بقلم| بسنت يوسف
(( أنت تستحقين أن ينظر إليك أحدهم متباهيا وكأنك كل انتصاراته ))
استوقفتني هذه الجملة وأثارت فى داخلى شموخ عجيب .. حقا انا وانتى نستحق هذه النظرة .. نستحق ان ينظر الينا احدهم متباهيا منتصرا لفوزه بإحدانا.
الحب نعمة من نعم الله علينا، فلا يمكن أن يعيش البشر دون تبادل المشاعر التي تقودنا الى التراحم والتعاون والتعايش والنجاح سويا، فالحب الصادق عبارة عن مشاعر واحاسيس يشعر بها أحدهم تجاه الآخرين مما يدفعة للتعامل معهم باحترام وتقدير خوفا على فقدانهم دون اى مصالح مادية او شخصية.
العلاقات العاطفية شىء اساسى فى حياة المرأة، على الرغم من أن ليس جميعها يكون ناجح ومريحا بسبب انتشار العلاقات المرهقة بين الطرفين لأن أحدهم يقوم باستنزاف الآخر واستغلاله عاطفيا وذلك يتجلى فى علامات كثر وهى:
_ اذا وجدتيه لا يتحدث معك كثيرا، ودائما ينتظر ان تقومى انتى بالاتصال وارسال الرسائل لكي تسألى عنه وتطلبى الخروج معاة.
_ لا يكون صريح معك، يحاول إخفاء كل شيء مهما كان بسيط .. فإذا قابل احد اصدقائه لا يقول لك أنه قابلهم بل يقول قابلت شخصا اعرفة يجعل الشك الطريق الذى تسير فيه دائما.
_ يثير فيك دائما الخوف من فقدانة، ليجعلك تتصرفي بضعف تام فى العلاقة وتأتى على كرامتك كثيرا من اجلة.
_ لا يوجد استقرار عاطفى فى العلاقة، فهناك طرف يحب الآخر من قلبة و الطرف الثانى يستغل تلك المشاعر لانة في حاجة إليها فيرهق الطرف الثاني معه.
_ فى العلاقات العاطفية يجب ان يعطى الطرفان بنفس القدر من المشاعر والعاطفة ولكن هناك شخصيات انانية بطبعها تفضل أن تأخذ كل شىء فى العلاقة الحب.. المشاعر.. الاهتمام.. الهدايا وهى لا تبادلك شىء.
كثير من النساء تدخل فى علاقات لا تعرف نهايتها وتشعر طوال الوقت بأن نهايتها مأساوية ومليئة بالجراح وانها ليست بالنهاية السعيدة التى يتمناها اى شخص يدخل فى علاقة حب، لا أعلم السر وراء الاستمرار فى مثل هذة العلاقات المرهقة والمدمرة نفسيا وجسديا؟!.
يوجد العديد من المبررات التقليدية لذلك السؤال الملح : نار قربة .. ولا جنة بعده، وجوده ارحم من شبح الوحدة، هذا أفضل من الانفصال، رغم كل هذه المبررات الموجعة إلا أن هناك بعض الناس قرروا البقاء معا رغم التصريح التام لانفسهم بكونهم غير راضيين عن علاقاتهم مع شركائهم سواء كانوا متزوجين أو في مرحلة الارتباط لينتهى الأمر في النهاية بفشل معظمهم!!!.
ابتعدى عن هذه العلاقات المرهقة نفسيا وجسديا التي تستهلك من روحك وأعصابك وطاقتك وبهجتك .. انت تستحقى الحب كما انت.
لذلك لا تثق فى رجل يطلب منك التغيير لكى يهبك الحب لانة فى الواقع لا يحبك كما انتى، بل يريد تشكيلك لتشبهي صورة رسمها في مخيلته، الذى يحبنا حقا لا يطلب مننا ان نتغير .. والذي يطلب منا أن نتغير لا يحبنا فعلا لانة لا يحب ما نمثله.
لا تثق في رجل يختارك لانك افضل من غيرك أو أجمل منهن.. بل اختارى رجلا يختارك رغم انك لست الافضل .. رجلا تكون إمامة نساء اجمل وأذكى وأشهى ويختارك انت لا لأنك انت.
كوني انت .. انت فقط .. بتفردك.. تميزك.. بقوتك وضعفك.. بهشاشتك وحزمك.. بجسدك وقلبك.. عقلك وروحك.. لا تلغى من ذاتك شيئا حسب الطلب، وقتها ستفتح أمامك الطريق نحو السعادة الذاتية لأن هذا الطريق يبدأ منك أنت.
لا ترضى بالنصف وانت تستحق التمام.. لا تقبل بإنك تكون الاختيار وقت الفراغ .. كن المحور أو العدم، ابحثى عن الحب الحقيقى الصادق ذات المعنى الكبير فى كل علاقاتك ليس العاطفية فقط بل الاجتماعية ايضا.
الحب الحقيقى هو حب قائم على الراحة النفسية بين الطرفين وتقبل كل ما يبدر من الاخر، تقبل العيوب قبل المميزات .. تبادل التسامح والغفران والمساندة بدون اى مقابل، فالحب عطاء لا مقابل له الا الحب والتضحية والإيثار.
الحب الحقيقى ان تجدى من تثقى به وبرأيه وقراراته ويكون سند و أمان لك ولا تستطيع الاستغناء عنه او عن استشارته فى امورك الشخصية والعملية.
الحب الحقيقى ان يسمعك.دون كلل أو ملل من مشاكلك ويحاول مساندتك ومساعدتك على تخطى الصعاب.
الحب الحقيقى هو الشخص الذي يشجع نجاحك وطموحك.. يدعمك ويكون ناصح لك فى كل ما هو ايجابى ومؤثر بالإيجاب على سلوكك وشخصيتك ومظهرك وارشادك بطريقة لائقة مهذبة.
الحب الحقيقى أساسه التفانى والتضحية وايجاد سبل النجاح سويا وتخطى العقبات والأزمات من اجل مواصلة الحياة معا.
الحب الحقيقى ان تجدى الشخص الذي يدفعك للامام وان يكون حريص على سمعتك ومصلحتك.
لا تخسري نفسك ومشاعرك محاولة الحفاظ على شخص لا يهتم بفقدانك ..لا تسمحى لاحد ان يملأك به حتى لا تجدى نفسك فارغة إذا رحل.
قدسى نفسك فأنت لست فرصة ثانية ولا خطة احتياطية ولا علاج مؤقت اما الكمال او الزوال، فإذا كان يستحق اقتليه حبا ..اقتليه اهتماما .. اقتليه حنانا كأنه طفلك الوحيد .. فإن لم يستحق شيئا.. اقتليه باللامبالاة فهذا جزاؤه.
أيتها المرأة العالقة فى منتصف العلاقات المرهقة .. التى تريد الرحيل وتخاف من الفقد، إكسرى حاجز الخوف وحررى قلبك من هذا القيد المؤلم والقرب المؤذى، مشاعرك لا تدعيها رهن إشارة أحدهم ولتعلمى ان الحب الحقيقى يتحقق فى الحرية والسلام وليس فى العبودية وتجرع الالام.
_ انت تستحقى اجمل ما فى الكون لانك الاجمل، وتستحقين اصدق المشاعر لأنك الاصدق.