الثورات الشعبية ” واقع جديد يفرض نفسه بقوة ” – إسهامات/ ثروت عبدالرؤوف
بالرغم من الأجواء التى فرضتها كورونا على العالم لم يمنع ذلك من إندلاع ثورة شعبية وفين فى أمريكا
– شرطى ابيض يجثو بركبته فوق عنق مواطن أمريكى من أصل افريقى حتى الموت
– الإعلام ينقل للرأى العام الحادث صوت وصورة والمواطن جورج فلويد يصرخ عايز أتنفس
– يثير الحادث الرأى العام وتندلع ثورة ضد النظام
– يرفع الثوار اللافتات وتتعالى الهتافات ويتبرع أشخاص بالمال للمحتجين ويتضامن مع مطالبهم معارضى النظام و الكثير من نجوم المجتمع
– يندث وسط المحتجين .
ومخربين يشعلون النار ويخربون المنشأت العامة ويعتدون على ممثلى النظام والمدافعين عنه
– السلطة تطلق الغاز المسيل للدموع وتتهم المعارضة بإطلاق سراح المخربين (الأنكاركيين) وتتهم الجماعات المتطرفة وتهدد بتدخل الجيش وتلوح بإستخدام القوة و رأس النظام يهدد بأنه عندما يبدأ التخريب يبدأ إطلاق النار فتشتد الإحتجات.
ما أشبه اليوم بالبارحة
ثمة دروس يجب أن نستوعبها وواقع جديد يفرض نفسه بقوة على الجميع لا جدوى من إنكاره أو حتى تجميله و لابد أن نقر ونعترف به حتى نتمكن من التعامل معه بالطريقة الصحيحة
– ما عاد مواطن يحتمل ظلم سلطة كما كان من قبل وحادثة ظلم واحدة كفيلة بتفجير المجتمع بالكامل.
بفعل العولمة والميديا وثورة الإتصالات
– هذه الثورات الشعبية لن تتوقف و أن عاجلا أو أجلا تفرض على العالم إنتاج منظومة جديدة تحكم علاقة الأنظمة الحاكمة بالمواطنين من قوانين جديدة وفلسفة لتطبيق هذه القوانين جديدة وحدود للسلطة والمواطن جديدة تحظى بالقبول من الطرفين
– مسؤولية إنتاج هذه المنظومة الجديدة تقع على عاتق الفلاسفة والمفكرين والمثقفين وأصحاب الرأى.
بعد ثبوت فشل المنظومة المعمول بها فى إقرار السلم والأمن الاجتماعى وتكرار الثورات بداية من الدول الأكثر معاناه فى إنتقاص حقوق البعض لحساب البعض الآخر وحتى طالت الدول التى كان البعض يعتبرها الجنة الفاضلة ونموذج يطمحون بالوصول إليه
ولم يعد من المتصور لعقل عالم يعيش بدون منظومة جديدة تحكم العلاقة بين السلطات والشعوب تكون مقبولة من الطرفين.
العالم يتغير بسرعة وسوف يتغير ليس على مستوى التكنولوجيا فقط ولكن على مستوى العلاقات البينية بين كل أطرافه سلطات وشعوب أغنياء فقراء أغلبية واقليه حتى على مستوى العلاقات الشخصية بين الأفراد وفى الأسرة الواحدة بين الآباء والأبناء والأخوة والاخوات ومفاهيم وقيم ومباديء جدبدة تم الترويج لها بقوة واقتنع بها الكثير
من لم يدرك ذلك ويتحسب له ويعد له العدة.
من الآن ويطور من نفسه سوف يتحمل أثمان باهظة بعد ان بأت واضحا للكثير أن الثورة تندلع فى لحظة ولأسباب بسيطة وتكبد المجتمع أثمان باهظة وما القبضات الأمنية ولا التلويح بالقوة عاد مجدى
فرنسا والآن أمريكا وكل ما كان يظنه البعض واحه للحرية والديموقراطية إندلعت فيها ثورات شعبية باهظة التكاليف بدأت بالدول التى تواجه معاناه كبيرة وإنتهت بهم ولن تتوقف قبل توصل العالم إلى منظومة جديدة تحكم العلاقات البينية بين كل أطراف المجتمعات
البعض قد يقول
(وما يفيد مع الأذهان شيئا اذا إحتاج النهار إلى دليل)
ولكن يجب أن نتمسك بالأمل.