مذكرات “نادية لطفى” الحلقة الرابعة : منحرفة فى “النظارة السوداء”وفتاة ليل فى”أبى فوق الشجرة”.

مذكرات “نادية لطفى” الحلقة الرابعة : منحرفة فى “النظارة السوداء”وفتاة ليل فى”أبى فوق الشجرة”.
مذكرات نادية لطفي .. بقلم / خالد فؤاد
انفردنا فى الحلقات الثلاثة السابقة من مذكرات الفنانة الكبيرة نادية لطفى بالكثير من ادق تفصيل حياتها منذ مولدها ، وأسباب عشقها للفن وبداياتها وأهم أعمالها ونواصل فى هذه الحلقة “الرابعة” تفاصيل أخرى شديدة الآهمية .

راقصة وفتاة ليل
ـ أختتمنا الحلقة السابقة بأبرز المواقف التى تتذكرها عن الفنان الكبير الراحل عبدالحليم حافظ سواء فى “الخطايا” اوبعد هذا حيث تحدثت قالة:
عبد الحليم وبدون مبالغة كان إنسانا عظيما جدا أكثر منه فناناً عظيما وحياته الخاصة كانت مليئة بالمواقف الرائعة حيال ومنها إنه لم يتمرد يوماً على
من ساعدوه بل كان يذكرهم بكل حب ولم يصبه الغرور أبدا رغم الشهرة الساحقة التي حققها وكنت تشعر وهو يتحدث إليك بألفة شديدة معه ولطالما
ساند زملاء في محنتهم وعايشت هذا بنفسى معه.
ـ وعن الآسباب التى دفعتها للموافقة على تجسيد شخصية الراقصة وفتاة الليل فى فيلم “أبى فوق الشجرة” على خلاف شخصيتها معه فى “الخطايا” قالت :
أنا نفسي فوجئت بترشيحه لي هو ومخرج الفيلم حسين كمال لتجسيد شخصية (فردوس) في (أبي فوق الشجرة) وترددت كثيرا في تقديمه ولكن لكوني
قبل هذا الفيلم كنت بدأت أتمرد على نوعية الأدوار التي أعتادني الجمهور عليها فتحديت نفسي وقدمت شخصية العالمة زنوبة في فيلم (قصر
الشوق) فقررت تقديم هذه الشخصية من باب التحدي وحقق الفيلم نجاحا ضخما لم يكن له نظير في هذا الوقت واستمر عرضه عاماً كاملاً بدور
العرض وهو مالم يحدث مع أي فيلم قبله ولا أنسى ما قاله لى عبد الحليم بأن أنجح فيلمين له كانا
معي وأضف إلى هذا أن شخصية (فردوس) في الفيلم حققت أيضا نجاحاً كبيراً وظل الجمهور يناديني بها فترة طويلة.

لويز ومديحة
ـ وعن أبرز شخصية قدمتها على الشاشة وهى (مديحة) في النظارة السوداء تحدثت :
هذا الفيلم قدمته عام 1963، واذكر العام جيدا
لكونه كان عاما حافلا فبعد النجاح الكبير الذي تحقق لفيلم (الخطايا) توالت السيناريوهات على
وأذكر أنني في عامي 63و64 قمت ببطولة أكثر من 15 فيلما أذكر منهم (جواز في خطر) و(سنوات الحب) و(حب لا أنساه) و(دعني والدموع) و(ثورة
البنات) و(حب ومرح وشباب) و(للرجال فقط) إلا أن أنجح فيلمين لي هما(النظارة السوداء) الذي قمت ببطولته مع أحمد مظهر والطريف أن فيلمي الثاني
الناجح أيضا في نفس العام كان (الناصر صلاح الدين) الذي قدمت فيه شخصية (لويزا) الفارسة القادمة من أوروبا مع الجيوش الصليبية وهو دور
يختلف كل الاختلاف عن (مديحة) الفتاة المستهترة التي تقضي حياتها في اللهو والسهر مع أصدقاء السوء حتى يظهر في حياتها عمر ويستطيع أن
يخلق منها إنسانة جديدة تنجح في مقاومة شلة اللهو والفساد بل تنجح في تبصيره هو وإعادته حينما ضل الطريق ونسي المبادئ القديمة.
ـ وعن الأفلام الأخرى التي ظلت تعتز بطولتها قالت :
في الفترة التالية من مشواري قررت تقليل عدد الأفلام التي أوافق عليها والتدقيق جيدا فيما أختاره،
ومن هنا لم أقدم في عامي 65 و66 سوى سبعة أفلام فقط هي (مدرس خصوصي) و(المستحيل) و(الباحثة عن الحب) و(مطلوب امرأة) و(الحياة حلوة) و(عدو المرأة) إلا أنني أعتز كثيراً بفيلم
(الخائنة) الذي قمت ببطولته مع الراحل محمود مرسي عام 1965 فالدور كان جديداً تماماً بالنسبة لي ومختلفاً بشكل كامل عما سبق لي تقديمه فجاء
في إطار التنويع والاختلاف وقدمته أيضاً متحدية نفسي والنصائح التي وجهت لي وقتها برفضه حتى لا يكرهني الجمهور بسبب تقديمي لشخصية الزوجة الخائنة على الشاشة.
ثم عدت تكثيف نشاطى الفني في عام1967 حيث قدمت في هذا العام وحده ستة أفلام هي (السمان والخريف) و(غراميات مجنون) و(الليالي الطويلة) و(عندما نحب) و(جريمة في الحي الهادئ) إضافة
إلى فيلم (قصر الشوق) ولكن كما ترون لا يوجد أي دور في أي من هذه الأفلام يشبه الآخر فقد أغرتني جميع السيناريوهات على عكس العام التالي 68
الذي عرض علي فيه أكثر من 20 فيلما لم أجد فيها شيئا جديدا فاخترت أفضل ثلاثة أفلام منها هي (ثلاث قصص(و(أيام الحب) و(كيف تسرق مليونيراً)
وهو نفسه ما حدث في عام 1969 الذي قدمت فيه أفلام (نشال رغم أنفه) و(سكرتير ماما) و(الرجل المناسب) إنتاج سوري إضافة إلى (أبي فوق الشجرة )
