محراب عشق.. بقلم/ علا منير.
تركته وكأني أترك نفسي معه.. وكأني لم أعد كما أنا.. شتات وهو وحده من يقدر أن يجمعه.. طفل صغير لا يجد من يضعه في مخدعه.. طير يهيم لا يجد عشا من البرد يمنعه
ها قد إتخذت القرار.. ها قد غدوت ربيعا يعاني الإصفرار.. ثمرة على شجرة في يابسة لن يكتب لها الخضار.. قلب ما عاد يتلون باللون الأحمر من أيدي الصغار..
ما عاد شئ يجبرني على الإستمرار.. معك انهزام وقهر ومرار.. وبعيد عنك أرض قفر جدب أرض تعاني بعد الحرب دمار…!!
فرحتي بك ما كان لها حد.. وما كان لها مدار.. كانت تسع السماء والأرض.. و تجوب بكل صحراء.. وتغوص بأعماق البحار..
فرحتي بك كانت فرحة طير بساقيه في الصباح تدار.. بنقطة ندى تروي عطش أرض تعاني عطشا بعد طول انتظار.. وكأني ملكت جناحين يرفعاني عن الأرض وتحتي تدار الحروب ووحدي في عالم من الأفراح به تعلو أصوات الأغاني والرقصات على السحاب فيتساقط مني الفرح حولي كما الأمطار
ثم…
ثم.. فجأة أوقف أحدهم اللحن وتوقفت الراقصات وجفت البحار وأوى إلى مخدعهم الصغار.. وبقيت..
ب!
ب!
بقيت!
بقيت وحدي أبحث أين أنت كي تعيد اللحن وتجلس على مقعد العازف لتعيد فرحتي.. لتعيد بهجتي.. لتكن كما كنت دوما تعلم خبايا كل حزن يأتيني.. وتعرف عن الفرح كل الأسرار.. نظرت.. دققت النظر فإذا بيدك سوط وعصا و لهيب نار.. إذا بك جلادا و ظلام و فرار.. تغيرت ملامحك وصرت كما شهريار.. تسأل مسرورا أن يقتلني وتتوعد أن تحرقني بالنار.. تختلق القصص لتجعلني مذنبة في حبك لاني أحببتك ولأننا نعيش في زمن يري رداء الحب عار…
كيف تحب وكيف تلعن.. بل كيف تكون تلك اللعبه وكيف تدار!
صادقه انا عندما أحببت..
ما كنت أعلم حين خطوت بقدمي أني سأحاسب علي عشقي.. وقد اوتيته بلا طلب مني وبلا إصرار.. كان الحب كما السيد علي القلب أتي دون إختيار.. فهل يا سيدي الحب في عرفك عار..
كيف الهروب منك.. وكل بعد عنك يكون إليك فرار..
حقا لا أقوى على أن اتعبد في محراب غير محراب عشقك أيها الغافل..
أخبرني بربك كيف الحياة معك..
وحبك إحتضار؟!