البلبل الباكي ” عبد الغني السيد” عاش طفولة مأساوية و أجبره الملك على طلاق زوجته
كتبت /دعاء سنبل
هو مطرب يمتلك صوت رائع وأغانيه حازت نجاح باهر، لقب مطربنا ب”البلبل الباكي” وكان وسيم الوجه ، وكانت أسطواناته تحقق مبيعات مرتفعة وأرقام قياسية في التوزيع ، عاش حياة بائسة في طفولته و عذبته زوجة أبيه هو مطرب الأصالة والزمن الجميل “عبد الغني السيد “
ولد “عبد الغني السيد” في 16 يونيو 1908م ، في أسرة بسيطة الحال ، وكان والده يعمل استورجي موبيليا ، وانفصل أبيه عن والدته وتزوج بأخرى وأنجب منها 5 أبناء ، أخذه أبيه من أمه ليعيش معه ومن هنا بدأت مأساة حياته عانى من قسوة زوجة أبيه التي كانت تعامله أسوأ معاملة، كانت تعذبه وتحرق جسده بالمياه المغلية، وفى إحدى المرات دخل والده عليه ليلا فوجده يبكي فرفع الغطاء ليجد ملابسه التصقت بجسده المحترق، فطلق زوجته وأعاد “عبد الغني ” لأمه لكي يعيش مع والدته التى لم تتزوج وعاشت له وحده “.
عبد الغني السيد لم يكمل تعليمه وعمل في صغره استورجى للموبيليا ، ليصرف على نفسه ، ولم يكمل تعليمه ، لكن بالرغم من من ذلك كان يجيد القراءة والكتابة ويتميز بجمال خطه ، وترك بعد وفاته مكتبة كبيرة بها كتب هامة ومنها كتب مصطفى محمود الذى كان صديقه ، وكان يحب الرسم”.
كان للموسيقار” زكى مراد” والد ليلى ومنير مراد فى حياة ” عبد الغني السيد”مشيرا إلى أنه استمع لصوته أثناء عمله فى ورشة الموبيليا التي كان يعمل بها ، فأعجب به وتبناه وقام بتدريبه مع أبناءه منير وليلى على الغناء واصطحبه معه فى الحفلات والأفراح وساعده على الغناء فى الإذاعات الأهلية حتى ذاعت شهرته وتعاقدت معه شركة بيضافون على إنتاج عدد من الاسطوانات التي حققت انتشارا وشهرة واسعة.
حققت اسطوانة “نسيت ياحبى بعد اللى كان صحيح يادنيا مالكيش أمان” نجاحا وانتشارا واسعا وذاع صيته ، وتم بيعها داخل في مصر وفي فرنسا أكثر من مليون نسخة، وحصل “عبد الغني” على الجائزة البلاتينية من شركة بيضافون كأول مصري وعربي يحقق هذا الرقم فى المبيعات، وذاع صيته بشكل كبير وأصبح له مئات المعجبين والمعجبات”.
توالت نجاحات “عبد الغني السيد” وشارك فى مسرحيات منيرة المهدية، وفى الثلاثينات قام ببطولة فيلم شارع محمد على وأحدثت أغنيته نجاحاً منقطع النظير ” يا ولا ياولا يابتاع التفاح”، كما حققت أغنيته ” البيض الأمارة” نجاحا كبيرا، وتوالت نجاحاته ولحن له عباقرة التلحين مثل السنباطي والقصبجي ومحمد عبدالوهاب” ، عندما أجرت مجلة الكواكب في أحد استفتائها للجمهور عن أحب المطربين لديهم، جاء عبد الغني في المرتبة الأولى، بينما “موسيقار الأجيال “محمد عبد الوهاب” في المرتبة الثانية .
كانت لدي “عبد الغني السيد ” موهبة التقليد لدرجة أن “عبد الوهاب” كان يستغل هذه الموهبة في قياس ومعرفة مدى جمال أي صوت جديد من عدمه، ويحاول أن يقتحم عالم موسيقار الأجيال، فكان يطلب منه تقليد الشخص المراد معاينة صوته، فإذا قام “السيد” بتقليده بشكل ساخر فهذا معناه طرده تمامًا من جنه ألحان “عبد الوهاب”، أما إذا قلّده بشكل لائق فهذا معناه أنه دخل عالم الموسيقار الكبير من أوسع أبوابه، ومن شدة حبه لـ”عبد الوهاب” أصرّ على أن يسكن في منزل يطل على النيل الذي يعشقه أمام منزل صديق عمره.
وقدّم خلال مسيرته نحو 800 أغنية، ما بين أغاني مسرح وإذاعة وسينما وأغانٍ وطنيّة ورومانسيّة وقصائد ودينيّة.
تزوج “عبد الغني السيد” ثلاث مرات، الأولى من إحدى قريباته وأنجب منها بنتين زينب وبثينة، ولكنهما انفصلا، وبعدها ارتبط بعلاقة حب مع ابنة وزير وحين تم التعارف بينهما وطلبت منه أن يقدم لها أسطوانة من أُغنياته هدية لها، فأهداها أُغنيته الشهيرة “نسيتي حبي”، فأحبته أكثر من خلالها، وتزوجها ولكن بعد أسبوع من زواجهما أصدر الملك فاروق أمرا بطلاقه منها حتى لا تصبح عادة بزواج البسطاء ببنات الأعيان والوزراء ” وكأن المأسي تُصر على مصاحبته ، فقد أجبر على تطليقها رغم حبه الشديد لها .