الصحافة الإنجليزية تفقد عقلها بسبب “سوبر صلاح” بقلم :وليد عبد اللطيف
يمكن القول إن الصحافة الإنجليزية أصيبت بنوع من الجنون أو اللوثة، فى أعقاب إعلان فوز محمد صلاح نجم فريق ليفربول ومنتخب مصر بجائزة أفضل لاعب فى العام، متفوقا على عدد كبير من نجوم المسابقة الإنجليزية.
الصحف الإنجليزية لم تقف عند حد التغطية الخبرية لفوز صلاح بالجائزة، بل ذهبت إلى أبعد من ذلك بكثير محاولة تقديم رؤيتها للحدث الفريد وهو فوز لاعب أجنبى بجائزة الأفضل فى أول موسم له مع ناديه، كما حاول بعضها تقديم تفسيرات لسبب فوز الفرعون المصرى باللقب الذى عزّ على كثير من نجوم الدورى الإنجليزي.
تحت عنوان: سوبر صلاح.. الملك «مو» يهزم دى بروين ويفوز بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزي، قالت صحيفة «ميرور» البريطانية، إن صلاح فاز بالجائزة بعدما قدم أداء ناريا فى أول موسم له مع ليفربول، وقالت إن قليلين فقط هم من توقعوا ما قدمه «الساحر المصري» عند قدومه إلى معقل «الشياطين الحمر» مقابل 34 مليون جنيه إسترليني.
ووصفت الصحيفة صفقة التعاقد مع صلاح بأنها جيدة، كما أن أداء اللاعب الاستثنائى حظى باعتراف زملائه من مختلف الأندية فى أول موسم له مع ليفربول، ليفوز فى النهاية بجائزة اللاعب الأفضل.
من جهتها قالت صحيفة «ديلى ميل»، إن صلاح يعد اللاعب السابع فى تاريخ نادى ليفربول الذى يفوز بتلك الجائزة، وأول لاعب فى النادى يفوز بالجائزة منذ فوز الأوروجويانى لويس سواريز بها فى عام 2014، كما أنه أصبح أول لاعب مصرى فى التاريخ ينال هذا الشرف، وأضافت أن صلاح نال مكافأة مميزة للغاية على موسمه الاستثنائى مع ليفربول، متفوقا على كل منافسيه من الأندية الإنجليزية الأخرى وعلى رأسهم كيفين دى بروين نجم مانشستر سيتي.
ورشحت الصحيفة ابن محافظة الغربية للفوز أيضا بجائزة الحذاء الذهبى لتصدره قائمة هدافى الدوري، إضافة لترشيحها له للفوز بجائزة النقاد الرياضيين بإنجلترا، إلا أنها أشارت إلى أن اهتمامات النجم المصرى تتركز حاليا على الفوز بلقب دورى أبطال أوروبا أكثر من فوزه بالألقاب الشخصية.
وفى محاولة منها لتفسير سبب فوز محمد صلاح بجائزة لاعب العام، قالت صحيفة «إندبندنت»، إنها لا يمكن أن تجد الكثير من الأسباب، لأن ما فعله «مو» كان بسيطا للغاية، حيث تمكن من إضافة الإثارة على الجزء الأكثر قيمة وأهمية من لعبة كرة القدم، وهو وضع الكرة فى الشباك، مضيفة إن صلاح يلعب بطريقة وصفتها بأنها «نقيّة»، وبطريقة تجعل أقرب منافسيه مثل دى بروين يصابون بـ «الشحوب» على حد وصف الصحيفة العريقة.
وأكدت أن مسابقة الدورى الإنجليزى شهدت هذا الموسم لاعبا يندفع بقوة نحو القمة أكثر من أى لاعب آخر عبر التاريخ، معتبرة أن الهدف الذى سجله «مو» فى شهر سبتمبر الماضى فى شباك فرى ليستر سيتي، كان نقطة انطلاق اللاعب المصرى المهذب نحو التألق، حيث تعمد تسجيل ذلك الهدف بطريقة مميزة أظهر بها قدر المهارات الراقية التى يتمتع بها، وقد فاز ليفربول باللقاء الذى أقيم خارج قواعده 3-2.
من جانبه، أكد جوردان هندرسون زميل صلاح بفريق ليفربول الإنجليزي، أن النجم المصرى وصل إلى المستوى الذى يمكن مقارنته فيه بلاعبين من المستوى الأول مثل الأرجنتينى ليونيل ميسى نجم برشلونة، والبرتغالى كريستيانو رونالدو نجم ريال مدريد، وقال إن هذين النجمين أذهلا العالم بالمستوى الفنى الذى قدمه كل منهما قبل أكثر من عشر سنوات، إلا أن صلاح تمكن من الوصول إلى مستواهما وهو قادر على الاستمرار فى البقاء على القمة المستوى بل والتقدم للأمام.
وأضاف هندرسون فى تصريحات نقلتها صحيفة «ميرور» البريطانية، أن صلاح يستحق الفوز بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى بسبب المستوى الرائع الذى قدمه والطريقة المميزة التى يلعب بها، وكذلك للطريقة الخاصة التى يحرز بها أهدافه، واعترف بأن لاعبى ليفربول توقعوا أن يكون لاعبا جيدا، لكنه كان أكثر من ذلك بكثير.
من جانبه، أكد مايكل أوين نجم المنتخب الإنجليزى السابق، أن صلاح جعل أساطير ليفربول السابقين يظهرون بشكل «متواضع»؛ بسبب تألقه المتواصل.
وخصص مايكل أوين العامود الخاص به فى صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، عن صلاح الفائز بجائزة أفضل لاعب فى الدورى الإنجليزي، وقال إن صعود محمد صلاح إلى القمة يجب إلا يكون أمرًا مفاجئًا؛ لأن مستواه كان فى تصاعد مستمر منذ الموسم الماضي، عندما سجل 19 هدفًا مع روما الإيطالي.
وأكد أوين، أن صلاح استطاع تقليل إنجازاته هو شخصيًّا، وأساطير آخرين لليفربول، مثل الإنجليزى روبى فاولر، والإسبانى فرناندو توريس، والأورجوانى لويس سواريز؛ بسبب مستواه العالى الذى جعل ما فعله السابقون يبدو عاديًّا.
وكتب أوين: «لو كانت هناك لحظة معينة تجسد تطور اللاعب، فهى هدفه الجميل أمام مانشستر سيتى بدورى أبطال أوروبا فى ملعب الاتحاد، عندما رفع الكرة فوق الحارس»، وقال إنه لم يتوقع أن يكون صلاح هدافًا بالفطرة، لكن هدفه أمام مانشستر سيتى غيّر رأيه.
نقلا عن الاهرام اليومى