وفاة كاتب ومولد قارئ
كتبت : صفاء القاضي
تمر علينا اليوم الذكرى الأولى
لوفاة الكاتب الكبير ، والمبدع المتميز الدكتور أحمد خالد توفيق أو كما لقب أدبيا (العراب) توفي 2 ابريل عام 2018م فأثار نبأ وفاته ضجة غريبة جدا فقد حزن عليه جيل كامل من الكبار وصغار الجيل من قراءة ومعجبيه ومتابعيه وكل من اقتنى مؤلفاته عبر سنين عمره في شبابه أوفي كبره أو زين بكتبه مكتبته أو تابع مقالاته الصحفية وتحليلاته السياسية .
هو طبيب مصري يعتبر أول كاتب عربي يكتب في أدب الرعب وهذا ما استهوى المراهقين والشباب فاصبح الكاتب بمثابة أب روحي لجيل من القرّاء كبروا على كتاباته ونضجت عقولهم بين سطوره .
وكانت جنازته رحمه الله , أشبه بجنازة كثير من الفنانين الذين ينالون من عشاقهم الكثير من الولع والاهتمام ، مثل جنازة أم كلثوم مثلا أو عبد الحليم حافظ ، فنحن في زمن قل فيه الشغف ناحية الكاتب أو الكتاب …زمن الانترنت وشبكات التواصل ، زمن لم يمسك الشباب فيه إلا أجهزتهم ومتابعة حساباتهم المتعددة وأصبح الكتاب مغلق بل مهجور وأصبحت الثقافة نادرة جدا .
فلماذا نال العراب كل هذا الشغف الذي تحول برحيله إلى حزن كبير وخسارة فادحة حتى أنك تظن أن الذي توفي هو والدهم أو قريب لهم أو فنانا مشهورا يستحوذ إعجابهم , أما أن تظن أنه كاتب فهذا شي بعيد كل البعد ،
وقد كتب الدكتور أحمد قائلا ( ستكون مشاهد جنازتي جميلة ومؤثرة ، لكني لن أراها للأسف برغم أنني سأحضرها بالتأكيد ) وقد تحققت فعلا نبوئته العجيبة ناحية جنازته فقد كانت فعلا ذات مشاهد مؤثرة
تلك المشاهد التي جعلت الجميع يبحث الآن عن كتاب للدكتور أحمد خالد توفيق ،
لمن لم يقرأ له سيبدأ الآن في القراءة مع كثير من الفضول والبحث عن جميع مؤلفاته , و لمن أدمن عليه فهو مستمر في القراءة بنفس الشغف لكنه ممزوجا بالكثير من الحزن على فراق ذلك الكاتب المبدع المميز الذي لم تكن وفاته إلا مولدا لقارئ جديد يحمل كتابا للدكتور أحمد خالد توفيق ، الذي كان رحيله بمثابة وفاة كاتب ومولد قارئ .