وزير الإعلام العُماني: مشتركات حضارية ومبادئ إنسانية بين عُمان والصين

أكد الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني وزير الإعلام بسلطنة عُمان، أن العلاقات بين السلطنة والصين لم تكن حدثا عابرا صار بالأمس القريب، لكنها نتيجة حتمية للعمل بما تمليه الروح المُحِبَّة للسلام والتواصل الإنساني مع الشعوب ذات الحضارة العريقة والعميقة.

وأشار في كلمته ـ بمناسبة الاحتفال بمرور 40 عاما على إقامة العلاقات الدبلوماسية بين السلطنة والصين ـ إلى أن الصين مركز حضاري تاريخي “نعده نحن في عمان صديقا لحضارتنا؛ حيث المشتركات بيننا عديدة، فنحن شعوب تقدر المعرفة وتولي اهتماما كبيرا باحترام العلاقات الدولية، وترسخ مبادئ إنسانية نبيلة؛ منها الحفاظ على السلام العالمي وإيجاد عالم متناغم”.

وقال وزير الإعلام العُماني: “إن مواقف عُمان والصين دائما متفقة على أهمية الحوار ونشر قيم التفاهم والاحترام بين الجميع، دون القبول بتعدي الآخرين على أراضينا، أو محاولة الزج بنا في صراعات غير مقبولة أخلاقيا لطرف دون آخر لتحقيق مكاسب اقتصادية أو سياسية، وهنا نقطة مشتركة أخرى أضيفها بين عمان والصين وهي أن المكاسب الحقيقية لنا تتمثل في بناء دولنا بما يعزز من قدرتنا على توفير الحياة الكريمة لشعوبنا والارتقاء بها، دون الإخلال بضرورات التنمية الأخرى”.

وأوضح الدكتور الحسني أنه في مايو الماضي 2018وقع البلدان على مذكرة تفاهم بين حكومة السلطنة وحكومة جمهورية الصين الشعبية، حول التعاون في إطار الحزام الاقتصادي لطريق الحرير “مبادرة الحزام والطريق” طريق الحرير البحري للقرن الحادي والعشرين، وهو لم يكن أول توقيع بين الدولتين في مختلف المجالات، ففي مجال الإعلام تم التوقيع على مذكرة تفاهم بين وكالة الأنباء العمانية ووكالة أنباء الصين الجديدة “شينخوا”، وتعددت الزيارات بين الصحفيين والإعلاميين بين البلدين، إضافة إلى أعضاء الجمعية الصينية للمصورين ونظيرتها في السلطنة.

وزير الإعلام

وتابع الدكتور عبدالمنعم بن منصور الحسني بالقول: إن السلطنة أصبحت رابع أكبر شريك اقتصادي عربي للصين، وهذا دليل آخر على وجود أرضية صلبة من العلاقات والتفاهمات بين الدولتين، وبالإمكان رفع سقف البناء عليها إلى حدود بعيدة، لتحقيق مظاهر الرخاء والسعادة للشعبين العماني والصيني والحفاظ على الاستقرار ونشر مظلة الأمان، بما يعزز تطوير الدولتين في كافة القطاعات الحيوية، وهذا برز من خلال رفع مستوى العلاقات الثنائية؛ حيث قرر قائدا البلدين إقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية بينهما، وهو ما يتفق مع المصلحة المشتركة بين حكومتيْ عُمان والصين، وكذلك بين الشعبين، ويُسهم في دفع التنمية والرخاء المشترك.

وعدد وزير الإعلام العُماني مجالات التعاون الثقافي بين عُمان والصين قائلاً:” إننا نفخر بوجود كرسي السلطان قابوس لدراسات اللغة العربية بجامعة بكين؛ حيث يرفد معرفة المهتمين بالثقافة العربية، ويزيد من حصيلة الأكاديميين والطلاب علميا، كما أن الصين تحرص على توفير مزيد من الفرص للطلاب العُمانيين لاستكمال الدراسة في الصين ودعم تعليم اللغة الصينية، إضافة إلى النظر بشكل إيجابي في شأن فتح المركز الثقافي الصيني في سلطنة عُمان”.

يُشار إلى أن العلاقات العمانية – الصينية تعود لما قبل الميلاد حسبما ورد في بعض المدونات الصينية التي ظهر فيها اسم عُمان، وبدأ التبادل التجاري من قبل التجار والبحارة العمانيين خلال القرن الثاني الهجري؛ حيث وصلت العلاقات التجارية القديمة بين عُمان والصين إلى أوج ازدهارها خلال القرن الثالث الهجري، وتتابعت الرحلات والبعثات البحرية بقيادة الملاحين العمانيين القدامى الذين كانوا روادا لطلائع المستكشفين العرب لبلاد الصين.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.