بقلم
هذا المقال مجرد رد بسيط علي من يقولون ان كرونا عقاب من الله . فمن له ان يدعي كذبا بانه يعرف فكر الله؟ ومتي يعاقب ومتي يغفر ؟ وعلي من ينزل عقابه وعلي من يعفو ويغفر ولماذا ومتي ؟ولماذا لاننتظر حتي النهايه لنري خطه الله الكامله لنعرف حكمته من هذا الابتلاء ؟ ولماذا التسرع كالبلهاء و الحمقي وكأنهم استلموا رساله الكترونيه يشرح لهم هم بالذات دون غيرهم أهدافه واغراضه من هذا الابتلاء ؟ وهل العقاب واحد علي كل البشر بلا اي تمييز؟ بالقطع لا اذا هل هناك انواع ودرجات واشكال من تعامل الله مع المخطئين ؟وهل كرونا هو من صناعه الله ام صناعه البشر الاشرار الذين يتبعون الشيطان ؟
. ومن أكثر الأشياء التي يحبها الله أن يعود الإنسان ويقر بخطاه ولا يعود إليه ثانيا. لذلك يعطيه سنوات عديده من عمره ويمنحه فرص عديده للغايه . ويسمح ان يمر بتجارب وخبرات متنوعه حتي يمنحه فرص اخري جديده لكى لايعود لنفس الخطأ مره اخري. وان سقط مئه مره وتاب سيقبل الله توبته بفرح . كاب حنون عطوف يحب اولاده مهما فعلوا ، ولكنه لايحب أخطائهم لأنها سوف تؤذيهم هم في المقام الأول والاخير وقد تدمرهم هم أنفسهم قبل أي شىء . وهو سبحانه يكره أن ياذي الإنسان نفسه باخطاءه لأنه خلقه في صوره رائعه ويحبه جدا . وعندما يأذي الانسان نفسه بالخطا يعيش في تعاسة وغم والم ومعاناة ، لذلك يتألم الله جدا من معاناه الإنسان
. فعندما يفعل الانسان الخطا فانه يؤذي نفسه وليس الله .ولكنه يحزن قلب الله لان مايفعله من خطا يشوه خلقته الجميله .بل ويتعدي الأمر بعد ذلك الي ان يتأذى جدا جدا باقي البشر بفعله الخاطيء في حقهم ويؤلمهم ويعذبهم بشروره .والله يحب هؤلا ء البشر الذين خلقهم أيضا ويتالم لالامهم .
. وبخطا هذا الإنسان يتشوه روعه العالم الذي أبدعه في صوره كامله .
.وقد يكون الإنسان علي درايه وعلم . اي يرتكب الخطا مع سبق الاصرار والترصد ووعي كامل وإدراك تام .بقساوه القلب التي لا علاج لها . وهنا يظهر عدل الله كقاضي .يردع بكل قوه وحزم من يتحداه ويعصي وصاياه ويشوه جمال وروعه ما أبدعه . لان من أمن العقاب يسئ الأدب. ومن لايأتي باللين ياتي بالحزم.
ولكن احيانا يظهر الله كطبيب يعالج المخطئ .لمن يتمني العلاج اي الذي يريدالتوبه .الله يحترم حريته في أنه يريد أو لايريد العلاج . ولكن هناك مرضي لا يعلمون انهم مرضي ويظنون انهم أصحاء وبكامل صحتهم اي مقتنعون تماما بأن مايقترفونه من أخطاء هو عين الصواب ولن يعدلون عن فعلتهم ابدا .
. وهنا يظهر عدل الله و عليهم أن يتحملوا النتيجه الطبيعيه لخطاهم حسب ما وضعه الله من قوانين صارمة للكون لاتقبل المساومه علي الاطلاق فيقوم الله بحجب ستره عنهم وهذا هو احد انواع العقاب . ان يمنع عنهم الستر ويظهر العدل . ولكن لايظهر هذا إلا بعد إعطائهم العديد من الفرص للرجوع عن أفعالهم الرديئة . لعلهم يرجعوا
ولكن الفرد قد لايعلم بجهل بمدي الضرر الذي سيعود عليه من أفعاله السيئه والرديئه لا علي نفسه ولا علي الآخرين ولاعلي العالم كله .وهنا يظل الله وراءه بالعلاج المتعدد المتنوع باشكال عديده مختلفه حسب حالته. حسب ماضيه وبيئته وقدراته ،حسب عقده النفسيه وامراضه العقليه بل وامراضه الجسديه أيضا، وقد يحتاج الأمر إلي عمليات جراحية صعبه حتي يشفي من مرضه اي يترك خطاه فهو يقدم العلاج كطبيب ماهر جدا للنفوس والقلوب والعقول والأجساد كل واحد حسب حالته .وهنا يسمى الابتلاء علاج .وأحيانا الله يكون كمدرس يعالج نقص معلوماتنا ومعرفتنا فنحن قد لا ندرك اننا نفعل الخطا لاننا لم نتعلم ان مانفعله خطا .وتعودنا عليه من الثقافه والعادات والتقاليد والبيئه التي تربينا فيها . ولكن الله يظل ورائنا بصبر وحب بالتعليم بكافة الوسائل والطرق التى قد تأتى معنا بنتيجه وهي أيضا تختلف من فرد لآخر. بل وفي الفرد الواحد من مرحله عمريه الي مرحله عمريه اخري .فهو يمحو ذنوبنا بالتعليم المستمر طوال مراحل عمرنا بكل صبر وحب وحنان الي ان تشفي ضعفاتنا وشهواتنا واخطانا .
وقد يكون الابتلاء ايضا لامتحان الصبر .ففي الصبر تثقل الخبره بطول الاناه وقوه الاحمال .وتكتسب الشخصية الحكمه وتزداد إنسانيتنا روعه وتزداد بريق. فنتعاطف ونشعر بأوضاع والألم و مشاعر االمحتاجين والمعوزين والمقهورين والمتالمين ، فنتعاطف معهم ونشعر بهم .فقد نتعلم في ساعه واحده في الابتلاء أكثر مئه مره ماقد لاتتعلمه في سنين عديده في الاستقرار.
وقد يكون الابتلاء أيضا منحه وهبه لكي يمنعنا عن الانزلاق في خطأ قد نقع فيه اي حمايه لنا من انفسنا
اي كي يمنعنا أن نقترف خطأ ، أو لسموه وطهاره قلوبنا وارتقاءه بنا. فينقينا أكثر ونصير اكثرتقوي وورع وزهد
فالابتلاء قد يكون نعمه لا نقمه.
حتي لو كانت كرونا صناعه شيطانية فلايمكن ابدأ أن يحدث أي شي علي الاطلاق إلا بسماح من الله .والله كلي الصلاح وصانع كل خير ،إذا سمح بشيء فهو يسمح لحكمه ما تفوق عقولنا وتوقعاتنا وفوق كل ما نتخيل أو يخطر لنا علي بال ،
والله ضابط الكل بلا استثناء واحد .والكون كله بين يديه وإذا سمح بأمر ما فله حكمه فائقة الإدراك ولايمكن لمخلوق ان يدركها.
وهو قادر أن يحول الشر لخير . وعسي أن تكرهوا شئ وهو خير لكم . وكل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله.
لو لم يكن الله يحب كل البشر بلا استثناء لما خلقهم ولما رعاهم وأنعم عليهم جميعا بكل تلك النعم. وأشرق بنعمه الجمه وهباته التي تفوق كل عقل وعطاياه التي لاحدود لها علي الجميع بلا استثناء .وينعم بها علي الأبرار والاشرار معا . وقد وهبهم واعطاءهم الذكاء والقدرة الذهنية والمالية والقوه وكل شي بلا حدود .وهذه هي عظمه الله المطلقه .إنه أعطي الحريه للبشر حتي ان يرفضوه ويعصوه وينكروه . لأنه يريد من البشر أن يعترفوا به ويتبعوه عن اقتناع تام بملء ارادتهم عن حب كامل وقناعة ذاتية دون قهر أو ارغام أو تخويف أو رعب . أن يحبوه كل الحب لدرجه العباده لأنه جدير بذلك ويستحق ذلك كل الاستحقاق لأنه احبهم اولا كل الحب، فعليهم ان يروا حبه الجم ويظهر حبه بوضوح من خلال ما أنعم به عليهم بكل تلك النعم الانهائيه. يريد أن يشعروا بفضله الجم فيحمدوه ليل نهار غير منكرين فضله . حتي ولو عثروا فيه فتره من حياتهم .واخطاوا فهذا لن يقلل من حبه لهم ولن يغيره .
إذا فغايه الله هو الإنسان لانه احبه الي المنتهي وابدعه في غايه الإبداع وسخرله الكون كله بكل عظمته لأجله. وكي يعرف الإنسان حياه السعاده والفرح والسرور علي الارض كما يريد الله له .لذا عرفه الطريق والوسيله عن طريق مجموعة من الوصايا لنهتدي بها كي تحفظه من الحزن والغم والتعاسه و ضرر نفسه لنفسه او لأخيه الإنسان. اي ان ليس غايه الله هو تنفيذ الوصايا ومن لاينفذها يعاقب هذا قمه الخطأ في الفهم فالله جل جلاله ليس شرطي مرور من يخطأ ياخد مختلفه أو عقاب فورا . بل غايه الله العظمي هو الإنسان وما الوصايا الا مجرد وسيله .فإذا أخطأ الإنسان في الوسيله وضل الطريق في تنفيذها أو رفضها لعدم قناعته انها الطريق الوحيد لسعادته فالله يحافظ علي الانسان بكل الطرق ويحاول ارجاعه بكل الوسائل الي الطريق الصحيح كي يحيا سعيدا علي الارض .
علينا فقط أن نثق كل الثقه انه يحبنا حبنا غير محدود
يحبنا بسخاءه مطلق وكرم فياض ، وينعم علينا بعطاياه المستمره الدائمه رغم عدم استحقاقنا. فتزداد محبتنا له اكثر فاكثر و نحبه لدرجة العباده .و نرتعب أن نعصي أوامره التي جعلها لصالحنا وسعادتها في الدنيا .وعدم تنفيذها نعتبرها خيانه عظمي لمن وهبنا حبا لاحدود له . حبا لايتغير ووهبنا كل تلك النعم بلا مقابل
رفيق رسمي

المقال السابق
قد يعجبك ايضآ