يُعد “الخرس الزوجي “”الصمت الزوجي” أو عدم التحدث أياً كان مسماه فهو في الأول والأخر معناه واحد هو عدم وجود حديث مشترك بين الزوجين وهذه المشكلة يعاني منها الكثير من الأسر وهي الدلالة الكبرى على فتور العلاقة بين الزوجين ،لأن عدم التواصل بين الأزواج سلبي كبير على العلاقة بين الزوجين فهو يؤثر على ترابطهم وتوافقهم .
“الخرس الزوجي” يكون دائماً له أثر سلبي على الزوجين حيث يؤدي لاختفاء لغة الحوار والمشاركة بينهم ،وينشغل كلا الطرفين بأموره الخاصة وذلك يفقدهم لذة الحديث والعاطفة ويصبح كل فرد منهم عايش حياة منفصلة عن الطرف الآخر ،ودائماً لاتوجد بينهم أي اهتمامات مشتركة ،فنجد الزوجة تنشغل بأمور البيت والأولاد والأعمال المنزلية التي لا حصر لها وياحبذا إذا كانت امرأة عاملة تأخذها دوامة الحياة ولو كان لديها وقت فراغ تتحدث في التليفون مع أصدقائها وأقاربها أو تنشغل بالجلوس على مواقع التواصل إذا كان لديها وقت فراغ ، ونجد الزوج ينشغل بعمله وصعوبات الحياة وأصدقائه أو ينشغل بعالم التكنولوجيا من مواقع التواصل أو القنوات الرياضية إذا كانت من محبي الرياضة أي أنه يقضي في وقت فراغه وكأنه في عالم منفرد وكل دوره توفير المال لأسرته ، ويصبح لكل منهم عالم منفرد وخاص به وبعيد كل البعد عن الحب والود والحوار الذي من المفروض أن يتواجد بين الزوجين
أسباب الخرس الزوجي تتعدد وتختلف من شخص لأخر ومن أهم تلك هذه الأسباب:
أحياناً يرجع الصمت لطبيعة وشخصية الزوج أو الزوجة حيث أن يكون الشخص بطبيعته يحب الصمت ولا يحب المشاركة في الحديث شخص انطوائي بطبعه .
ينتج الصمت في بعض الأحيان من كثرة المشاكل والخلافات التي تنشب بين الزوجين ،ويصبح لا فائدة من الحديث سوياً ويفضل كلاً من الأخر أن يصمت حتى لا يحدث خلافات أخرى حيث أنه لا يرى جدوى من الحديث .
من أسباب الصمت الزوجي أيضاً الزوج عديم المسئولية الذي لديه صفة اللامبالاة ، والتي تؤدي لنفور الزوجة من هذه الشخصية السلبية وبالتالي يوجد تباعد وفتور في علاقتهم يصل بهم للصمت الزوجي .
من أهم اسباب الخرس الزوجي العنف بين الزوجين بجميع أشكاله وعدم وجود فن ومهارات التفاهم والتواصل التي تؤدي لحل المشكلات فمن الطبيعي ازدياد الحدة في التعامل وكثرة المشاكل التي تقضي على أي لغة حوار بينهم .
الخرس الزوجي وأثاره السلبية على الأسرة :
معظم حالات الطلاق تكون بسبب الخرس الزوجي ،ونجد زيادة حالات الطلاق بشكل رهيب في السنوات الأخيرة سببها الخرس الزوجي ،ومعظم حالات الخيانة الزوجية سواء من الزوج أو الزوجة يكون أسبابها الخرس وعدم المشاركة بين الزوجين ، فنرى أن كلاً منهم بدلاً أن يفكر كيف يحل المشكلة أو يحاول إيجاد أي لغة حوار بينهم ، يفعل ماهو غير مقبول دينياً ولا أجتماعياً حيث يبحث عن طرف آخر ليتحدث معه عن اهتماماته ويظهر له مشاعره واحتياجاته العاطفية .
من أكبر الآثار السلبية التي تنتج من الخرس الزوجي وفتور العلاقة هي تأثيرها على الأبناء ، يفتقد الأبناء الحب والمودة التي يجب أن تتواجد بين آبائهم ،يفتقدون الدفء والحنان ،ويفتقدون لغة الحديث التي تدعم شخصيتهم وتزيد ثقتهم في أنفسهم ،مع الأسف دائما مايخلق الصمت طفل بدون شخصية أو فاشل دراسياً او معقد نفسياً.
كيفية علاج الخرس الزوجي :
عزيزي الزوج عزيزتي الزوجة يجب عليكم محاولة التواصل ،وتعلم فن الحوار ،حاولوا أن تنتقوا عباراتكم معاً عند الخلاف، حاولوا وجود لغة الأحترام المتبادل بينكم.
عبروا عن مشاعركم لبعضكم البعض ، خاولوا أن تخلقوا حياة يملؤها التفاهم والأنسجام والحب قبل كل شئ ،فالحب هو من يهون علينا متاعب الدنيا ويجعلنا نتحمل عيوب الشخص الأخر .
تجنبوا الخلافات والمشاكل في حواركم ، يجب أن تعلموا أن كثرة الخلافات والمشاكل وعدم التفاهم لن تؤدي إلا لطريق مسدود ،تحدثوا بصراحة حتى لو كان في أختلاف في وجهات النظر حاولوا تقريب وجهات نظركم والوصول لحل ،لا تتركوا المشاكل تتفاقم ويفلت زمام الأمور من بين يديكم ، فبناء البيت ليس امراً سهلاً ويحتاج لبعض العناء ،ويستحق منك بعض الجهد والمحاولة لتنقذ بيتك من الهدم والدمار فما أسهل الهدم لكن ما أسر عواقبه وأثاره وبالأخص عند وجود أبناء لا ذنب لهم ، غير أن آباءهم افتقدوا الحكمة وإدارة لغة الحوار وفضلوا الصمت الذي جعل مشاكلهم وفطورهم يزداد يوم بعد الآخر ويصل لحد الملل والانفصال ،حافظوا على بيوتكم وأولادكم، فهم نعمة لا يدركها إلا من أفتقدها .