوض بس الموضوع انتهى انى ذهبت بسرعة فائقة وأحضرت حجر أخر بنفس المقاس والشكل وده صعب طبعا بس الحمد لله ربنا كريم مش بيضيع المجهود بس أتعلمت بلا شك من هذا الموقف وحاولت الا يتكرر مرة أخرى .

= والحلي متنوع بين حلى الرأس والأذن والأنف والرقبة واليد وخاصة فى الأماكن الشعبية والمحافظات فاستوحيت من الحلي بعض الرموز الهندسية مثل ( المثلث والمربع والمستطيل والدوائر وأنصاف الدوائر ) والرموز الكونية مثل ( الهلال والنجمة ) والرموز الكتابية و النباتية وغيرها الكثير .

= ومن خلال هذه الرموز وتصميمات الحلى المعاصرة التى تحمل تراث شعبى أصيل به قيم جمالية ووظيفية فى نفس الوقت ناقشت الرسالة والنتائج أبهرت لجنة المناقشة والحاضرين ومن هنا رزقني الله بأول طلب للعمل من انتاجى وكان فتحة خير عليه وابتدئ اول تسويق لمنتجاتي من خلال الأقارب والأصدقاء .

= شاركت فى معارض الحلى والتراث المعاصر الاول والثاني وحصلت على شهادة تقدير من وزير الثقافة وحصلت على منحة خاصة من وزارة الصناعة فى مجال التسويق والحلي ، وانا احلم حالياً بورشة صغيرة بها عمال نجتهد ونعمل سوياً لنكون أسرع فى الإنتاج ونشارك فى معارض خارجية بإذن الله .

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.