درب سندريللا مرهج النيابي المعبّد بالأشواك
درب سندريللا مرهج النيابي المعبّد بالأشواك
بقلم: محمد زريق
تكثر الحملات الإنتخابية والشعارات الرنّانة، خصوصاً أنَّ موعد الانتخابات يقترب يوماً بعد يوم. وللفوز عليكَ الإصطفاف وراء حزب سياسي ورشوة الناس بالمال السياسي وإيهامهم بالخطابات الانتخابية الزائفة (أي عليك أن تكون طائفي ومتمّول وتتقن فن الدجل السياسي). أجل، لقد تعمّدتُ أن أوجّه كلماتي إلى الرجل، لأنَّ تاريخ لبنان السياسي يشهد على إمساك الرجل بذمام اللعبة السياسية في لبنان والدور المُعطى للمرأة “الحزبية” هو هامشي وليس إلا لحفظ ماء الوجه.
في دورة 2018 أقدمت 111 سيدة على تقديم طلبات ترشحهنّ للإنتخابات النيابية بنسبة مئوية تبلغ 11,42%، هذا الرقم يشير إلى ارتفاع نسبة إقبال السيدات على الترشّح مقارنةً بانتخابات عام 2009، ولكن بالنسبة إلى الدول المتحضّرة فإنَّ لبنان يُعطي أبشع الصور عن تمثيل المرأة في الحياة السياسية.
الأخطر من هذا كله أنَّ نسبة كبيرة من المرشحات تتبع الأحزاب السياسية التقليدية، أي أنَّ قراراهن نابع من القيادات الحزبية التي لن ترضى بتغيير الوضع إلى الأفضل وبالتحديد في ما خص وضع المرأة في لبنان. ولكن يبقى هناك بصيص أمل يلوح في الأفق حيث أنَّ مجموعة صغيرة من السيدات المستقلات أخذن المبادرة وقدّمن طلبات ترشحهن إلى وزارة الداخلية والبلديات.
وبما أنَّ حديثنا هو عن السيدات المستقلات، فإنَّ المحامية سندريللا مرهج المرشحة عن المقعد الماروني في بعلبك – الهرمل هي المثال الجيد عن المرشحة المستقلّة والغير حزبية، الصادقة مع نفسها أولاً ومع قناعاتها ثانياً، وفي بيانٍ صادرٍ عنها في 27/2/2018 جاء فيه ما يلي:
“تحية طيبة وبعد؛
أعلنت المحامية سندريللا مرهج في حديث إذاعي ترشحها على الإنتخابات النيابية عن المقعد الماروني في دائرة بعلبك – الهرمل، كما صرحت أنها مستقلّة وغير منتمية إلى أيّ حزب وهي مناصرة لخط المقاومة ونهجها”.
وهنا أستذكر مقولة أينشتاين الشهيرة والتي تنطبق على هذه السيدة “ليس الأمر أنني أذكى ولكني أقضي وقتاً أطول مع المشكلة”، لأنها المحامية التي تشعر دوماً مع المواطن وتقف إلى جانب المظلوم والمغبون بصلابة وتجرد، سندريللا مرهج الجبل الصلب أمام التحديات والسيدة التي لا تخاف من كلمة الحق، هي أيضاً الشاعرة وصاحبة القلب الرقيق وهذا يظهر في ديوانها الشعري “رائحة زنزانة”.
ولكن للأسف إنَّ أصحاب الكفاءة والشفافية لا مكان لهم اليوم في ظل حفلة الجنون التي تقرع طبولها على أنغام الطائفية والمال، فهل ستستطيع سندريللا مرهج تغيير هذا الواقع وتحويل ضعف المرأة المستقلة إلى قوّة؟
إذا نجحت سندريللا مرهج في هذه الانتخابات فلبنان هو الرابح الأول، لأنَّ هذه النوعية من الشخصيات السياسية هي عملة نادرة في أيامنا الحالية؛ إليكِ أيتها اللبنانية وإليكَ أيها اللبناني، إنَّ تجربة الأحزاب السياسية التقليدية لم تجلب للبنان سوى الدمار والأزمات، واليوم أمامنا نموذج يشبه طموحاتنا وتطلعاتنا.
تريدون التغيير؛ إذاً فلتكن سندريللا مرهج هي خياركم الأول والأخير.