جرعة أنوثة| “مر كالقهوة..هشة كالمارشميلو “

بقلم| بسنت يوسف

منذ بداية الخليقة ونحن فى صراع أبدى بين عقولنا وقلوبنا .. صراع لاينتهى، فإذا تركنا الدفة للعقل أصبنا الجمود والتبلد وخسرنا السعادة والعاطفة وإذا تركنا الدفة للقلب أصبنا بالهشاشة والضعف وخسرنا المبادىء والمنطق! كم هي معادلة صعبة وحرب ضارية !!!.

العقل سيد الموجودات فى حياتنا و المتحكم بأفعالنا وتصرفاتنا وبه نفكر ونقرر ونبدع وننجز ونبدع ونبي ونصنع كما يمكن أن تدمر وتهدم به، أما القلب فهو سيد المشاعر والعواطف به نحب و نكرة .. نحزن ونفرح، به نشعر و نحيا وبه أيضا نحنو ونقسو، فهو المتحكم الأول والأخير فى عالم أحاسيسنا.

خلق الله الانثى وخلق الذكر يختلف كل منهما عن الآخر فى صفاته، فجعل الله العقل والحكمة هما من يتحكمان بقرارات الرجل يسيطران على مشاعره، وجعل مشاعر الانثى وحنانها هما من يتحكمان بقرارات الانثى واختياراتها لتكون الحياة بينهم متوازنة ومتكاملة، يحتاج الرجل الى حنان وعطف المرأة وتحتاج المرأة لحكمة الرجل، فيجد كل منهما فى الآخر ما يحتاجه ليمضيان في هذه الحياة بشكل يكمل كل منهما الآخر.

الانثى هبة ومنحة من الله، خلقها اللى بسيكولوجية مختلفة تماما عن سيكولوجية الرجل، جعل منها الأم والابنة والأخت والزوجة كل هذا فى جسد واحد، خلق بداخلها صفاء القلب.. رقة الاحساس.. صدق المشاعر..الابتسامة..الذكاء..العطاء الحنان.. الجمال..الكبرياء، مزيج من المشاعر الهشة و الفياضة والمتناقضة، فلا داعى للاستغراب إذا رأيت امرأة تتجاهل من تحب رغم عشقها لقربه! تصده رغم اشتياقها لسماع كلمة منه!!

لذلك يحتار الرجل في فهم سيكولوجية المرأة ويعتبرها لغز كبير، والبعض يتهم مشاعرها بالرومانسية الزائدة لانة غير قادر على فهم هذة المشاعر وأنها صفة متلازمة فى خلق المراة، و البعض الآخر وصف مشاعر المرأة وأحاسيسها بالمذاق المميز كالقهوة وشبه دموعها بمرارتها.

فعقل الرجل غير قادر على استيعاب مشاعر المرأة وأنها أهم شىء فى حياتها وهى المتحكمة فى سلوكها وأفكارها سعادتها وحزنها، كما أنها تتحكم فى نجاحها سواء فى حياتها الخاصة أو حياتها العملية، لأنها أكثر عاطفة من الرجل نظرا لطبيعة كلاهما الفسيولوجية، فهى تعشق الاهتمام  وهو بالنسبة لها أهم من الحب حيث إنها تريد من يهتم بها وبكل تفاصيلها دائما، يأسرها الاهتمام خاصة لو استطاع الرجل تفهم مشاعرها والاحساس بها، فهى لا تحتاج لمن يقرأها بقدر ما تحتاج الى من يتأملها بعمق.

خلقت المراة كائن رقيق المشاعر تهتم بأدق التفاصيل حتى أنها تضع نفسها داخل المشكلة وتراعي مشاعر الآخرين ولا تفصل بين الامور الشخصية والعامة تخلط كل شىء معا، واحساسها المرهف صفة متأصلة ولدت بها فبمجرد مرور المرأة بموقف مؤثر أو حادث عارض تثور أحاسيسها ومشاعرها بشكل عفوي ولا إرادي لأن مشاعرها فى تلك اللحظة تكون بعيدة عن العقل تماما، لذلك نجد المرأة بطبيعتها كائن حساس تميل بفطرتها الى العديد من العناصر الطبيعية التى تثير داخلها تلك الأحاسيس الدفينة كشروق الشمس وغروبها.. نسمات الصباح..الورود والعطور.

أتهم البعض المراة بالمزاجية المفرطة وتقلب المشاعر فهم لا يعلمون ان حالتها النفسية تتأرجح بين ارتفاع مشاعرها للقمة فتغمر من حولها بالحب و الحنان وبين انخفاض حاد ومفاجئ قد يهوى بها للقاع فيجعلها تعانى من مشاعر سلبية ومكبوتة واحتياجات غير مشبعة تجعلها تحتاج بشدة فى هذا الوقت تحديدا الى التحدث مع روح أخرى تفهم احتياجها ومشاعرها.

رغم كل ما قيل عن الانثى و مشاعرها وتكوينها الا اننا نجد البعض يردد على مسمع من الجميع (ناقصات عقل ودين) ويأتى بها بعض الرجال بغرض الاساءة للمراة و التقليل من شأنها، لذلك تساؤل الكثير عن صحة الحديث الشريف ووضع المرأة فيه؟.

خرج رسول الله(ص) فى اضحى او فطر الى المصلى فمر على النساء، فقال: يا معشر النساء تصدقن فإنى رأيتكن اكثر اهل النار.

فقلن: وبم يا رسول الله؟

قال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن.

قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله؟

قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل.

قلن: بلى.

قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس اذا حلضت لم تصل ولم تصم.

قلن: بلى.

قال: فذلك من نقصان دينها.

بمعنى ان نقصان عقلها من جهة ضعف حفظها وان شهادتها تجبر بشهاده امرأة اخرى وذلك لضبط الشهادة بسبب انها قد تنسى فتزيد فى الشهادة او ننقصها، واما نقصان دينها فلأنها فى حال الحيض والنفاس تدع الصلام وتدع الصوم ولا تقضى الصلاة فهذا من نقصان ولكن هذا النقص ليست مؤاخذة علية وانما هو نقص حاصل بشرع الله وهو الذى شرعة رفقا بها وتيسيرا عليها لانها اذا صامت مع وجود الحيض او النفاس كان بة ضرر عليها، فمن رحمة الله شرع لها ترك الصيام والصلاة وقت الحيض والنفاس والقضاء بعدذلك.

فليس هناك علاقة بين التفسيرات الباطلة التى تقلل من شأن المرأة وبين الحديث الشريف حيث انها ليس لها اى دليل فى الفقة و الشريعة الاسلامية، فالاسلام كرم المرأة وأعطى المرأة حقوقا لم يعطها لها اى قانون فى أرقى المجتمعات الغربية.

قالت الدكتورة /هبة العيسوى :استاذ طب النفس بجامعة عين شمس، على عكس ما يتوقع البعض فان المشاعر تنتج من المخ وليس القلب، ولها شقان الاول: إرسالى ولة مكان فى القشرة المخية، والثانى: إستقبالى من ( نواة الاميجدالا) وهو ما أكدتة الابحاث العلمية بالجهاز الاشعاعى و المسح الضوئى.

وقد جاءت الدراسات فى هذا المجال بمفاجأة علمية تفيد ان استقبال الرجال للمشاعر اعلى من النساء وان كان تعبيرهم عنها نادرا، لذلك لذا نرى صلابتهم ولا نلحظ دموعهم فى الكثير من المواقف وعلى النقيض نجد ان الكثير من النساء يكون استقبالهم لهذة المشاعر قليلا وربما اقل من المتوقع ولكن تعبيرهم اعلى من الرجال بمراحل، وهذا ما يبرر رؤية دموعهن المنهمرة والتى يعتبرها بعض الرجال شىء مزعج لكنها ترجع دائما الى احاسيسهن المرهفة، فدموع المرأة التعبيرية الناتجة عن مشاعر عصبية فصاحبة هذة الدموع يطلق عليها الشخصية الحدية وهى التى تعبر عن مشاعرها فى كل الامور بقدر مبالغ فية وهذا ما يوضح الحالة النفسية المزاجية للمرأة وانهمار دموعها عند مشاهدة موقف مؤثر وهى عملية إحلال لمشاعرها الى مشاعر اخرى تطابق الفيلم الذى تشاهدة او الموقف الذى تمر بة اى تفريغ لمشاعرها الداخلية المدفونة والمكبوتة لتخرج على هيئة دموع لكن فى موقف آخر، وهذا ما جعل المرأة المصرية  تتجه الى المسلسلات التركية لما فيها من مشاعر حب ورومانسية والتعبير عنها بطريقة مختلفة او المسلسلات الهندية مع علمها ان هذا الانتاج غير حقيقى ومبالغ فية، لكنها ترغب فى مشاهدة تلك المشاعر التى تشتاق اليها وتبحث عنها فى المشاهد المعرضة حتى تملأ الفراغ الذى بداخلها.

لكى يا سيدتى فالمبالغة فى كل شىء تضعف قيمته، ولتكن سياستك هى السيادة المتبادلة بين العقل ( المصلحة) والقلب ( اللذة والنفس والهوى)، ضعى قليلا من عقلك على قلبك حتى يستقيم وضعى القليل من العاطفة على عقلك حتى يلين، يجب ان ندرب أنفسنا على وضع كل من القلب والعقل فى وظيفتهما التى خلقت لهما فلا نجرد عقولنا من عاطفة قلوبنا ولا نسلم أمرنا  كلة لقلوبنا، بل نوازن لنكون ممن يبصرون ببصيرتهم ويعقلون بقلوبهم.

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.