أيتها النساء تذكرن خديجة

بقلم/ حاتم إبراهيم سلامة

 

 

==============
أيتها النساء تذكرن خديجة
==============

أتدري من هي المرأة البلهاء؟ إنها هي تلك المرأة التي تفتقد الرقة والحنان والأنوثة في تعاملها مع زوجها، إنها لا شك تخسر كثيرًا، وتجهل كثيرًا حينما غاب عنها هذا العنصر السحري الذي يأسر القلب ويملك الروح.
من البلاء الكبير أن تكون زوجًا عاطفيًا رومانسيًا، وتبتلى بامرأة جافية متصلبة باردة في الحديث والحركة والتصرف والمشاعر، ويملأ البرود حياتها في كل شيء.! ومن البلاء الأكبر أن تفتقد المرأة صفة الحنان، لأنها بهذا فقدت معنى الأنوثة ومعنى كونها امرأة، فالشعور بالحنان هو السحر الذي يحول الرجل القاسي إلى رجل لين، والرجل الجبار إلى رجل رقيق، وذو الهيبة الطاغية التي تنخلع لرؤيته القلوب، إلى حمل وديع، يأنسه الناس ويألفونه، إنها خِلة تقلب الموازين، وتبدل الأحوال، وتغير كثيرًا من مشاعر الرجل التي تُسيطر على قلبه.
ربما تكون المرأة جميلة وفاتنة، تسحر أعين الرجال بزينتها وبشرتها وجمال ملامحها، لكنك حينما تدخل في أعماقها تجد برودًا وقسوة لا تنسجم معها قلبك وعواطفك، وسبحان الله حينما يتحول هذا الإحساس بالانبهار والإعجاب إلى بغض ونفور.!
بعض الناس يستنكر على كثير من الرجال حينما يرى أحدهم تزوج بامرأة غير جميلة، لا تملك الكثير مما يتمتع به غيرها من الأنوثة والجاذبية، وذلك لأنهم لا يعرفون شيئًا ولا يدركون أن كثيرًا من الرجال يبهرهم الحنان أكثر مما يبهرهم الجمال، وأن احتياجهم للمرأة الحانية، تمامًا كحاجة الروح للجسد، وأنهم رأوا في هذه التي لا تعجبهم، معنى الجمال الحقيقي، جمال الروح وجمال القلب والحنان المفقود.
إن بعض الناس يرى ذلك من الترف النفسي، ولا يفعله ولا يريده وينشده إلا الناس الفارغة، والشخصيات التافهة، ولو أن مشاغل الحياة وهمومها تخيم على عقولهم، لما فكروا في مثل هذه الأمور.! لكن مهما اختلف الرأي وتعددت وجهات النظر، يبقى الأمر طبعًا وغريزة يحتاجها كثير من الرجال وتتوق لها قلوبهم ومهجهم، وصورة يتمنون رؤيتها ووجودها في زوجاتهم.. ويرون في عنصر الحنان في نفس المرأة وعواطفها، عاملا مهما من عوامل نجاح الحياة الزوجية، وأعظم صفة تقدمها المرأة لرفيق عمرها.

هل تعلمي أيتها المرأة أن الحنان هو صمام الأمان لحياتك الزوجية، وهو الختم أو القفل الذي تختمين به على قلب الزوج فلا يلتفت إلى غيرك، ولا يفكر في سواك، بل يخجل كثيرًا من نفسه لو فعل شيئًا من هذه الأفاعيل، ليتذكر على الفور أنك إنسان حنون لا يستحق أبدًا أن يقابل بمثل هذا الجحود.
لكننا في نفس الوقت نقول وننصح المرأة التي تبغض زوجها وتريد الانفصال عنه، أن تشعره أول ما تشعره بفقد الحنان، لأنه أسرع طريق لهجرها ونسيانها والانفصال عنها.
أيتها المرأة التي تبحث عن السعادة الزوجية، كوني حانية في حياتك مع زوجك، تصنعي الحنان وتكلفيه وأدمنيه وأظهريه في حديثك وحركتك ومواقفك وحتى في صمتك وضحكك وبكائك، زلزلي قلب الزوج واشحني حياته بهذا الحنان ليكون في النهاية خاتما في إصبعك.!
تأملي دوما صورة خديجة أعظم امرأة في تاريخ المسلمين.. انظري كيف كانت حانية وكيف كانت رقيقة وكيف كانت تحوط زوجها النبي بعظيم الحب وعظيم الحنان.

44758706_934336490094300_8830891238082215936_n

قد يعجبك ايضآ
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.